حكايات النسيم والعاصفة
صلوات فى محراب النفرى
[النفرى X إ. الخراطX ى. الرخاوى]
فى
“مواقف” الربع الثانى |
كلامى فى نسيمك ثقيل أخرق
وفى عاصفتك عـيـى واهن، فعذرا يامولانا (كلمة الفصل)
|
كلامى محاولة صمت فى رحاب نبضك الذى يصلنى كلاما ليس كالكلام
لا ألتمس منك – يامولانا- غفرانا، ولكننى آنس برضاك، فأثق فى إليك، عاصفتك تضرب تقلب، تضرب ماذا؟ من؟ تقلب ماذا؟ كيف؟ مولاى أنت أنت ومادمت أنت أنت، فلا خوف عليك ولا علي، ولا هم يحزنون، لا إله إلا الله سبحانه!! الحياء جميل نبيل. والحياء منك يجعل الخوف أملا لا يخيب |
المواقف | إيهاب الخراط | يحيى الرخاوى |
(1/2)
أوقفنى فى الرفق وقال لي: الزم اليقين تقف فى مقامى، والزم حسن الظن تسلك محجتي ومـــن سلك فى محجتى وصل إلى. وقال لى اجتمع باسم اليقين على اليقين وقال لى إذا اضطربت فقل بقلبك اليقين تجتمع وتوقن وقل بقلبك حسن الظن تحسن الظن (1) موقف الرفق صــ 38 ***
(2/2) وقال لى من أشهدته أشهدت به ومن عرفته عرفت به ومن هديته هديت به ومن دللته دللت به (2) موقف الرفق صـ 39
(2/3) وقال لى اليقين يهديك إلى الحق والحق المنتهى وحسن الظن يهديك إلى التصديق والتصديق يهديك إلى اليقين. وقال لى حسن الظن طريق من طرق اليقين (2) موقف الرفق صـ39
(2/4) وقال لى حسن الظن طريق من طرق اليقين وقال لى إن لم ترنى من وراء الضدين رؤية واحدة لم تعرفنى (3)موقف الرفق صـ39
(2/5) أوقفنى فى بيته المعمور فرأيته وملائكته ومن فيه يصلون له ورأيته وحده ولا بيت مواصلا فى صلاته على الدوام ورأيتهم لا يواصلون يحيط بصلواتهم علما ولا يحيطون، وقال لى أسررت حكومة بيتى فى كل بيت فحكمت بها بيتى على كل بيت وقال لى إخل بيتك من السوى واذكرنى بما أيسرلك ترنى فى كل جزئية منه (3) موقف بيته المعمورصـ 39
(2/6) وقال لى بيتك هو طريقك بيتك هو قبرك بيتك هو حشرك أنظر كيف تراه كذا ترى ما سواه (4) موقف بيته المعمور صـ40(الأصل؟) (2/7) وقال لى قف فى النار، فرأيته يعذب بها ورأيتها جنة ورأيت ما ينعم به فى الجنة هو ما يعذب به فى النار وقال لى أحد لا يفترق، صمد لا ينقسم، رحمن هو هو (5)من موقف ما يبدو صـ 41
(2/7) وقال لى إن كان غيرى ضالتك فاظفر بالحرب وقال لى إن كنت ضالتك تهت إلا عنى وحـرت إلا معى وقال لى أنظر إلى لما جعلتك ضالتي؟ ألم أقبل عليك؟ وقال لى أنت ضالتى وأنا ضالتك وما منا من غاب (6) من موقف ما يبدو صـ 42
(2/8) وقال لى أنظر إلى ولا تطرف يكن ذلك أول جهادك فى (7) موقف لا تطرف صـ43
(2/9) وقال لى إذا رأيتنى فلا تسألنى فى الرؤية ولا فى الغيبة لأنك إن سألتنى فى الرؤية إتخذتها إلها من دوني، وإن سألتنى فى الغيبة كنت كمن لم يعرفني ولا بد لك أن تسألنى وأغضب إن لم تسألني فسلنى إذا قلت لك سلنى (8) موقف وأحل المنطقة صـ44
(2/10) وقال لى إذا رأيتنى فانظر إلى أكن بينك وبين الأشياء وإذا لم ترنى فنادنى لا لأظهر ولا لتراني لكن لأنى أحب نداء أحبائى لي (9) موقف وأحل المنطقة صـ 44
(2/11) وقال لى ذكرى فى رؤيتى جفاء فكيف رؤية سواى أم كيف ذكرى مع رؤية سواي (10) موقف واحل المنطقة صـ 44
(2/12) وقال لى : أفل الليل وطلع وجه السحر فاستيقظى أيتها النائمة إلى ظهورك وقفى فى مصلاك فإنى أخرج من المحراب فليكن وجهك أول ما ألقاه فقد خرجت إلى الأرض مرارا وعبرت إلا فى هذه المرة فإنى أقمت فى بيتى وأريد أن أرجع إلى السماء (11) موقف واحل المنطقة صـ45
(2/13) وإذا خرجت منها إن لم أمسكها لم تقم وأحل المنطقة ينتثر كل شيء فتسقط الحرب وأكشف البرقع ولا ألبسه وأدعو أصحابى القدماء كما وعدتهم فيصيرون إلى وينعمون ويتنعمون ويرون النهار سرمدا ذلك يومى ويومى لا ينقضي (12) موقف وأحل المنطقة صـ 45 (12/2/ن)
(2/14) وقال لى الحسنة عشرة لمن لم يرنى والحسنة سيئة لمن رآني (13) صـ47 موقف
(2/15) وقال لى كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة (14) صـ 51 موقف ما تصنع بالمسئلة
(2/16) وقال لى عزمك على الصمت فى رؤيتى حجبة فكيف على الكلام وقال لى العزم لا يقع إلا فى الغيبة وقال لى لا أبدو لعين ولا لقلب إلا أفنيه (15) موقف ما تصنع بالمسئلة صـ52
(2/17) وقال لى وعزتى إن لى أعزاء لا يأكلون فى غيبتى ولا يشربون ولا ينامون ولا ينصرفون وقال لى رأس الأمر أن تعلم من أنت خاص أم عام (16) موقف لى أعزاء صـ 50
(2/18) وقال لى الخاص الراجع إلى بهمة (17) موقف حجاب الرؤية صـ 53 *** وقال لى رؤيتى لا تأمر ولا تنهي، غيبتى تأمر وتنهي (18) موقف حجاب الرؤية صـ 54 رؤية خصوص غيبة عموم لا رؤية ولا غيبة حزب العدو وقال لى ليس من أهل الغيبة من لم يكن من أهل الرؤية وقال لى الصلاة فى الغيبة نور وقال لى ادعنى فى رؤيتى ولا تسألنى وسلنى فى غيبتى ولا تدعني (19) موقف ادعنى ولا تسألنى صـ55 (2/19) وقال لي: لا ترجع إلى ذكر الذنب، فتذنب بذكر الرجوع وقال لي: ذكر الذنب يستجرك إلى الوجد به والوجد به يستجرك إلى العود فيه (20) موقف الصفح الجميل صـ 57
(2/20) وقال لى أطعنى لأنى أنا الله لا إله إلا أنا أجعلك تقول للشيء كن فيكون (21) موقف الصفح الجميل صـ58
(2/21) وقال لى العبارة ميل فإذا شهدت ما لا يتغير لم تمل (22) موقف ما لا ينقال صـ 59
(2/22) وقال لي: المواجيد بالمقولات كفر على حكم التعريف وقال لى لا تسمع لى من الحرف ولا تأخذ خبرى عن الحرف وقال لى الحرف يعجز أن يخبر عن نفسه فكيف يخبر عنى وقال لى أنا جاعل الحرف والمخبر عنه وقال لى أنا المخبر عنى لمن أشاء أن أخبره (23) موقف ما لا ينقال صـ 60
(2/23) وقال لى فرضت عليك أن تعرف من أنت أنت وليى وأنا وليك. (24) موقف اسمع عهد ولايتك.
