إستفسارات ومشاكل
(1) زوجة الأب: ولكن
الإسم:ا.ب.ت. – القاهرة الكبرى
أنا شاب عمرى 30 عاما ويزيد، وسيم إلى حد ما مفتول العضلات، وهذا رأى بعض اصدقائى فى العمل واخواتى، وانا أرى غير ذلك تماما
المهم المشكلة أو العقدة تبدأ احداثها وأنا عندى 12 عاما عندما توفت أمى وتزوج أبي، وطبعا القصة مكررة: عذاب زوجة الأب مهما وصفت لك يا سيدى لا أستطيع ان أصف لك ما حدث لى على يد زوجة أبى سامحها الله طبعا، كنت فى سن المراهقة قلبت كيانى – كنت أمسح وأغسل وأحيانا أطبخ وأنا مجبر على ذلك، كنت أقوم بكل واجبات البيت كأنى فتاة وليس العكس كل هذه الأشياء وغيرها أقبح من ذلك، خجلى يمنعنى من سردها، ترسبت بداخلى وكونت عندى عقدة نفسية ضد النساء مش عارف هل هو خوف أم احتقار أم رهبة منهم.
أنا كل أملى فى الحياة هو الزواج لكنى لا أجد أى ميول من أى ناحية لدرجة أن عندى إحساس بأنى غير قادر على ممارسة المعاشرة الزوجية، دائما لدى أحاسيس لا تفارقنى أبدا أولها شعورى بالنقص الذى أدى إلى ضعف الشخصية والإحساس الثانى عدم شعورى بالرجولة، أنا إنسان محطم نفسيا معقد ممل خجول للغاية إنطوائى لدرجة كبيرة
أرجو أن تعرض مشكلتى من خلف الستار، وأن تكون رسالتى مبهمة حتى لا يفضح أمرى
وأتمنى أن أجد لديكم العلاج الشافى إن شاء الله.،
وللعلم أنا والحمد لله متدين جدا وأؤدى جميع الفرائض فى وقتها وأخاف الله والحمد لله على ذلك.
وزيادة لتوضيح حالتى الشاذة
أنا عمرى ما عملت علاقة مع أى فتاة أو خرجت مع أى فتاة لأنى مش عارف هل هو خجل أو خوف أو شيء آخر، أريد الصراحة فى حالتى هذه، وهل هناك علاج أم لا، وهل من حقى أن آمل فى حياة جديدة ؟
أنا مؤمن لكنى دائما أفكر فى الموت، أحيانا أتمنى أن أموت فى حادثة أو مرض حتى استريح لأنى حقيقة فى عذاب.
الرد
الإبن الفاضل شكرا على ثقتك وبعد
أين الخجل بالله عليك من كل ما قلت وتقول؟
أنت عشت آلامك بشرف، وتلقيت جرعات الإهانة وقمت منها على قدميك.، كل ما أستطيع أن أقوله لك هو أنك خرجت بالسلامة فعلا من امتحان صعب،
رغم ما تعنى من آثار ومضاعفات، وأقول لك بهدوء، واحترام ما يلي:
إن ما يمكن أن نحمد الله عليه هو أن الأمور لم تكن أسوأ من ذلك، فلعلك تسمع عن مآس أخطر مما مرت بك فى نفس ظروفك، ظروف موت الأم وزواج الأب، أما أنا فلك أن تستنتج كم شاهدت وكم شاركت وكم تألمت، فهذه ليست الحالة الأولي، وطبعا، وللأسف ليست الأخيرة، ومع ذلك فأنا أعلم أن كل ذلك لا يخفف من الألم الشخصى جدا، ولكنه يضعه فى حجمه مع المتألمين أمثالنا
ثم إن الماضى هو ماض مهما كان بشعا، وتكرار الحكى عنه يجعله حاضرا بلا داع، أما يكفينا أنه حدث” وأنه مضى ، صحيح أن آثاره ما زالت قائمة، لكنه ماض يا أخي، ولن يرجع، دعه يمضى فى ستين” ….”، لا نحن نريده أن يرجع، ولا هو يستطيع أن يرجع، فلماذا نذكره بشره وآلامه
ثم أرجوك ألا تصدق كثيرا ما يشاع عن أن الحكى عن الماضى هو دائما تفريغ جيد، ولعل العكس هو الصحيح فى كثير من الأحيان” نحكى مرة” أو مرتين، ونأتنس أن أحدا سمعنا” وكفى
ومع كل تصديقى لك واحترامى لمشاعرك أتساءل: ألا يمكن أن تكون أحزانك لفقدك أمك هكذا مبكرا قد جعلتك تستقبل تصرفات زوجة أبيك هذا الاستقبال المبالغ فيه، فتعتبر المساعدة بالمنزل إهانة، وتعتبر غسيل الأطباق تحقيرا” وبذلك تكون حساسيتك قد شاركت فى تضخيم آلامك بشكل أو بآخر
يا بنى إن أروع ما يمكن أن تفعله هو أن تنتصر بأن تتذكر ما قلته أنت عن نفسك” رغم كل شيء: أنت وسيم كامل الرجولة، وألف واحدة تتمناك، ولكنك حبست نفسك فى هذه المزاعم التى سوف تذوب تحت دفء أول عاطفة طيبة تصلك، إفتح بابك وسيدخل الهواء النقى من أى اتجاه، رغم كل التلوث الذى يجعلك تختنق داخل قضبان أفكارك الثابتة، دون أن تختبرها، فكل هذه المزاعم فى مخك أنت، ولم يقل أحد لك أنها موجودة، بل إنك باعترافك تقول إن إخوتك وأصدقاءك فى العمل يرونك وسيما” حاضر الرجولة، أما تاريخك فهو مشرف يعلن أنك عبرت كل هذه الآلام، بكل شجاعة فلم تنكسر” ولم تذل نفسك لمن لا يستحق، ألا يشير كل ذلك إلى أنه -حتما- سيأتى بعد العسر يسرا وأنت المتدين بحمد الله ؟” أليس ذلك وعدا من الله سبحانه ولن يخلفه.
