الافتتاحية
نحن نصدر = إذن نحن نفعل !!! هذا خطأ فادح مثله مثل خطأ “أنا أفكر فأنا موجود”
الوجود هو الأصل، فما دمنا ما زلنا نعيش فلا بد أن نصدر، وأن نعى ما يصـدر عنا فكرا/فعلا، وبعد العدد الثانى (من الصدور الثاني) تبينا أننا لسنا تكرارا لما فات، ولن نكون، وهذا دليل وجود حقيقى، بل ودليل أن الكمون الفائت لم يفت، وقارئنا يشهد على ذلك.
الأمر الذى مازلنا على يقين منه، هو أن بضع المئآت الذين يقرؤوننا لا يملكون (طبعا) القدرة على أى تغيير حقيقى، ومع ذلك، ولذلك، فهاكم العدد الثالث بعد الكمون، العدد الثامن والخمسين من عمر هذه المجلة.
حين عدنا نقرأ العدد الماضى وكأننا لسنا الذين حررناه وجدنا أنفسنا فى بؤرة التحدى:
الإشكالة – المنهج – النظام
إن الذى يجرى على الساحة الآن ليس تماما سياسة ولا اقتصادا، ليس تنويرا فى مقابل إرهاب، بقدر ما هو تشنجات يائسة بحثا عن هوية، والبحث عن هوية ليس مسألة فائض نفسى يمضيه الفرد أو المجتمع فى إصدار تعريفات أو إدارة حوارات، إنه أساس الوجود. الحيوانات تجد هويتها بأن تحقق حضورها البيولوجى المتناسق مع المحيط، تتبع فى ذلك قوانين الحياة الأزلية دون تدخل مباشر لوعى مصنوع أو رمز بديل، أما ورطتنا فهى تلك التدخلات الضرورية التى أصبحت فى غير المتناول من تحكم وإنذار.
قلنا فى العدد الماضى إنه لا بد من تربية، وإعادة تربية، وإن المنهج النابع من الممارسة لا المستورد ولا المغترب هو الحل، وإن حق الناس فى التفكير فالحوار هو حق مطلق، وإن الإقلال من الوعود مع وفرة الإتقان هما من أهم علامات إيجابية موقف من يريد.
ونشغل فى هذا العدد مع سائر الناس بما يشغلنا، أو بما ينبغى أن يشغل ناسـنا جميعا، بل إننى أرى أننا إن لم نـشغل به هكذا: كان ذلك نقصا وتقصيرا ينبغى أن نخجل منه، فالناس فى الخارج مشغولة به وبنا، وإليكم بعض ذلك:
تركت لى فى العيادة مراسلة الواشنطن بوست بطاقة تطلب تحديد موعد لأخذ حديث بمناسبة مقالى فى الأهرام الإنجليزى الأسبوعى ) (Al Ahram Weekly، وقلت ياه،!! خانتنى ذاكرتى، الأهرام ويكلي؟ أنا؟ وبحثت عن مثل ذلك فى هذا المكمبت، فلم أجد إلا حديثا عن الكف عن التدخين، ولماذا يزداد عدد المدخنين فى البلاد النامية فى حين يقل تدريجيا حتى كاد ينعدم فى البلاد المتقدمة، وتعجبت ماذا يهم الواشنطون بوست من مثل هذا الكلام العادى أو المعاد، (ملحوظة: أنا ليس ممن يسعى إليه من مثل هذه المحررة، وهذه أول مرة يحدث معى مثل ذلك، حديث واحد كنت قد أدليت به إلى مجلة خواجاتية هى ‘لوس أنجيلوس تايمز”كان مصادفة، وكان تافها عن الزواج فى الصعيد من بنات صغيرات، أعتقد أنهم شـوهوه!!!) المهم: حضرت السيدة المراسلة فى الميعاد، وسألتها عن مقال الأهرام الذى أشارت إليه فى بطاقتها، فقدمت لى مقالا لم أسمع عنه وإن كنت بالكاد أعرف كاتبه (الذى هو أنا) وكذا لمحت آرائى دون تشويه تشغل حيزا مناسبا فى موضع مناسب، فقلت لها إننى لا أذكر متى ولا كيف وصل الأمر إلى النشر بهذه الصورة، وإنه إذا كان حديثها معى حول هذا المقال بالذات فلا بد أن تترك لى فرصة قراءته أولا، فقالت: تكفى نظرة سريعة، فالحديث عام ويمكن أن تعتبره جديدا تماما، فألقيت نظرة سريعة أخرى على المكتوب فوجدت كلاما مهما عن الحرية، وأمين الخولى، والموقف من الجماعات، وظننت أن هذا ما لفت نظر المحررة وجاء بها إلى، وعرفت أن بعض ما جاء بالمقال هو ما يشغلهم بنا، عنـا، وهو هو ما أشرت إلى أنه ينبغى أن يشغلنا أولا وآخرا ووسطا إذ لا يجوز أن يشغلوا بنا أكثر مما نشغل ‘نحن”بنا؟ أليس كذلك؟ إن ما يشغلهم بالذات، كما استنتجت من المقال هو ما نمثله.