(2/24) وقال لى الليل لى لا للقرآن يتلي، الليل لى لا للمحامد والثناء وقال لى الليل لى لا للدعاء، إن سر الدعاء الحاجة وإن سر الحاجة، النفس وإن سر النفس ما تهوي (25) موقف اسمع عهد ولايتك صـ62
(2/25) وقال لى كل شيء يصدرك إلى يصدرك ومعك بقية منك أو من غيرك إلا الوسوسة فإنها تصدرك إلى وحدك وقال لى الوسوسة ردى إياك إلى بالقهر وقال لى انظر إلى الوسوسة عم تخرجك فلن تصلح إلا على مفارقته وبم تعلقك فلن تصلح إلا على التعلق به (26) موقف وراء المواقف صـ(65)
(2/26) وقال لى من لم يستقر فى الجهل لم يستقر فى العلم وقال لى الجهل وراء المواقف فمن وقف فيه أدرك علوم المواقف (27) موقف وراء المواقف ص64.
(2/27) دام الطلب ما دمت. ودمت مالم ترنى فإذا رأيتنى لا أنت وإذا لا أنت لا طلب وإذ لا طلب لا سبب وإذ لا سبب لا نسب وإذ لا نسب لا أحد وإذ لا أحد لا حجبة وقال لى المعرفة التى ما فيها جهل هى معرفة ما فيها معرفة (28) موقف وراء المواقف صــ 65
(2/28) وقال لى العلم الربانى لا يتعلق بالعبودية ولا تستقر عليه (29) موقف الدلالة صـ 67
(2/29) وقال لى من رآنى شهد أن الشيء لى ومن شهد أن الشيء لى لم يرتبط به وقال لى ما ارتبطت بشيء حتى تراه لك من وجه، وقال لى إذا رأيته لى من كل وجه لم ترتبط به (30) موقف وراء المواقف ص 66
(2/30) وقال لى عرفنى إلى من يعرفنى يرانى عندك فيسمع مني، ولا تعرفنى إلى من لا يعرفنى يراك ولا يرانى فلا يسمع منى وينكرنى (31) موقف الدلالة صـ67
(2/31) وقال لى الشهوة نار تأكل الوقار ولا طمأنينة إلا فيه ولا معرفة إلا فى طمأنينة وقال لى الهوى يأكل ما دخل فيه (32) موقف الدلالة صـ 68
(2/32) وقال لى إن رددت القلوب إلى ذكرى فما رددت إلى وقال لى أنا العزيز الذى لا يهجم عليه بذكره ولا يطلع عليه بتسميته وقال لى أنا القريب الذى لا يحسه العلم وأنا البعيد الذى لا يدركه (33) موقف الدلالة صـ 69 |
(1/2)
برفقك ألزم اليقين. رفقك يلزمنى خلاصا من شتات الوجود يقين الراحة فيك يجمعنى عندما أضطرب. هو ثبات الطريق تحت خطواتي والرفق أول محطة فى محجة فرحك الذى لا ينقطع.
(2/2) من تنير عليه يكون نورا. ومن تشهده ولو لم ينطق يكون شهادة.
(2/3) تدربنى فى حسن الظن وبعد المشوار أهتدى إلى التصديق. لا مفر من تدريبك وتدريبك فى عمر الزمن طويل، ولا يوصلنى إليك. لكن لما ينفجر اليقين مشرقا تعبر بى السرمدى فى لحظة وأرى الحق المنتهى.
(2/4) من حسن الظن أن أرى الضدين. ومن حسن الظن أن أرى من وراء الضدين. وأرى أنه واحد.