ثم نأتى لحكاية ليس عندك ميول من أى ناحية وخوفك من عجزك عن ممارسة الحياة الزوجية
يا إبنى يا حبيبي، إنك أغلقت بابك من أصله، ثم تحاسب نفسك أنك ليس عندك ميول” ثم إن ما ذكرت من أنك انطوائى ليس عيبا، فأغلب العلماء والمفكرين والمبدعين انطوائيون، وليس بالضرورة أن تكون مهرجا زائطا حتى تحب الجنس الآخر، أو يحبك الجنس الآخر، ثم لا تسرع بالحكم على هذه الناحية بهذه البساطة، فهى ناحية لم تختبر كما يقولون لحارس المرمى الذى لم تصله كرات خطيرة فى لعب الكرة، وما دمت بهذا الإحساس الرقيق، وهذا الصدق الطيب، فأنا متأكد أنك ناجح فى الاختبار لا محالة، ثم إنى لا أذيع سرا إذا قلت لك أن البنات تعجب بالشاب الشريف الصادق بقدر أعمق من إعجابهن بالشاب الزائط السطحى، صحيح أن هذا الأخير يلفت النظر، وفرصه تبدو أكثر” لكن العلاقة الأعمق والأبقى إنما تنشأ فى ظروف تأمل هادئ، وطول بال، وصدق واصل
أقول لك ماذا
أعدك أنك حين تنضج، وتعمل أسرة صغيرة جميلة سوف تتذكر هذه الآلام بشرف الصابرين، وليس بزن الزنانين .
إحمد ربك، وافخر بما أعطاك، وثق أنك ستجد ما ترجو، حين يحين الأوان .
ثم لا تنس أن إيمانك لا يكون إيمانا رائعا إلا إذا ساعدك فى أن تعرف أن رحمة ربنا أقوى وأبقى من كل شرور البشر.
(2) ظاهرة الرؤية السابقة
الإسم:ح ح . ع. ا
العنوان: – عين شمس – القاهرة
أنا شاب فى الحادى والعشرين من عمرى أحيانا يخيل لى وأنا فى بعض المواقف أننى قد كنت على دراية ومعرفة بما سوف يحدث أو بمعنى أصح ما حدث فعلا، وأن هذا الموقف أو الحدث كنت متوقعه بكل خطواته وأحداثة ونتائجة.
فما هو تفسير كم لما يحدث معى؟ وهل هذا شئ عادى أم انه مرض نفسى أم ماذا؟
الرد
الأرجح، فى حدود ما وصفت، أن هذا أمر عادى ، وهو يسمى ظاهرة “الرؤية السابقة “، أى أن الإنسان يخيل إليه حين يرى شيئآ أو شخصا أو حدثا جديد” يخيل إليه أنه رآه من قبل، وهذا الأمر يحدث أكثر فى سن أصغر من سنك قليلا، ثم لا حظ، وأنت قوى الملاحظة أنك حددت أن ما تراه لأنك صححت نفسك بعدما قلت أكون “..على دراية ومعرفة بما سوف يحدث ” صححت نفسك قائلا: “..أو بمعنى أصح ما حدث فعلا” وهو كذلك، وهذا يقربنا من التفسير العلمى لهذه الظاهرة: ذلك أن هناك فرضا يقدم التفسير الأكثر قربا إلى وظائف المخ العادية يفسر هذه الظاهرة بأن ما تراه قد يصل إلى أحد نصفى المخ قبل الآخر، قبله بأقل من جزء من جزء من الثانية، وذلك عن طريق التوصيلات بين النصفين الكرويين، وحين تصل الرسالة البصرية -مثلا- إلى النصف المتأخر فى الاستقبال، يكون قد أخذ خبرا بها من النصف الذى سبقه، فيحدث الشعور بـ ” الرؤية السابقة”، فهى سابقة فعلا ولكن ليس لأنك عرفتها من زمن بعيد ثم تحققت، ولكن السبق قد حدث نتيجة وصول رسالة سابقة بهذا الجزء من الجزء من الثانية من المخ أيضا، وليس من الماضى، أو الحلم.