و”نحن”هنا قد تكون عينة لما هو أبعد من إسلامى مثل أن نكون: ( نحن العالم ‘الإسلامي’) بعض ما يلى:
(1) مقدمة منسلخة – وليست بالضرورة ممثلة- للعالم الذى كان يسمى ‘ثالثا”
(2) بديلا محتملا لتوجيه العدوان اللازم نحو عدو حقيقى أو وهمى حتى يستمر الدفع الحياتى لسيد مغرور
(3) بديلا حقيقيا يمكن أن يرث قيادة حضارة ظنوا أنهم وحدهم قادتها، حتى قيام الساعة، فراحوا يوقفون دورات التاريخ،
ليكن: ولكن ما ينبغى أن يشغلنا نحن العالم الإسلامى وما يشبهه هو أننا نعيش مأزقا هو حقيقى بقدر ما هو مفروض علينا، أفلا يجدر بنا أن يكون لنا رأى فيه؟ فهذا هو بعض اجتهادنا:.
1- ليست القضية قضية تنويريين ضد إرهابيين (ذكرنا ذلك فى العدد الماضى مباشرة، وغيره وقد نعود للتفصيل ولو كررنا).
2- ليست القضية قضية فقر ومشاكل إسكان وبطالة، وإن كان هذا بعض وقودها، لكن الوقود وحده لايحدث حوادث التصادم، إنه يحتاج أولا إلى سيارة، وقائد سيارة، وتوجه خاطئ، حتى يمكن للحوادث الخطيرة على الطريق أن تقع ‘هكذا’.
(ملحوظة: معظم من يسمون الإرهابيين عندهم مساكن، ولو عشوائية، ودخل، ولو طفيلى، فماذا عمن ليس عنده لا هذا ولا ذاك، وليس حتى إرهابيا بعد؟).
3- ليست القضية قضية محو الأمية (مثلا)، فما زلت أرى أن الأمية الآن تكاد تصبح دفاعا مناسبا ضد التجهيل المنظم بالكتابة السالبة، والمعلومات المنحشرة.
4-ليست المسألة نقصا فى الكفاءات ولا صلحا مع إسرائيل ..
…إلى آخر الــ ‘ليسات”التى سوف تنتهى بنا فورا إلى مواجهة السؤآل: إذن ما هى القضية؟
سألتنى محررة الواشنطون بوست عما ذكرت فى الأهرام ويكلى عن الحرية، وكيف أنها ليست موجودة لدينا فى مجال التعبير بالقدر الكافي.
وسألتنى عن تفسيرى لظاهرة الإرهاب ……..
وسألتنى عن توقعى لمسار ومصير مصر نتيجة للأزمة الراهنة ……
وسألتنى عن حقيقة الأزمة وكيفية الخروج ……..