(2/5) فى بيتك المعمور ترى وأنت تصلى تصلى وتواصل على الدوام لأنك الواحد الأحد الصمد ونصلى ويصلون وننقطع غير مواصلين لأننا لسنا أنت سلطان بيتك قائم سرا فى كل بيت أذكرك بما هو أسهل لى فأراك فى كل جزء من بيتى أراك فى بيتك المعمور والملائكة يصلون وأراك فى بيتى وأنت تصلى فى سر حكومتك فيه
(2/6) & (2/7)
(2/7) الجحيم هو الآخر.. بل الجحيم هو أنت. والنعيم ليس إلا أنت أنت الجنات والأنهار وأنت أنت بحيرة الكبريت والنار أنت هو هو أنا الذى أفترق وأنقسم قنا بتوحيد قلوبنا من نارك أيها الأحد الصمد غير المنقسم أتلذذ برحمتك وحدها يا من أنت هو هو فتكون نعيما لا ينقطع
(2/7) أنا لحبيبى ولى حبيبى أنت جعلتنى ضالتك أولا، فجعلتك ضالتى أقبلت على فتهت إلا عنك وحرت إلا معك فمالى أضع غيرك ضالتى فتكون الحرب نصيبي
(2/8) أطرف من النور وأطرف من مرور الزمن وأطرف من ضعـف الهمة و أعرف أنى بدأت جهادى فيك وأجاهد حتى لا أطرف فيكون هذا أول جهادى فيك
(2/9) قلت قبلا لما أراك لا أسال بل أقول معك للشيء كن فيكون وفى الغيبة لا أسالك بل أطلبك وفى الغيبة أسألك لأن لا بد لى أن أسألك وأسألك الأمر أن أسألك
(2/10) وأنا أحب أن أناديك وأحب أن أنظر إليك فأكون معك وراء الأشياء وأكون معك أمام الأشياء وأكون معك مع الأشياء إن لم أنظر إليك تجثم الأشياء على صدرى تخدعنى بمعسول غرورها وهمومها (2/11) ذكرك مع رؤية سواك رياء… هذا ذكر وذكر آخر هو هروب من رؤية سواك إليك وهناك ذاكرون لا يسكتون عن ذكرك كل الليل وكل النهار على الدوام حتى تثبت وتجعل القلوب تسبحه فى الأرض وهناك ذكر هو ترفيص الغارقين وذكر هو ضلال واهمين وذكر هو ذات الحياة
(2/12) إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور أنا نائمة وقلبى مستيقظ صوت حبيبى قارعا إفتحى لى يا أختى يا حبيبتى يا حماتى يا كاملتى لأن رأسى امتلأ من الطل وقصصى من ندى الليل فى ستر المعاقل أرينى وجهك، أسمعينى صوتك، لأن صوتك لطيف ووجهك جميل أنام وأنا بعد معك أشبع إذا استيقظت بشبهك، ليس أحد نزل من السماء إلا الذى كان فى السماء الذى هو الآن فى السماء (2/13) الذى به تنحل السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب ولكننا بحسب وعده ننتظر جديدا سرمدا فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل لا ترفع أمة على أمة سيفا ولا يتعلمون الحرب فيما بعد ويفنى فى هذا الجبل وجه النقاب النقاب الذى على كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الأمم وليمة سمائن وليمة خمر طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر وأبوابها لن تغلق نهارا لأن ليلا لا يكون هناك
(2/14) أنا منتهى أعزائي أو هو يظنها كذلك، مادام لم يرك والسماء غير ظاهرة أمامك؟ فأين تذهب حسناتى فيك؟ وويل لمن رآك إن حسب حسنات وحسب سيئات وضرر العلم فى الحسبة وضرر العلم فى وهمه الذى هو ضلال.
(2/15) ضاقت فأوجزت ضاقت فاخترقت وضاقت فعجزت عن البوح الكلام لا يجدى شيئا، الذهول وحده يقترب من التعبير
(2/16) القرار هو فى الغيبة فقط قرار الطاعة، الالتزام أما الرؤية فليس فيها إلا السبى وفى السبى السلطان وفى السلطان لا توجد قيمة للسلطان وفى الرؤية لا يفنى اللسان وحده بل تفنى العين والقلب معه
(2/17) إن أكلنا فلك وإن لم نأكل فلك وإن تزمتنا وإن تساهلنا فلك فإن عشنا وإن متنا فاجعلنا لك ندخل ونخرج أرسلنا وأرجعنا والهمة منك والهمة لك
(2/18) إن أكلنا فلك وإن لم نأكل فلك وإن تزمتنا وإن تساهلنا فلك فإن عشنا وإن متنا فاجعلنا لك ندخل ونخرج أرسلنا وأرجعنا والهمة منك والهمة لك
(2/19) & (2/20) إن ثبتم فى كلامى وثبت كلامى فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم إن كنا نتألم معه فسنملك أيضا معه.
(2/21) العبارة ميل لكن العبارة جهاد مر والعبارة رؤية والعبارة وقفة أيضا
(2/22) وهل مفر من الحرف؟ وهل مفر من الكفر؟ وأنت جاعل الكفر والمخبر عنه والكفر مخبر عنك لمن شاء أن تخبره أو من شئت أن تخبره. واحد
(2/23) معرفتى لى هى تأديب منك لى وهى بركة منك لى الخوف والقشعريرة هى أنى وليك وأنت وليي
(2/24) قنا من عبادة الكتب المقدسة وقنا من عبادة المحامد والثناء وقنا من عبادة الحاجة وقنا من عبادة ماتهوى نفوسنا سواك
(2/25) أيتها الخطيئة المباركة حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي وانزع منى حتى تعلـقى بحكاية الوسوسة وتصديرها لى لك ولا أتعلق إلا بك لا بالكتاب ولا بالوسوسة ولا بالضعف ولا بالقوة
(2/26) وكل عالم لا أثر للجهل فيه، لا أثر للعلم فيه وكل مؤمن هو أيضا ’لا أدري’ المؤمن الذى لا أثر للاأدرية فيه ليس مؤمنا والحيرة شرف اليقين
(2/27) إذا رأيتك أصلب معك، فأحيا لا أنا بل تحيا أنت في لا طلبى ولا السبب ولا الحد ولا الحجبة البغيضة أبغض ذلك اليقين الأصم لأنه فاسق وإن تعفف من القلب وتبتل فى كونه يقينا أصما شهد زورا وسرق وعربد وفسق
(2/28) لا أعود أسميكم عبيدا لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده لكنى قد سميتكم أصدقاء لأنى أعلمتكم بكل ما سمعته منه
