أوزوريس
نعيم صبرى
اليوم اليوم أتـم وجودي
فى هذا الحال
أسحب ما أسمـوه الروح وأمضي
أنسحب من اللحظة لضآلتها
أسعى نحو خلودى فى الأزمان
أولج نفسى فى رحم الأرض
أو أتحول نجما طفلا
وأسافر فى الأكوان
أتحلل من جسد يفني..
يتحلل منى بهوان
أتحقق فى تربة وطني
فى جذر نبات نام
منه أصعد نحو الساق
أتجول فى حضن الأوراق
تـنبئني.. حبة قمح…
حبة تمر
شجرة ظل … حـبلى بالأفنان.
حبة قمح…
حبة تمر..
عود أخضر…
قصب السكر..
قطرة ماء تـفرحني
نفحة دفء تلفحني
أمنح نفسى قربانا للأرض
أو أتسنـم قطرة ماء
تصعد، تصعد
تهطل، تصعد
أركب نهر النيل النازل نحو البحر
وأزور الوادى والدلتا
أبحر بين الأصداف البحريـة
أتشكل سمكا وقواقع
يصرعنى صياد هاديء
لأتمم إحدى الدورات
أصل العالم
مبدأه … بهجته
حرفة ذاك العالم
صنعته .. صيرورته
حاسته السادسة..
ومداه
أتحقق دوما.. أتحقق
أتحقق فى مزمور لمعلمنا داود
فى إحدى صور نشيد الإنشاد
فى إصحاح للإنجيل
فى إحدى آيات القرآن
أتحقق فى الإلياذة والأوديسه
فى موسيقى بيتهوفن
أتحقق فى مايكل أنجلو
فى إحدى اللوحات لسيزان
أوجوجان
إيزا دورا
زوربا
أتحقق دوما أتحقق
يبتدأ خلودي
يوم أتـم وجودي