ثم أضافت فى النهاية سؤالا اعتبرتـه هى سؤالا شخصيا: عن موقفى مما جرى ويجرى مع إسرائيل؟؟؟؟؟ (خذ بالك!!!).
ولا أذكر بم أجبتها ، وهى لم تكن تسجل الحديث بل كانت تأخذ ملاحظات مكتوبة، وهذا أخطر.
وقلت لنفسى بعد انصرافها إن قارئ هذه المجلة المتواضعة أولى أن يشاركنى بعض ما أجبتها به وزيادة.
أما عن الحرية فقد نبهتها أنها مقولة تستعمل من الظاهر فى أغلب الأحيان، وأنها ليست مرادفة للديمقراطية، وأنهم فى أمريكا ليسوا أحرارا لا بينهم وبين أنفسهم، ولا فى الشارع المستهدف من كل سكران وقاطع طريق، ولم أواصل لأعلنها برأيى فى البدعة الجديدة المسماة “حقوق الإنسان” التى ينبغى أن يخجل من ذكرها أى إنسان غربى ترك البوسنيين ينقرضون سنة 1994/1993 (لم يعد عندنا لهم كلام بعد ذلك، ثم بعد مذبحة الخليل: أنظر الافتتاحية اللاحقة) .
أما عما يهمنى الآن فى هذه الافتتاحية فهو مسألة تفسيرى للإرهاب. وكنت قد حضرت متحدثا فى ندوة فى معرض الكتاب، وزملائى وأنا قد انحشروا أو اختنقوا بين قوسين: (أحمد حمروش وبطانته، ثم حسنين هيكل وجوقته ومريديه) ونبهت فى تلك الندوة أن ثمة إرهابيين بين من يسمون أنفسهم التنويريين، كما نبهت لخطورة استعادة التاريخ بجموده، سواء تاريخ التنوير أو تاريخ السلف الصالح، ولم تسنح الفرصة -بسبب ضغوط مريدى هيكل ممن جاؤوا يستمعون إلى ما يعرفون غالبا- لم تسنح الفرصة للرد على سؤال يقول: كيف يكون التنويرى إرهابيا؟ مع أننى كنت مشوقا لإثارة هذه القضية بأن أشرح كيف أن ما يسمى العلم والمنهج العلمى كاد أن يصبح مقدسا يرهب به أى فكر أو منهج مخالف، فعذرا أيها السائل الفاضل، ولا أحيلك للمتحدث الوثائقى اللامع الذى تكلم بعدنا ليرد، كما جاءتنى ورقة تقول: إن ما أعلنته فى بداية الحديث من أنه لن يكون للقاء معنى مالم أخرج مختلفا أو يخرج بعض من سمعنى كذلك، جاءتنى ورقة تقول: فعلا لقد وصلنى ما غيرنى فأين أقرأ لك بعض ما عنيت تفصيلا؟ وهأنذا أتواجد فى هذه المجلة لأرد على هذا السائل الكريم ومثله، هكذا:.
نحن أمة أخرى: لسنا فرنسا ولا روسيا (ولا أمريكا طبعا لأنها ليست أمة بعد، هى دولة فى حالة تكوين أمة لم تكتمل).
لنا تاريخ آخر: ليس فخرا ولا تميزا.
ولغة أخرى: ليست عاجزة ولا تغيرت عبر نيف وعشرين قرنا من الزمان.
ودين آخر: ليس بالضرورة إسلاما أو مسيحية، لكنه دين يسمح بالامتداد فى ما بعد الإنسان الفرد، ويعطى الفرصة لحياة أرحب وأعمق وأطيب إيقاعا.
ولا يوجد عند هؤلاء السابقين الرائقين فى الشمال شيئا جاهزا يمكن استيراده كما هو (ترجمة أو تكنولوجيا أو مناهج بحث أو وسائل إنتاج) مما يمكن أن يحل مشاكلنا حلا سحريا (راجع ما تكرر فى السطورالسابقة: أخرى- آخر- أخرى – آخر).
