قليل من السماء
عبد المنعم الباز
فى الميكروباص، ركبت من طلخا من أمام الشهر العقارى، قبل الكوبرى صعد إليه شاب فى أوائل العشرينات – طالب جامعة غالبا – وجلس فى المقعد التالى للسائق، وعند سينما عدن صعدت فتاة فى حوالى الثامنة عشر، رقبتها والجانب الأيسر من وجهها الذى يواجه النافذة، محروقين حروقا قديمة.
انتبهت على صوت الشاب يخاطب السائق لو سمحت… علييه قالها برجاء حقيقى وبعد ثانية أو انتين كان صوت أم كلثوم يفوح من الكاسيت ويملأ هواء الميكروباص مغطيا ضوضاء الطريق.
خبينى م الزمان خبينى ودارينى عن عيونه دارينى ودون مقدمات وجدت أصابع البنت تنقر على قاعدة النافذة بنفس الإيقاع، وراحت مع الست تدندن من فرحتى فرحتى، تهت مع الفرحة، من فرحتى فرحتى لا بانام ولا باصحى
كان صوتها عاديا لكن بحـته دافئة ومدهشة أصلا رغم خفوتها الشديد.
كمية من الفرحة الصافية صارت تتحرك على أربعة عجلات وكأن هلال العيد قد شوهد للتو، لدرجة أننى انتزعت نفسى بصعوبة كى أهبط عند عمر أفندى. . رغم أننى لن أفعل شيئا يذكر فى قصر الثقافة.