(2/29) الوقت منذ الآن مقصر فيكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم والذين يبكون كأنهم لا يبكون والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون والذين يشترون كأنهم لا يملكون والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه لأن هيئة هذا العالم تزول
(2/30) أتكلم كما من أقوال الله ومن فيه الحق يعرف الحق ويبغضنى من ليس فيه الحق كما أبغضوك ويلى إن تكلمت وويلى إن سكت فلا تسكت ولا تدعنى أسكت أنا متكلم طالما تكلمت
(2/31) لا مفر من إماتة الهوى والشهوة والطمع لأن لا مفر من شهوة رؤيتك و رؤيتك فى الطمأنينة، نعم يامولانا مخاتل هو الهوى إذا وعد بك لأنه لا يفي
(2/32) أرد إليك برفقك لا بذكرى لك و أذكرك برفقك لا بمحجتى إليك أحمق من ظن إنه امتلكك لما امتلك العلم وأنت القريب لجاهل أحسك بغير علم وأبعد من كل مشوار العلماء وجهادهم. واليأس شرط قبول النعمة الأمل… |
(1/2)
احترت ما بين الرفق والرحمة والعفو؟ أشعر بهدهدة يدك الحانية تغمرنى فأقول: ارفق بي وحين أعى رحمتك ترفع عن كاهلى ماحسبت أنه لا يـرفع وعفوك دعوة ملزمة أن أبدأ من جديد فهل هذا صحيح ؟ حسن الظن يرعبنى من أن يخدعونى باسمك وسوء الظن يبعدنى عنك، ولا يحمينى منهم لا سبيل إلا المغامرة : أقف فى مقامك، وأحاول طرق باب محجتك، أمــا أن أسلكها فهذا ما يلوح لى ويختفي، فمن أين اليقين وكيف الوصول إلى رحابك، وأنا فى رحابك؟ أجتمع؟ ألزم حسن الظن حتى لو بدا سوؤه أنجي؟ أجتمع؟ نجتمع؟ نتجمع؟ أجتمع بهم حتى يجمعونى إليك أجتمع بي، أجتمع في حين أجتمع لا أدخل بعضى فى بعضي، بل أجمع بعضى إلى بعضي، بل إننى أجمع كلى إلى كلى، طبعا أضطرب، ليس هناك ‘إذا’, فكل من صدق اضطرب. أقول بقلبى اليقين وهل يقال اليقين؟ حتى لو كان القول بالقلب تبدو المسألة وكأنها سهلة: يقول قلبى أو أقول بقلبي، فأجتمع وأوقن، وكذا حسن الظن لكن أبدا، نحن فى موقف الرفق. أن ألزم حسن الظن فى قلبي، هذا وارد رغم المخاطرة أن ألزم اليقين أقوله بقلبى فهذا غايتى فكيف تلوح لى أنه البداية لا الغاية رفقك يلحقنى فأستطيع، لا أستطيع، أستطيع، لا أستطيع أريدك أقرب إلى منى كى أستطيع أضطرب لعجزي، وأضطرب من قربك، وأضطرب من بعدك، لكن رفقك بنا يحيطني، فلا أضطرب، وحق اليقين لا أضطرب، أعرف أننى إذا تماديت فى الاضطراب مع كل هذا الرفق فأنا أنكرك، وفرحى أن أحاورك كما خلقتني، حين أحاول أن أتشكل كما تأمرنى أكتشف غبائي، فأمرك فرصة للبحث لا تعليمات للطاعة لذلك يبتعد عنى حسن الظن دون أن أفقد يقيني بيــقينى. (2/2) وكيف أعرف أننى ممن أشهدته أو عرفته أو هديته؟ أبدأ من الآخر؟ أكتشف أحيانا أنني، وما آتي، وما أدع لست إلا وسيلة إليهم – إليك فهل أطمئن بذلك إلى أنك أردت لى ذلك؟ هكذا؟ كنت قبل ذلك أعجب كيف تخلقنا لنعبدك وما أنت فى حاجة إلى عبادتنا، ولا إلينا أصلا، والآن عرفت أن عبادتك هو أن أسرى فى عبادك، أكونهم -أنا – إليك إذ ما جدوى أن نكون نهرا ليس له مصب ما جدوى أن أكون منبعا والناس عطاشى لا يعرفون طريقي؟ أمرت حبيبك ألا يبخع نفسه -أسفا- على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث، فكيف السبيل؟ ليكن لتكن مشيئتك : لنكن بك إليهم، وبهم إليك لا تكلفنا إلا وسعنا (2/3) حسن الظن، ذلك التحدى الذى لا ينــقطع!! أهو إطلاق الفطرة ثقة بأنها لا سبيل إليك إلا بها توصينى به وأنه أحد مسالكى إلى اليقين، فأرعب خشية أن أتمدد فى خدر الطمأنينة أنا أحتاج إلى التصديق حتى أحسن الظن فكيف يكون حسن الظن هو الذى سيهدينى إلى التصديق؟ يخوفوننا من حسن الظن تحت زعم أنهم يحموننا من أن نصدق ما لا يصدق. يزعمون أننا لكى نراك لا بد أن أن يثبتوك أولا يريدون أن يطفئوا نورك بسوء استعمال نعمة العقل نحن الذين فى حاجة أن نتثبت من وجودنا فنجدك، لا أن نتثبت من وجودك ببعض خلقك أعبدك، و أظل أعبدك، وأحاول أن أحسن عبادتك حتى يأتينى اليقين، اليقين اليقين، وليس اليقين الموت. وإذا باليقين نفسه هو طريقى إلى اليقين، الحق ليس نهاية المطاف، وإنما هو سبيل إليه البداية معكوسة، ودائرية، ومفتوحة أبدا والروعة واردة، والروع حق الضعفاء فهل يمكن أن أحسن الظن ويدى على زناد الوعي؟ دون التوجس وفرط الحساب؟ (2/4) أراك من وراء الضدين؟ لا أراك من وراء الضدين ولكن من خلالهما، بهما إن هى إلا رؤية واحدة، لكنها بلا نهاية فكيف أبلغهم حتم المغامرة أنت تعلم بلاهتم وهم يكررون : إثبت لي كيف أثبت لهم وهم لا يعرفون حسن الظن أصلا؟ ولو قلت لهم أحسنوا الظن أولا: ضحكوا منى حتى أبتعد،, فأزداد قربا وأنا أحتمى بك حتى لا يغلبنى سوء ظنهم/ظني، (2/5) هو رآك -يراك- فى بيتك المعمور والملائكة يصلون، وهو يراك وأنت تصلى وتواصل ويصلون وهو يراك فى كل جزء من بيته أحسده على هذا الحضور الجاهز وأستريب حين أخلى بيتى من السوي، أضيع، ولا أجد ما تيسر لى حاضرا، فأقفز إلى السوي، فأجدك فى عمق ما ليس هم إلا بك فأنت فيهم وبهم، فهل هذا هو ما تريده مني؟ أن أخلى بيتى إلا منك فأجدهم بك، وأجدك من خلال توحيدك حين لا يصبحون بديلا عنك، بل تجليات منك؟ أنسونا تلك الأشياء البسيطة التى تيسرها لنا جزئية جزئية، قطعة قطعة، ذرة ذرة. صورت لنا أطماعنا أنه ليس هناك إلا ما تصوره لنا أطماعنا. فأنسينا أن الأبسط هو كل شيء، وأن مجموع الأبسط إلى الأبسط هو أصغر من وحداته لأنه بسيط أصلا ودائما بيتك بيتى معمور، سواء كان بيتا أم لا بيت وملائكتك لم أصادقهم بعد، لا أنكرهم، لكننى لا أفهم دورهم، ولا أريد أن أكون مثلهم: هم يصلون ويذهبون ويجيئون وفقط أنا البيت، تسكننى فأسكن إلى نفسي، فتتحد معالمى سرا وعلانية بيتك معمور بي ذلك هو الفضل العظيم (2/6) لم أركن أبدا إلى بيتى بل إلى طريقى إليه، وها أنت تطمئننى إلى أننى لم أضل الطريق إلى، قبرى مولدي، وحشرى بعثي، لا أراه إلا من خلال السوى فأتميز دون أن أنفصل
(2/7) لم أصدق يوما أن نارك هى النار ولا أصدق الآن أنها جنة إن كنت تريدنى أن أراها جنة فلأنها سبيل أن أتذكر شدة حاجتى لرحمتك، قرأتك أن مايعذب به فى الجنة هو ما ينعم به فى النار، وليس العكس، لست أدرى لماذا لو أنستنا الجنة حاجتنا لرحمتك فما عادت جنة، ولو قربتنا النار من ضرورتك، فالسعى السعى حتى تصبح بردا وسلاما لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد نحن ننقسم لننضم إليك فينا، ولو كنت تنقسم ما كان لوجودك مبرر أحاديثك ليست ساكنة لأننا نتحرك منقسمين متضامين فيها منها إليها، لكنها الوحدة التى تسمح لنا -فى رحابتها- بالانقسام لننضم. لا أتلذذ بنعيمك، وإنما أستيقظ فى رحابك روعة اليقظة لا يعرفها إلا من تقمص طلوع الشمس وهى تشرق فى حضنك (2/7) يكون غيرى ضالتى إليك ولم لا، تعلم ما بنفسى ولا أعلم ما بنفسك غيرك ليس نهاية مطافي، لكنه طريقى إليك غيرك فى نهاية المطاف هو بعض تجلياتك، فلم الحرب الحرب إن أنا توقفت عنده، عندى الحرب؟ أهلا بها فهى أيضا لها منتهي، وكل منتهى لا يخطئك واثق أنا أنى لا أتوه ما دمت ضالتى، أحتار فيك، أحتار بك، أحتار معك، لكن التوه ليس مطلبي، جعلتنى ضالتك لأعبدك لا أشرك بك شيئا، رضيت عنى فكيف بك لا أرضي رحلة الذهاب والعودة هى زاد الميعاد، وهى لا تتم إلا بين البينين، مسافة لا تنتهى ولا تطول ولا تدور، مسافة تتخلق بنا إذا أخلصنا عمق الذهاب، ويقين العودة، ونحن نتجدد فلا نغيب بنا. (2/8) وهل أنا بقادر؟ ألم تقل لى إن نظرة واحدة تكفي؟ فدعنى أطرف بعدها مطمئنا لا تغيب عنى حتى لو طرفت ما طرفت واثق أنا أنه حتى لو لم يكن لى جفنان أطرف بهما، ولا عينان أنظر بهما، فأنا أنظر إليك، ثم أتحول بك، لا عنك، فلا أخشى الطرف، بل أخشى الحرف الحرف، لا الطرف هو الذى يخفيك عنى والجهاد الجهاد ليس له أول وآخر، فأوله هو آخره، إلا من أضللت بعد أن هديت، الجهاد ليس أن أكف عن الطرف، وإنما هو ألا أستغنى عن الحرف، وفى نفس الوقت لا أدع الحرف يحل محلك. جفنان صناعيان ألبسهما مضطرا بعض الوقت: الأعلى عقلى الجاف، و الأسفل تسطيحهم المتحذلق، فإذا التقيا غبت عنى إذ ينفونك وهم يحسبون أنهم يثبتونك، أخلع جفنى الصناعيين و أروض بصيرتى تنظر أنظر إليك وأنا مغمض الجفنين أو مباعد بينهما، فلا يحول بينى وبينك إثباتك ولا نفيك. هذا أول الجهاد الذى ليس له آخر، لا حالا، ولا ‘أبدا’ (2/9) لا مكان للسؤال مادمت قد سمحت لى فرأيتك أسألك ماذا، لماذا، بعد أن تمليت بما هو أنت ماذا بقى أسأله أو أسأل عنه وقد أصبحت نورا بك لا رؤية تشغلنى عنك بسؤالك ما دمت قد أصبحت أنا أداتها، أليست هى الحضور الشهود؟ ثم إن غيبتك ليست إلا نداء متواصلا لنحضر فتحضر؟ كيف يسألك من سمح لنفسه أن تغيب عنه، ومن ذا الذى يسأل من إن أنت غبت كذا؟ وكيف يسألك من سمحت له أن تحضره ليحضرك؟ إلا أن يكون قد طمع فيما عندك، وليس فيك، حتى نسى فضل تجليك أسألك لتغضب، فهذاما يطمئننى إلى وصال الأخذ والعطاء، أحب غضبك فهو يذكرنى أنك أنت، لست أنا لا أنـتظر سماحك بالسؤال فهو حقى الذى منحتنى إياه منذ كنت بك، والحق ليس منحة موقوتة، لكنه تخلق باق، أنت الذى قلت اسألونى أستجب، وأنا أسألك ولا أنتظرالإجابة، فقد تمت الإجابة مع السماح بالسؤال قد تمنحنى بالنهى عن السؤال فضل ‘كن’, لكننى لا أريدها إلا من خلالك، من خلالي لا أريد أن أختص بحق مرعب لا أثق أننى وصلت إلى مسئوليته فيلكن ما تريده أن يكون وسماحك بالسؤال لن يحجر على حقى فيه، وتغضب، فأتمادي، وأتدلل عليك، بذكرك، فترحمني، ويتولد اليقين (2/10) حالا قلت – بيقين من يعرف طريقه إليك- إنما غيبتك هى دعوة لنا لنسعى إليك ورؤيتك لا تحول بينى وبين الأشياء، لكنها تتجلى بك فى الأشياء، فتصبح الأشياء بين بعضها وبعضها بلا فواصل، لأنك تجمعها إليها. أناديك لأنى أحب أن أناديك، لا لأسألك ولا لتجيب لست واثقا أننى من أحبابك الذين تحب نداءهم، بل، إننى منهم دون استئذان، هكذا (2/11) ذكرك سعى ورؤيتك حضور وسواك -بدونك-عدم، بما فى ذلك ‘أنا’ (طبعا), فذكرك فى رؤيتك ليس فقط جفاء، بل وغباء، ومع ذلك أذكرك -رغم كل شيء -مع رؤية سواك، أذكرك لأنه يحاول أن يشغلنى عنك، حتى فى رحاب رؤيتك أذكرك لترحمنى منه ومني، فترحمنا، فتقربنا منك ومنا أسكن عن ذكرك لأعاود ذكرك، أتدرب فى رؤيتك أن يكون ذكرك حمدا لا سؤالا، وحمدك هو وعد منا أن نواصل ‘الذهاب لنعود’, و’العودة لنذهب’, وإلا فكيف السبيل إلى أن ‘نكون’؟