خلاصة القول: إنه فى حدود وصفك الصادق لهذه الخبرة” فإن المسألة لا تعتبر مرضا ولا اضطرابا، بل إنها تشاهد فى أكثر فترات النمو النشط، وعند بعض المبدعين، وأحيانا يكون لها علاقة بالنوم (قبيل النوم أو بعيده، وفى الحالة الأخيرة قد يفسرها الراوى كأنه رآها فى حلم وهكذا)
إنها من علامات النشاط العادى للمخ وخاصة فى فترات التنشيط الحيوى الخاص، بعض فترات مراحل النمو النفسي، وأيضا مع بعض خبرات الإبداع
ولا داعى أن أذكر لك متى تصبح مرضا، حتى لا تبحث عن ذلك قسرا فتزداد وهما، لأنها حاليا، وعندك بالذات” وفى حدود ما وصفت آخر صحة” والحمد لله.
(3) طفولة عاطفية دون المراهقة
الاسم:ح.ا.ع. العنوان
السن: 24 سنة المؤهل: دبلوم زراعى.
أولا هذه الاستشارة: استشارة تتعلق بالارتباط، تتلخص فى أن هناك فتاتين سوف يتحدد مصيرهما بإجابتكم على هذه الاستشارة
أنا أعيش فى منطقة شعبية وأسرتى متوسطة ماديا، هناك فتاة فى الصف الثانى الثانوى أحبها جدا وهى تبادلنى هذا الحب بل أكثر مني، وهى من أسرة أعلى منى ماديا فهى تحاول أن تقنعنى أن هذا الفارق المادى ليس له قيمة فى الارتباط بالنسبة لها، ولكنى لا أعرف إذا كانت أسرتها توافق على هذا الارتباط أم لا، لأن هذه الفتاة أمامها أكثر من 3 أعوام فهى لا يمكن أن تتحدث مع أسرتها فى هذا الأمر، فهى تقول أنه باسم حبى لها هى متأكدة أنها سوف تـقـنع أسرتها فى هذا الشأن، فأنا فى حيرة لأن هناك فتاة تسكن فى المنزل الذى أسكن فيه وتحبنى جدا وأنا ليس هناك من ناحيتى حب لها فأنا أعتبرها أخت لى، أو بمعنى أصح حبها لى جاء متأخرا بعد أن أحببت الفتاة الأولى.
إننى فى حيرة تسبب لى عدم النوم وقلة شهيتى للطعام وزيادة تفكيرى فى هذا الشأن.
أنا خائف من أن أستمر فى حب الأولى ثم لا يوافقون عندما أطلب الارتباط بها
أما الفتاة الثانية كما ذكرت فإنها تحبنى وأنا لا أحبها علشان قلبى مشغول بهذه الفتاة الأولي..
ملحوظة: نسيت أن أقول لك أنى أعمل فى عمل يدخل لى دخلا معقولا ولكن لا يحقق لى أحلامي.
فرجاء من سيادتكم أن ترشدنى إلى الطريق الصح، وهل أصارح الفتاة الثانية أم أحافظ على أملها فى الارتباط بى من باب الاحتياط إذا ما رفضنى أهل الأولى ؟
ولكن أحب أن أؤكد لسيادتكم أننى أحب الفتاة الأولى حبا شديدا، وحبها أقوى منى حقيقى ولا تقل لى أنه حب مراهقة فأنا تأكدت من ذلك: فرجاء من سيادتكم أن ترشدنى للطريق
ملحوظة: الفتاة الثانية لو تقدمت لخطبتها سوف يوافقون لتواجدى معهم وارتباط أسرتى بهم فهى تدرس فى معهد تجارى
وأخيرا أرجو الله أن يوفقكم فى الإرشاد الصحيح.
الرد
تشترط ألا أقول لك أنه حب مراهقة” هذا شرط ظريف، طيب قل لى ماذا أفعل إن كنت أشعر بأنه حب أصغر من حب المراهقة.
الشيء الطيب حقيقة، والذى هو ليس مراهقة هو أنك تعمل فى هذه السن مع ظروف البلد الصعب” ويبدو أنك كسيب، وما زال عمرك 24 سنة.