وناسنا عامة، وشبابنا خاصة، يشعرون بذلك، بعضه أو كله، بوعى كامل أو ناقص، بفكر معلن أو مضمر.
والشباب إذ يشعرون بذلك بأى درجة على أى مستوى يحاولون التأكد من أبعاد ما يجرى، وما يخفى، فلا يجدون فى السوق إلا دعوة إلى التقليد، فيقلدون، ولكن وعيهم الظاهر والغائر لا يقتنع، ولا يشبع، فلا الذى يقلد الديسكو يـديـسـك بإبداع مناسب، ولا الذى يقلد البحث العلمى هو عالم راض عن حقيقة علاقته بالمعرفة، ولا الذى يقلد الرفاهية التكنولوجية بقادر على التمادى إلى غاية اللذة الحسية الخليقة بأن تطرح نفسها كهدف يسمى أحيانا – من باب الدلع أو التعمية- ‘الرفاهية’، وحين يفشل التقليد يبحث الواحد منهم – منا- عن مـحاور وحوار، عن واع وموجه، عن شريك ومـخاطر، عن وحيد ومغامر، يبحث عن كل هؤلاء حوله من بنى جلدته فلا يجد (عادة)، فماذا يفعل؟ ماذا يفعل؟ بالله عليكم ماذا يفعل؟، ينسحب ويصمت، لكنه مازال حيا يتحرك، ييأس ويصمت، لكن وعيه مازال يلح ويتكلم، يتجمد ثم يندفع ثم يقتل (دون أن يفقد الأمل فى الشهادة أو الانتقام !!! وكلاهما أفضل من الانتظار، والوحدة، والتقليد).
فتشخيص الأزمة يا سادتى – ويا سيدتى المحررة من الواشنطن بوست !! – هو كما تصورته هكذا:
أولا: مسافة شاسعة غير قابلة -على مدى الرؤية- للعبور الإيجابى:
المسافة الشاسعة تقع بين كل الأطراف وبعضها، تؤكد وتعمق استقطابات مباعـدة: (وسوف أستعمل العبارات الشائعة مع شكى فى الاتفاق على ماتعنى هذه الألفاظ):
بين التنويريين والمتطرفين،
بين الشارع والسلطة،
بين القول والفعل،
بين النظرية والتطبيق،
بين الدين والإيمان،
بين العمل والإنتاج،
بين التعليم والثقافة (= بين المدرسة .. والوعى الجمعي).
ثانيا: تسويات جاهزة: تؤدى إلى حلول وسط مائعة:
1- شوية دين على شوية علم (دولة العلم والإيمان).
2- شوية عروبة على شوية إسلام (تحيا الوحدة العربية، الله أكبر فوق كيد المعتدي!!).
3- شوية رأسمالية على شوية إشتراكية (الحزب الوطنى، المدعى الاشتراكي).
4- شوية تكنولوجيا على شوية حداقة (الاستعمالات الخبيثة للتكنولوجيا الحديثة: ربما مثلما نفعل نحن الآن مع هذه المجلة بطريقة الإصدار الجديدة: هكذا).
5- شوية جيش على شوية ديمقراطية ( أنياب الديمقراطية وخطب أسوان).
6- شوية نتائج علمية على شوية تفاسير سطحية للدين ( التفسير العلمى للقرآن).
7- شوية معلومات متراصة على شوية إحصاء على شوية توثيق، (البحث العلمى القابل للنشر بلا معنى ولا هدف ولا فائدة).
ثالثا: تحجيم الحوار، وحوار الصم، واللاحوار
كثيرة هى الندوات، واللجان، والمؤتمرات، والحلقات، وقليل تماما ما يصاحبها من حوار حقيقى يـخرج من الآخر آخر فعلا، ولكنها إما حوارات محجمة بالتكفير أو المنهج الجامد، أو بالاتهام بقلب نظام الحكم، وإما حوارات لا يسمع فيها مقترفها إلا نفسه، وإما لاحوار إطلاقا مثلما يحدث فى المؤتمرات المسماة العلمية حيث يتركون فى آخر كل جلسة خمس دقائق، (قال ماذا؟ قال) للمناقشة، مناقشة أبحاث ونتائج (قال: علمية) قدمها سبعة علماء طوال تسعين دقيقة مثلا!!!.