(2/12) الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا، تلقى وجهى ألقى وجهك هذا هو المهم لا أعرف سماء بعيدة عن أرضي ولا أعرف أرضا بغير سماء حين تقيم فى بيتك،يملؤنى الكون، ولكنى لا أكف عن السعى إليك ترجع إلى السماء فأعاود السعي الحضور فى الغياب، ولا غياب فى الحضور ليس أحد نزل من السماء ولا أحد يطلع إليها وسع كرسيه السماوات والأرض ولايؤوده حفظهما وهو العلى العظيم لا أفهم كيف تريد أن ترجع إلى السماء وأنا؟ تغرينى أن أبحث عنك هناك لتمتعن يقينى بقربك. كرسيك السماوات والأرض، تذهب وتعود وهو ممتلئ بك، فيتسع الكون ليـسـعـك، فيـسـعنى. (2/13) أكره السرمد مهما كان وأحبك أنت سرمدا مهما كان يمكن أن أرى النهار سرمدا، ولكننى لا أطيقه سرمدا الأمل فى الخلود أروع من الخلود لماذا أخلد وأنت الخالد بما هو أنت، لا تأخذه سنة ولا نوم طبعا إن لم تمسكها لم تقم وبمن تقوم إلا بك فماذا إذا أمسكتها ولم نمسكها معك بك لا مهرب منك إلا إليك، ولا يطمئننى إلا أن تنتشر فى كل شيء، أخاف سقوط البرقع، وإن سقط ولم تلبسه فسوف أخفيك عنى حتى أستمر يومك هو كل الأيام بلا بداية ولا نهاية فزعت – مرة أخرى – فى هذا الموقف بإعلان سقوط الحرب، وهل جهاد بلا حرب حتى لو سقط البرقع حتى النعمة يسيئون التنعم بها حتى بت أخشاها كيف أتنعم بوليمة سمائن ووليمة خمر إنما شهودى وليمة يقظة ووليمة حركة إليك وحولك إلي طوبى لمن استيقظ ونام، لمن خرج منها وهو مطمئن إلى أنك تمسكها، ولاطوبى لمن استيقظ ليتسرمد فى النعيم طوبى لمن نام ليستيقظ جديدا لا معنى لنهار بلا ليل، ولا لليل بلا نهار يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل
(2/14) الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه، فإنه يراك فأن تحسن كما أحسن الله إليك، هذا هو، حتى تراه أما أن تحسن بعد أن هداك إليه فلهذا شكل آخر إحسان السعى جزاؤه المشاهدة وجزاء المشاهدة تجاوز السعى فلم الغباء؟ أليس الذى يعمى بعد أن ينعم عليه بالبصر هو الذى يعمل السوء بجهالة، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؟
(2/15) ضاقت العبارة، ضاقت العبارة، ضاقت وما ضاعت ولا سقطت ولا أمكننا الاستغناء عنها مهما اتسعت الرؤية فنحن فى حاجة إلى العبارة نبلغهم بها ما لا يـبـلـغـونـه إلا بها؟ أستغفرك اللهم من كل صمت وأستغفرك من كل كلام ‘يــاليتنى طفوت دون وزن ياليتنى عبرت نهر الحزن من غير أن يبتل طرفى فرقا ياليت ليلى ما انجلى، ولا عرفت شفرة الرموز والأجنة إى هجرة الطيور فى الشاطئ المهجور عفوا فعلتـــها… ……. فــك الحبال صلت السلاسل، العمر بعد ما انقضى أشلاؤها : تفجرت مضيئه نري، ندور ننكفئ ……. تناثرت، تخلقت، تحدت، وماتت التمائم …. يا بؤسه الصراخ دون صوت يا رعبـها ولادة كموت …يا سعد من لم يحمل الأمانه ياويل من صاحبها : فى خدرها، أو عاش ملتفا بها، وحولها ما أصعب ضبط الجرعة، وما ألزم العبارة، ليس على حساب الرؤية فلماذا الذهول حتى لو بدا أن الذهول هو أصدق وسيلة للتعبير؟
(2/16) لا أعزم على الصمت لا فى رؤيتك ولا فى غيبتك، لكن النور يحجبنى عني، فكيف الكلام لا أريد أن ألغى الناس بصمت ميت، ولا أن أستر عورتى بصمت يدعى الحكمة، ولا أن أطمع فى صفقة مؤجلة بصمت خادع، ولا أن أنظر إليهم من أعلى بصمت غبى، وهل إذا رفضت الصمت لزم الكلام ’وصرخت بأعلى صمتي، لم يسمعنى السادة ‘ وانقلبت تلك الألف الممدوة تطعننى فى قلبى وتدحرجت الهاء العمياء ككرة الصلب داخل أعماقي لا لا أريدها أن تتدحرج هكذا، لن أستسلم لصمت يبعدنى عنك وعنهم الغيبة العزم السعى الكدح، فأين الصمت ولماذا؟ تفنى العين والقلب ولا يفنى الوعى الكل الواحد لست عينا أنظر إليك ولا قلبا يشعر بك وحين أفنى أتبدي: أولد كما لم أكن أبدا من قبل لا حاجة بى للطاعة بعد أن أفنيتنى فيك لك فوجدت فى السبى بعد التجلى نزول عن العزم واستسلام للحجبة، فجعلت من صمتى كل الكلام
(2/17) بل عام، أتخصص حتى أحددنى إليك، لأنتشر إلى الكل بك راجع إليك بكل الهم والهمة، وستقبلنى. كما أن رحلتى هى من الداخل إلى الخارج وبالعكس، وهى بلا نهاية، ولا حتى فى رؤيتك نهايتها. إن رحلتى من العام: الخاص: للعام، هى رأس الأمر المستمر ما دمت فى رحابك وما حاجتنا، إذا ما اختصصتنا أن نكون من أعزائك، ما حاجتنا لأكل أو شرب أو نوم أو يقظة، أو انصراف أو عودة؟ ولكن ما الذى يضمن لنا أننا منهم؟ وما يضيرنا لو أكلناوشربنا ونمنا وانصرفنا فى غيبتك انتظارا لتجليك، وثقة بتجليك؟ ليس لنا ملكوت بعيدا عن طين الأرض مسجدا وطهورا، نغوص فى الطين، نصاعد فى المعراج نزحف فى القاع نطير بعد السحاب، ثم يرجع الخاص إلى الخصوصي، لا يضيع فى ذوبان غموض العموم.
