عدد أبريل 1986
النقد يواكب النشر
حول قصيدة… عن حنين آخر
تعليق على قصيدة الشاعر عادل السيد عبد الحميد
نقد الشعر من أصعب المهام الأدبية، ومن أهمها، فما زالت الحركة الشعرية المسماة بالحداثة تفتقد بحق الى ناقديها، ولا نملك الا قبولها من باب الشعور بالنقص أو الاحتماء بالاحتمال أو الاستيعاب الصامت – من يدرى أو سبها وشجبها واتهامها، ولو أن ثمة ما حقق به ما وعد،ولكنه هكذا معرض الى أن ينغلق على نفسه وذويه – أن فعل، أو أن يموت.
ويصعب نقد الشعر أكثر فأكثر حين يكون الناقد شاعرا، وينبغى أن يكون كذلك حتى لو لم يكتب شعرا، فالشعر لا يقرؤه الا شاعر.
وشاعرنا أحمد زرزور يمارس النقد بصفته الشاعر المتميز وهو أحد أعضاء هيئة تحرير المجلة، وبالتالى فقد أصبح المسئول الأول – وليس الأخير – عن قبول ما ينشر ورفض ما يرفض، ويجد القارئ فى غير هذا المكان حوارا حول نقضه(أعنى نقده) لقصيدة الغربة، وأهم ما جاء فى ‘نقد النقد’ هو الاحتجاج على اقتراحه بحذف كلمة، فالشعر شعر، والكلمة المحذوفة قد تكون هى الكلمة المحورية فى موقف أو فى مقطع أو فى القصيدة كلها، فكيف يجرؤ، وكيف نسمح؟
الا آن الشعر بالذات، وشعر أحمد ليس استثناء، قد يرق ويتكلف ويصل أسرع اذا آختصر منه الكثير مما لا داعى لقوله، وقد يعمل هذا الكثير الى أغلبه ( وأحيانا كله!! فأنت لا تلام اذا لم تقل الشعر، ولكنك تلام وتحرم نفسك اذا لم تعشه، أو اذا لم تتلقه شاعرا) – ونحن ننصح أغلب الشعراء بأن يمارسوا هذا العدوان الابداعى بعد كتابة القصيدة حتى فى صورتها النهائية، وأن يستبقوا المسودة للعودة والمقارنة ولو بعد حين، وقد يكون فى المحذوف ما يوحى بقصيدة جديدة بعد أن انفصل تياران ما كانا ليلتقيا – هذا بالنسبة للشاعر، أما بالنسبة للتحرير فالسؤال هو: هل من حق التحرير أن يحذف من القصيدة ولو كلمة واحدة اعتمادا على نص فى شروط النشر يقول’ يقبل المؤلف التعديلات التى تراها هيئة التحرير بما فى ذلك اعادة التحرير ما لم ينص على غير ذلك كتابة فى الأصل’؟رأى أحمد زرزور أن كلمة المؤلف تشمل الشاعر، وأنه بذلك(بالحذف) يخدم القصيدة، ورأى بقية الزملاء – ربما قصورا – أن هذا تجاوز ينبغى أن نستأذن فيه صاحبه أو على الأقل نحاوره، وها نحن نبدأ الاحتمال الأخير فى قصيدة جيدة – كمثال – هى قصيدة عادل السيد عبد الحميد ‘عن حنين آخر’:
فننشرها ثلاث مرات
الأولى: كاملة
الثانية: بعد شطب زرزور( 15 كلمة) أسطر24،23،17،13،12،10،9،4،3،2،( وتعديل فى 25، 26)، 28 *
والثالثة: بعد مواقفة رئيس التحرير على شطب السطر العاشر، وكلمة فى سطر 12، وأخرى فى 17، وقبول التعديل فى 25، …26 وهو أضعف التدخل ونحن ندعو الشاعر الكاتب والقارئ الشاعر أن يساعدونا فى فى رأيهم وياحبذا لو كان مدعما ببعض الايضاح.
* كتب أحمد زرزور على ذيل القصيدة بعد التعديل: هذه التعديلات ضرورية لصالح القصيدة والشاعر وعلى مسئوليتى الشخصية.