ولأضرب أمثلة محدودة للاجدوى مما يحلو لمقترفى ما يسمى حوارا أن يمارسوه:
1- الحوار الدينى المزعوم المرتبط بتكفير المرتد المزعوم: هو ليس حوارا أصلا.
2- الحوار العلمى المزعوم المقاس بمنهج واحد ثابت دون سواه: هو ليس حوارا أصلا.
3- الحوار السياسى المزعوم المنتهى إلى استحالة تغيير الحكم: هو ليس حوارا أصلا.
رابعا: إجهاض الإبداع
وهو نتيجة حتمية لما سبق، وقد تناولته هذه المجلة وتتناوله دائما. سألتنى تلك المحررة ‘الخوجاية”عما أتوقعه من مسار بعد هذه الأزمة التى صنفتها، وإن كان إصلاح حال مصر اقتصاديا، وإرساء قواعد السلام، والذى منه، سوف يحل المسألة حلا مختلفا عن السودان والجزائر مثلا، مشيرة إلى أن هذا التقدم التنويرى – برأيها -خليق أن يؤدى بنا إلى أن نكون دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، ومن ثم “برافو”علينا؟
فأجبتها أن لا، وأن مصيرنا الأقرب يقع بين قهر عسكرى صريح بديلا عن التلويح من تحت المائدة، وبين قهر دينى صريح بديلا عن الانقضاضات من جوف الظلام.
وحين نبهتنى إلى نظرتى السوداء، طمأنتها إلى قدرتى على التفاؤل غير المحدود برغم هذه الرؤية الواضحة، وإلا لما قابلتها أصلا، لأن كلا المصيرين الذين أشرت إليهما لهما عمر افتراضى كاحد ينقضى حتما، فأى منهما قد يتسلم الحكم عقدا أو أكثر من الزمان، لكنه سوف يتسلمه ليعلن بقية فشله لا أكثر ولا أقل، وأكدت لها أن الإنسان فى مصر وغير مصر هو قادر على استعادة نفسه، ومد جذوره، واستمرار حيويته وعطائه، بالرغم من النعام العالمى الجديد، وشركات السلاح والدواء، وحكاية الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإرهاب الاسلاميين والمنهجيين الناشرين المتحدين!!، بالرغم من كل ذلك فإن الإنسان قادر على اختراق كل زيف يغلف وعيه مهما طال الزمن (اللهم إلا إن كان قد آن له أن ينقرض)،
لم تسألنى المحررة: كيف، فحمدت الله لأنها لم تضطرنى أن أقول لها ما يجعلها تظن بنا الظنون، أقول لها وكأنى أمزح: بأن يعيش (يصدر) الإنسان حالة كونه يتطور (!!!)
هذا العدد:
ولعل هذا العدد يؤكد ‘نقلة ما”لم نكن قد تبيناها حين عودتنا بعد الكمون، ففيه من المسائل التى أشارت إليها الافتتاحية ما يكفى لإعلان أنه ‘فعل”لا كتابة:
وهو يبدأ بأطروحة رمضان بسطويسى عن الحداثة والجسد، فينبهنا إلى أن الحديث عن الحداثة وما بعد الحداثة عند العرب والمصريين هو حديث مختلف تماما عنه عند من استحدثوا هذا الاتجاه وذاك، فنحن لا نعيش تحديثا نابعا من قطيعة محددة مثلما حدث الحال فى أوربا، ذلك أننا لم ‘نتحدث”بنفس معنى تحديثهم حتى ننتقل إلى ما بعد الحداثة وهكذا، ويبرهن الكاتب على وجهة نظره بربط الوجود وحركية التقدم بضرورة النظر فى الفعل اليومى من واقع معايشة جسدية متكاملة حاضرة ومبدعة، الأمر الذى يمكن أن نحرم منه لو قفزنا إلى قضايا لم تنبع منا فى الوقت المناسب للظرف المناسب.