(2/18) خصوص الرؤية ضرورة لخصوص السعى، السمع والطاعة فى غيبتك والبر والحضور فى رؤيتك لكن الأبواب ليست مغلقة على أى سبيل إليك ما دمنا فى رحاب حجاب رؤيتك فى الغيبة والرؤية، ليس لى أعداء، أفرح بإصرارى على الذهاب والعودة، وتفاجئنى برحلة موازية، الرؤية فى الغيبة وبالعكس، هكذا تعلمت منذ البداية، لا رؤية بغير غيبة، ولا غيبة بغير رؤية، أرى حتى أحسب أنى لا أعود وتغيب حتى أحسب أننى لن أرى حفظت الدرس الفائت وليس عندى المزيد، فلماذا تذكــرنى بما أتذكر، شككت فى نفسي، رجحت أنك لمحت سؤالا خطر لى وأنا فى رؤيتك فغضبت، فذكرتني، قلت : أحمدك فى رؤيتك بأن أكون ولك العتبى حتى ترضي
(2/19) يا خطاء كما خلقك وسواك فعدلك: إن كان ما مضى مما اقترفت قد مضي، فهو لم يعد ذنبا إلا إن كنت مصرا على تكراره وذنب ذكر الذنب ليس فى مجرد ذكره، وإنما فى ذكرالذنب دليل على التمسك به، والإصرار عليه، وهذا دليل-أيضا-على الوجد به، ودعوة -ضمنيه- للعودة إليه، وأكبر الذنب إبعادك – بذكره- عن تحمل مسئوليته، ثم استغفارك عنه دون تغيير ينفى عنك – جديدا- من أذنب أصلا. والذنب الأكبر من الأكبر هو الذنب الذى بذكره يحال بينى وبينك، هو الذى يوقف سعيى إليك، هو الذى يعوق كدحى للقائك، أما ذنب المعصية وذنب الغفلة وذنب السهو وذنب العشم فهى كلها تذكــرنى بك، ولا تطمعنى فيك أنا لست مذنبا مهما أذنبت، هذا إذا ماأخلصت السعى فانصهرت فى بوتقة المحاولة والكشف المرعب منذ عرفتك، واطمأننت لوقفتى فى رحابك توقفت عن النعابة. ولم أتوقف عن التألم، ولا عن التعلم الذنب الذى يعلمنى يغيرنى فلا أعود أنا هو الذى أخطأ، فلم ذكر الذنب، اللهم إلا لمقاومة التغير والإصرار على العودة إليه؟!
(2/20) جعلت أتقرب إليك بالنوافل طمعا أن تكون سمعى الذى أسمع به، وبصرى الذى أبصر به، ويدى التى أبطش بها، أعبدك لأنك أنت لا شريك لك، ولكننى استغنيت بك عن هذه الـ’كن’: …يا مقود الزمان لا تطلقنى : ثقيلة ومرعبة : قولة ‘كن’. لوكان : بت بائسا لوكان : طرت نورسا لوكان : درت حول نفسى عدما ….. أفرغت كأسى فانصهرت جذلا ورحت أرضع الضياء أرتوي أشيد الكلام والبشر
(2/21) تميل لا تميل، هى العبارة، لا أطيق ما لا يتغير ضمانا لعدم الميل أميل وأعتدل، لأميل فأتمايل فأصعد وأصاعد ومالى أخاف الميل وأنت بى محيط ألم توصنى بحسن الظن بك، بى لا أريد، ولاأستطيع، ولا أصدق أن شيئا أو أحدا لا يتغير أنت الواحد الأحد لا تتغير فى حدود ما نعرف، وما نستطيع أن نعرف، أما أنت فلا أخالك فى قربك وبعدك إلا دائم الحضور والإحاطة، يتراقص نورك يتجدد، يتجدد استقبالنا له لك، نتجدد
(2/22) لا بديل عن قول ما لا ينقال، فقط نوسع العبارة دون أن نضيق الرؤية، هل يمكن؟ المقولات أعجز من أن تحتوى المواجيد إن صحت واثق أنا -حتى لو نبهتنى إلى كفري- أننى لا أكفر إلا لعشمى فيك، وثقتى بعودتى إليك أنقى وأصدق رحلات الذهاب والعودة لا تستبعد الكفر، بل لا تخاف منه، والمواجيد تفرزها المقولات، ليست هي، فلتكن كفرا ما دامت ليست أنت أسمع لك من الحرف، ولا أسمع الحرف بديلا عنك آخذ خبرك عن الحرف مبتدأ فأصنع أنا له الخبر الحرف لا يخبر عن نفسه ولا عنك، لكنه يشير بنفسه إليك أنت الخبر والمخبر و الحرف المبتدأ. لكن الجملة المفيدة تظل رحمتك لمن يحسن الوقوف بين يديك.
(2/23) الحمد لك وما كنت لأعرف من أنا إلا مضطرا حين حاولت أن أعرف من أنا عرفتها زمنا، فخدعتنى عنك، فلا أنا عرفت من أنا، ولا أنا عرفت من أنت وحين كففت أن أعرف من أنا عرفتك وحين عرفتك عرفت من أنا فأنت وليى وأنا وليك أفبعد هذا فضل؟ ومسئولية؟!!
(2/24) ليس كل ليل ليلا، وإلا.. الليل الذى هو لك هو سكون اللحظة الأخيرة فى نوبة الرجوع (للذهاب) وهذه لا أملؤها لا بالقرآن ولا بالدعاء ولا بالمحامد ولا بالثناء كم ملأتها بكل هذا فامتلأت هى ولم أمتلئ أنا هذا الليل اللحظة، الليل الرحم، الليل الولادة هو لك وبك فهو لى معك إليك هو ليس بحاجة إلى غير ما هو، فلم الدعاء وكيف أحتاج وأنا فى نقطة السكون النهاية البدء ليس للهوى نهى على ولا أمر، مادمت فى ليلك (ليلى) الأنوار هى الأنوار
(2/25) السماح السماح إلى هذا المدى رضيت، فكيف لا أرضي حين تختلى بى الوسوسة لا يكون لها هم إلا إبعادك عني، إلا سوء الظن، إلا الحرف، إلا الخبر، فأذهب أصارع كل ذلك خوفا من أن تغلبني، ناسيا أنها لا تغلبنى إلا إذا غلبتك، وأنت لا تغلب أصلا، ولا تغلب أبدا، فمم الخوف؟ وهكذا تنقلب الآية عليها إليك لم أستطب عمرى كلمة ‘القهر’إلا هذا القهر تأتى الوسوسة فلا أملك أن أغفو بعيدا ولو هنيهة، تأتى فتذكرنى بك حتى بالإنكار، كنت أقاوم خائفا من غلبتها، والآن تدعونى للاقتحام كنت أخشى عليك حرفا فى نفسي، ناسيا أنك قائم بذاتك، لا تضرك الوسوسة بل تختبر من أحل الحرف محلك تخرجنى الوسوسة عنك، فتدخلنى أكثر إليك تخرجنى عن وهم صورته لك، فأفارقه لأجدك أنت أنت دونه تعلقنى بإنكارك، فتدعونى أنت أن أنكرك، فأجدنى فى رحاب إيمانك، وهل ينكر إلا ما هو موجود بالضروة، يا خبر!!