مارأيك لو تركت الاثنتين معا وركزت فى أكل عيشك (وتكوين نفسك كما يقال) ثم وقت الله يعين الله، أعلم أن هذا كلام صعب وخاصة مع لهجة الهيام التى تتحدث بها عن فتاتك الأولي.
كنت أحسب يا بنى أن هذا النوع من الحب قد اختفى فى جيلكم العملى المتسرع العالى الصوت” ولكن ها أنت ذا تفهمنى أن الطفولة العاطفية ما زالت بخير .
ولكن دعنا لا ننسى أنها طفولة (لم تصل حتى إلى درجة المراهقة) ، ونواجه الأمر الواقع الذى لا يسمح لك الآن لا بالارتباط بهذه ولا بتلك، ثم أننى أرفض تماما ما وصلنى من أنك تعامل الثانية مثل العجلة الاحتياطى (الإستبن) هذه إهانة لا تستحقها هذه الفتاة الطيبة، ذات العواطف الكريمة
إنتظر ولا تنس أن الزمن يغير القلوب كما يملأ أو يفرغ الجيوب، وعندها قد تتغير الحسابات وتتغير الاختيارات، وعندنا فى بلدنا يقولون ” على ما ينقطع الجريد، يفعل الله ما يريد”
ثم دعنى أشير عليك أن تقرأ بعض الوقت” فخطابك يدل على ضعف التعبير بشكل واضح، وقد حاولت أن أصلح بعضه حتى يصبح صالحا للنشر، إقرأ ولو صحيفة واحدة يوميا، ولو تستعيرها من أحد، فإننى أشعر أن هذا سيفتح لك آفاقا بلا حدود تساعدك على فهم الدنيا والناس والعواطف والواقع” وعلى اتساع الأفق، وعلى الاختيارات الأكثر نضجا
ولا أخفى عليك أننى أحسدك على أن هناك فتاتين تحبانك هذا الحب، فإن كثيرا من الشباب ممن هم فى سنك يشكون من أنهم ليسوا موضع اهتمام نصف واحدة من مثل صاحبتيك، فحلال عليك يا عم” ولكن يا خسارة: الأولى صغيرة على حكاية “ليلى بنت الأغنياء”، والثانية ليست موضع رضاك أو ميلك العاطفي، فما العمل ؟
أرجوا أن تأخذ كلامى مأخذ الجد، فالحب -جداجدا – هو موضع احترام بلا أدنى شك، ولكن هذه المشاعر الأولية، مع احترامها الواجب، هى خبرات رائعة سوف تحل محلها، وبفضلها خبرات أروع وأروع، ما دمت حيا، ما دمنا أحياء، فلماذا تقفل العالم على نفسك من الآن؟
وآخر ما أنبهك إليه حتى لو كان فى ذلك تكرار ممل، هو أن موقفك من جارتك الطيبة المحبة هو موقف غير إنسانى وغير عادل، فمهما كانت تحبك، ومهما كانت ظروف أسرتيكما المادية والاجتماعية مناسبة، ومهما كانت مستعدة للانتظار، فإنك ظلمتها ظلما أدعو الله ألا تنال مثله” لا أنت ولا أى عزيز عليك، لأن أكثر الأمور إيلاما لواحد من الناس هو أن يعتبر “فضلة”، أو “بديلا”، أو “هامشيا”، أو “احتياطيا”، وأنت موقفك من هذه الفتاة الطيبة هو كل ذلك، ومع أنك يمكن أن تطمئن نفسك بأنك لم تؤذها، ولم تجرح شعورها لأنك لم تخبرها بهذه النوايا وهذه الأفكار، إلا أن الظلم يقع أولا داخل نفوسنا، ثم إن الناس حولنا – خصوصا إذا أحبوا- تصلهم أفكارنا التى لم تعلن بطريقة أو بأخري، وقد لا تشعر فتاتنا الطيبة هذه بالجرح الآن، ولكنها حتما سوف تدفع وتدفعك الثمن غاليا لو ارتبطما من منطلق هذا الوضع الظالم، لا أظن أنها ستثور أو تنتقم بعد الزواج، فهى تبدو بنت بلد طيبة فعلا، ومحبة سهلة، ولكنها قد تتعس وتتعسك، أو تتعس أولادكما، اللهم إلا إذا نضجت من خلال تعقلك وعشرتها وحنانها لتعلم أنها الأولى بك حقيقة وفعلا، لأنها الأقرب والأنسب والأكثر حبآ، فتحبها بما تستأهل، وليس باعتبارها “البضاعة الحاضرة” والسلام
صبرا قليلا أو كثيرا، ثم عد إلى هذا الخطاب فقد تفهمه أكثر بعد عدد من ا لشهور أو السنين. وفقك الله.