ثم يستدفئ إيهاب الخراط فى وهج نبوات النفرى، فنفرح فرحا شديدا حين يتوحد المصدر وتتنوع الرؤى، ونحاول أن نشير إلى أن أصل النص، الذى يعتبر المتن أحد تجلياته، قادر على توليد الرؤى بلا حدود ولا قيود، (فما بالك بالنص الإلهى !!).
ويمتلئ هذا العدد بأجزاء ثانية (تالية) لما ورد فى العدد الماضى، فنأمل أن يكون قارئنا قد وثق فى دقة التزامنا بالصدور فى المواعيد - رغم كل الصعوبات- وبالتالى يمكن أن يواصل معنا قراءة كل من: متابعة الحالة البينية التى بدأناها فى العدد الماضى، وبقية الدراسة الموازية بين أمثال البحرين وأمثال مصر، ثم الفصل الثالث من الناس والطريق.
وتستمر الأبواب الثابتة القديمة من حيث المبدأ، فباب الحوار ظهر معاندا، وإن اقتصرنا فيه على حوار داخلى بين التحرير وبعضه (زرزور *==* الرخاوى) ثم حوار آخر مع الابنة التى فقدنا خطابها فى العدد الماضى: شيرين تهزج من كوم أمبو.
ونفتعل من خطاب جاءنا من محمد جاد الرب ما نملأ به باب ‘مقتطف وموقف’.
ويستمر باب مقتطفات علمية وإن كانت تنقصه هذه المرة مقتطفات محلية نعد بها فى العدد القادم.
ومع كل هذه الأبواب الحوارية نكرر دعوتنا للقراء للإسهام كل من موقعه.
ويعود إلينا، كما يحل علينا، أصحاب الأقلام والتجارب الأدبية بما نرجو أن نتميز به، الجدة قبل الصقل، وقد نقصنا هذا العدد ما هو نقد أدبى مباشر، رغم دراسة رمضان بسطاويسى عن الحداثة، وأردنا أن نتورط لنؤكد محورية هذا الباب فى تركيب هذه المجلة، فخاطرنا ببداية غير مسبوقة، وهو أن نواكب عملا أدبيا أثناء نشره مسلسلا قبل أن يكتمل، وفضلا عن جدة التجربة فهى قد سمحت بتحية هذا الهرم المصرى المعاصر نجيب محفوظ أول من رد على العدد الأول لهذه المجلة (مجد 1 عدد 2 1980)
أما الأبواب الجديدة حول الندوات والموسوعة، فهى أيضا ممتدة برغم أننا اكتشفنا أن الندوة الواحدة ( وليس الندوات الثلاث مجتمعة) قد تحتاج إلى باب بأكمله دون نقصان، ويمكن أن تعتبر التساؤلات حول ندوة ‘إسلامية المعرفة”مقالا مستقلا مثلا وإن كان مقالا تساؤليا لا تقريريا، إن صح التعبير.
