صديق جديد
إيهاب إبراهيم
هذا خطاب كان يجب أن أكتبه من زمن بعيد – من يوم اتشافى لوجود مجلة الإنسان والتطور، كان هذا عدد صيف1985 الذى تكلم عن فتح ملفات المخ قائد المسيرة، من خلال ترجمة لبحث عن الفصام كنتيجة لخطأ فى عزل المشتبكات العصبة خلال فترة المراهقة، وكنت وقتها لا أزال طالبا فى بكالوريوس الطب جامعة الإسكندرية، وراعنى هذا التفسير لحدوث الفصام كانت أول مرة أقرأ فيها عن الفصام، لماذا؟ الفصام: كيف؟، وتابعت أعداد المجلة وفى كل مرة كنت أجد فى سطورها من خلال الأبحاث أو الأعمال الإبداعية أو المناقشات ما يتناغم بشدة مع ما يدور فى رأسى، وكان من الواجب علّى أن أشارك ,ان أتواصل، ولكنى لم أفعل، لا أعرف لماذا، إلى أن وجدتنى الآن أكتب – ربما لإحساسى بالفزع من توقف فيض الأفكار الذى يصلنى من خلال المجلة، ولو حدث هذا لكان ذلك خطأ منى بقدر ما هو خطأ منك فيما أعتقد.
أنا الآن أعمل – أو بالأحرى لا أعمل – كمعيد بقسم الإدراة الصحية معهد الصحةالعامة جامعة الأسكندرية، إلا أننى أقرأ باستمرار فيما يتعلق بالصحة النفسية وخاصة الفصام – وقد تأثرت كثيرا بما قرأته عن الفصامLaing J. فى كتابThe divided self أريد أن أعرف أكثر، وخاصة وأنكم أشرتم إلى مواقف تم إعلانها على الملأ من قبل التوحيدى والحلاج وبيراندللو، أريد أن أتصل مع تلك المصادر بما يحمل ميراثا مشتركا معى وأعنى التوحيدى والحلاج.
لست أعرف بعد إن كنت قادرا على المشاركة بجديد أم أن تلك الرغبة فى المعرفة ما هى إلا إرضاء أنانى لشئ، أو لعله استمناء عقلى، أو لعلها الرغبة فى إحلال الصلح وإنهاء الفصام بين ما أعمل – أو بالأحرى مالا أعمل – كطبيب وبين ما أحبه وأعتقده أو ما أعتقد أنى أحبه
إنى أريد المشاركة فى تحرير المجلة وفى نشاط الجمعية على قدر ما أستطيع،….. وقد فكرت فى ترجمة بعض فصول من كتاب The Psychology of Man s Possible Evolution للكاتب الروسى P.D Ousppensky نظرا لما وجدته من توافق شديد بين منظوره التطورى لحركة الإنسان وبين منظور الإنسان والتطور.
وأختم كلامى بالسلام ورجاء الاستمرار.
فنبدأ كلامنا بشكرك – يا عم إيهاب – بعد حمد الله،
ونرد بما تعرف، أو تكاد:
ياسيدى أنت صاحب المجلة والجمعية منذ الآن فلا تستأذن، وإن كنت أشك – رغم شبابك.
إن كان نفسك أطول، ولكنها مسئوليتنا معا كما ذكرت.
رغم كل ما ذكرت فما زلت أتصور أن الكلمة – فى هذه الدائرة المحدودة وسط هذا المناخ السائد – هى أقل من أضعف الإيمان.
لم نواصل شيئا مما بدأنا وذلك تقصير لا اعتذار عنه ،ومن بين ذلك فتح ملفات المخ الذى ذكرتنا به فتحنا الصفحة الأولى، ثم ركنّا الملف( والمخ) فى زوايا الشك فى القارئ والحاجة إلى الحوار، وكلاهما خطأ من جانبنا، حتى جئت انت تذكّرنا، فذكّرنا لعلنا نّذكر ، فنتذكر.
من اكثر ما يؤلمنى ما يقوله شاب مثلك، بصدق وأمانة بشأن أنه موظف ، يعمل بوظيفة كذا، أى أنه لا يعمل(لاتعليق).
“لانج” Laign فتح فتحا بكتابه المذكور، لكنّه تمادى إلى حيث ضّربت كل إيجابيات هذه الحركة المسماه الحركة المناهضة للطب النفسىAnt psychiatry Movement والتى لا ننتمى إليها قليلا أو كثيرا، وإن كنا نحترم بدايتها الداعية لفهم دلالة وموقف المريض النفسى الثائر، الفاشل العنيد( معا).
– عنوان الكتاب الذى اقترحه مغر بالترجمة والنشر، ثم إنه قادم من فكر(سوفيتى) نحن أحوج إلى التعرف عليه، لكننا فى خبرتنا مع ترجمة ليفى شتراوس، الجارية حالا بقلم الزميل عصام اللباد، ولعدم انتظار صدور المجلة، تعلمنا أن نرحب أكثر بترجمة يصاحبها موقف ناقد، أو بتقديم وتلخيص للكتاب ككل فيما يتفق مع خط المجلة، وكذلك فيما يظهر قراءتك وحضورك بأكثر مما تتيحه الترجمة.