(2/26) نعمة الجهل اليقين المتفتح على كل المعارف، لا يعرفها إلا عالم علم حتى تيقن من حضور ما لا يعلم، الإيمان بالغيب هو الإيمان بالجهل الذى هو ليس ضد العلم لكنه ضد الغرور، بل إنه لا ضد له. أجهل فأتفتح بحضور ملتزم، نحو ما لا أعرف، فأرعب، وأكاد أتراجع لولا أننى ألمح إشارتك، إستقرارى فى الجهل ليس ركونا إليه، وإنما هو اطمئنان لما ينبعث منه، ويتكشف عنه واستقرارى فى العلم ليس توقفا عند محطات عطائه، لكنه تجميع انطلاق إلى جهل أعلي، كذا دواليك أكاد أرفض أن يكون للمواقف علوم، حتى ولو كانت علوما نابعة من الغيب الإيمان، والجهل اليقين، فضلت سالفا أن تكون المعارف بين العلم والمواقف فلماذا لا تكون مواقف للمواقف وليست علوما لا أتوقف عند الحروف ولكننى أخاف سجن الأوصياء
(2/27) أقر وأعترف كما اعترفت سابقا ولاحقا أننى لست سرمديا، ولا أطمع أن أكون سرمديا، ولا أقبل أن أكون سرمديا، فمن أين الديمومة إلا بالعمى عن كل هذا الديمومة التى لا أراك فيها هى ديمومة الصفر الملتاث أما إذا رأيتك فلا حاجة بى إلى أى سوي حين يتسلسل الرضا بالعدم اليقظ المتولد جديدا فى رحابك تسقط الحجبة إذ يسقط النسب الذى سقط بسقوط السبب الذى ذهب بانتفاء الطلب والطلب ما كان ليظهر أصلا بلا صاحب، وصاحبه -أنا- قد تخطى بجهله المعرفى كل الوسائل فما عاد بحاجة إلى حجة يا علماء العالم.انتبهوا يا عرفاء العالم تيقظوا يكاد علمكم ومعرفتكم أن يهدرا حين تقطعون عنهما رى الجهل المسئول علومكم -معارفكم- مهددة بالضياع لأنكم تتنازلون عن أعظم عطائها، تتنازلون، وبعضكم يستكبر عن الجهل الذى لا تكتملون إلا به
(2/28) إن ما يحررنى هو أن أعرف عميقا مباشرة. وحين أعرف حق العبودية، أمارسها دون أن أكون عبدا العبودية سبيل إلى المعرفة التى تحررها هذا هو علمى وليس العلم الرباني فلعل العلم الربانى مرحلة تالية بعد أن تحررنى العبودية إلى المعرفة ليست المسألة كما زعموا :من الضرورة إلى الحرية، وإنما هى من العبودية إلى المعرفة ومن المعرفة إلى الوقفة، ومن الوقفة إلى العلم الربانى الذى لا يتعلق بالعبودية وإن كان يترعرع وهو يتجاوزها. ليست المسألة – أيضا – ما نتسمى به، والعبد يعلم ما يعمل سيده، بل إنه أحيانا يعلمه أكثر من سيده، بل إنه كثيرا ما يعلم من هو سيده من خلال ما يعمل سيده لا من كونه سيده، و أيضا وقبلا من خلال ما يعمله هو -العبد- ردا على ما يعمل سيده، وتجاوزا له. العبودية لا تستقر على العلم الرباني، وأى استقرار هو ضد العلم الرباني، اللهم إلا أن يكون الاستقرار لحظى للتهيؤ للانطلاق
(2/29) حين يكون كل شيء لك أنت فهو لي، وليس لى شيء إلا من خلالك أرى الشيء لى فيصغر يصغر يصغر حتى أصغر لأناسبه وأراه لك وأنا فيه فأمتلك كل شيء لكن حمل الأمانة صعب صعب فأعنـي، أجرنـى على أشيائك إليهم وأولها قول ما لا ينقال لا شيء يزول لا شيء يفنى ولا يستحدث الشيء يتولد دوما إليه الخطر المحيق هو الارتباط الساكن بمتغير حتمي، فتظل مجرورا على وجهك، مسحولا من قفاك، تتشبث بكل ما يأتى فى خندق حضنك وسجن قبضتيك، فهو لك إن شئت، ويا خسران الصفقة.
(2/30) نأتنس ببعضنا البعض، فنحن ضعفاء إليك هو يعرفك قبل أن أعرفه، فأعرفه أنى أعرفك، فنعرف بعضنا بعضا، فنتوجه إليك يراك عندي، يراك في، يراك فيه، يراك أراك عنده، أراك تحابا فيه، نسمع منك ونحن نستمع إليك منهما اجتمعا عليه وافترقا عليه أما من لا يعرفك فهو لن يعرفك بما أعرفك به، فليس عندى ما أقوله له حتى يصدق أنك عندي، هو لا يري، لا يراك عندي، وهو لا يسمع مني، منك، وأنت عندي، بل على قلوب أقفالها، وهو ينكرك أكثر حين أصر ببلاهة أن أجعله ينظر إليك، وهو بلا عين أو سمع أو قلب، أشفق عليه وهوينكرك، وأصر -يوما ما – أن أخلق له، بفضلك، حواسا جديدة، فإذا رآك عرفك، وإذا عرفك عرفتـه بك، فهو يسمع منى وأنت عندي، فاغفر له ولى وأجلنا إلى أجل قريب، حتى تنمو حواسه، وتحل عقدة من لساني، يفقهوا قولى.
(2/31) الوقار؟ ولم الوقار؟ نعم الهوى يأكل ما دخل فيه الهوى جائع لا يشبع الهوى يشرب الماء مالحا فيعطش أكثر فمن أين تأتى الطمأنينة؟ لا معرفة إلا فى طمأنينة، ولا طمأنينة إلا فى المعرفة لكن ما للـوقار والطمأنينة، أشم فيها رائحة السكينة، فأرفض. هل الوقار الذى تشير إليه غير الوقار الذى نخاف منه فلا نثق فيه؟ والحركة؟ هل فى الوقار حركة راقصة رائعة تحتوى العالم بكل الوقار؟ إذا اختلطت الطمأنينة بالمعرفة،فلا شهوة ولا هوي، بل فرحة اليقين المتجدد، فهل هذا هو الوقار الذى تعلمنا إياه إن كذلك، فهو كذلك
(2/32) ذكرت ذلك فتعيده لأذكره وأنا أذكره ولكننى أحب الذكر لأتذكر لا ليردنى إليك فما بين الرؤية والرؤية يحلو الذكر بعيدا عنك ليس لعلمهم أعضاء حس أصلا، فقد قلبوها حسبة حذق رقمي لا ألومهم إذا لم يحسوك قريبا أو بعيدا، أشفق عليهم، وأدعو لهم وأحاول أن أكف أذاهم عن من لا يعرفهم ممن ضل الطريق إليك البدء منك مع أنك المنتهى، وهم لا يعرفون معالم الطريق فاغفر لهم واقبلنى. |