ومع مراجعتنا للموسوعة وتأكدنا من صعوبة المادة المقدمة وفائق تخصصها، قلنا ننشيء بابا جديدا عكسها ومكمل لها فى آن، فأسميناه “محو الأمية (النفسية)، ووضعنا النفسية بين قوسين فربما يسمح هذا الباب مستقبلا بمحو أميات أخرى نرى أنها أصبحت تمثل عائقا ضد المعرفة الموضوعية عامة، ونخص بالذكر الأمية الفلسفية والأمية المنهجية .. إلخ، ونأمل أن يتناول هذا الباب أخطر المسائل بأبسط الوسائل، وقد تصورنا أن هذا هو بعض أوجه التحديات التى علينا أن نخوضها. فهل ننجح؟
كلمة أخيرة :
أثناء إعداد الغلاف توقفنا عند صفة هذه المجلة : علمية ثقافية ، ولم نستطع أن نتبين أين يمكن أن نندرج بهاتين الصفتين بعد أن تشوه أوتغير مضمونهما إلى الدرجة التى دفعتنا إلى مراجعتهما المرة تلو المرة
فاستبدل رئيس التحرير – باندفاعته المعهودة – الصفتين هكذا: مجلة فعلية حياتية ، وتناقشنا، ولم يقتنع أحد بأن مجرد تغيير كلمتين -هكذا- سوف يحمل للقاريء الرسالة المراد توصيلها، ورفض الأغلب إلا أن نتميز بما يميزنا لا بكلمتين على الغلاف، ولم يقتنع صاحبنا
ثم إذا بنا والمجلة تهم أن تصدر نجد الكلمات قد تغيرت إلى ما يركز على موقفها النقدى
وقد اعتاد الناس أن يسمعوا عن ما هو نقد أدبى، لكن أحدا لم يسمع عن ما هو نقد علمى، مع أن العلم لا يكون علما إلا إذا كان قابلا للنقد، ليس فقط للنقد بعلم لاحق، ولكن لا بد أن يكون موضع نقد من الأحياء الذين يصب فى حياتهم بشكل مباشر، يمتد نشاطنا النقدى إلى مجال الثقافة: الثقافة بمعناها الضيق فيما يتعلق بالأدب خاصة، ثم الثقافة بمعناها الواقعى الذى يشير إلى جماع الوعى، وخشية ألا يكون المعنى الأخير واضحا أضفنا أيضا كلمة الحياة (لتشمل صفة النقدى:الحياة) ، ولعل السائل يسأل ما هو الموقف النقدى للحياة ، ونرد ما تعلمناه من مقتطف علمى أجلنا نشره إلى العدد القادم يتناول إشكالة الطفل حين يسأل والديه أو من حوله : لماذا أنا هو أنا Why am I me ? ألا يجدر بنا أن نتعلم من هذا الطفل الموقف النقدى للحياة ؟ ثم أليس ما نفعله هنا هو هذا تماما .
افتتاحية أخرى لاحقة ولازمة:
النذير وقائمة الاتهام
بعد هذه المجزرة (90 قتيلا وخمسمائة جريح فى الحرم الإبراهيمي)، لم يعد هناك مجال للانتظار، بل لإعادة النظر
…كل هذه النذالة والناس سجود!! أخشى أن يقول الناس ضعيفوا الإيمان أين الله يحمى من سجدوا له!!؟ أخشى أن نتصور أن الموضوع بعيد عن مصير ينتظرنا جميعا، هذا الذى حدث يحدث فى واحة الديمقراطية يا أمريكا ، ثم تشجبه يا سيدى كلينتون بأشد لهجة ، هكذا قالت وكالات الأنباء، شكرا جزيلا، ذلك لأننا كنا نتصور أن تحيزك القديم أو المحتمل -عذرا لسوء الظن – سوف يجعلك تشجب هذه المجزرة بلهجة متوسطة أو هادئة، لكن مصداقيتك وعدلك وموضوعيتك جعلتك تشجبه بأشد لهجة ، هذا هو ما ينبغى فعلا، ألم تعامل العراق حين اعتدى على بلد مجاور صغير بنفس الأسلوب فسحقته بأشد هجمة، ثم رحت تجرده بالتعاون السلبى مع حكامه من كل مقومات تسمح له – بعيد الشر- بالرد على من اعتدى على الحرم الإبراهيمي.
ولكن لنرجع إلى تخصصنا، هذا الرجل الطبيب الإسرائيلى النذل ليس مجنونا، لأن كل من أنشأ هذا البلد المسمى إسرائيل (الرمز المصغر للنظام العالمى الجديد/ القديم ) تصرف نفس التصرف تحت سمع وبصر العالم، وأمريكا تصرفت نفس التصرف فى العراق تحت سمع وبصر العالم ، وروسيا (وليس الصرب) تصرفت نفس التصرف فى البوسنة، فلو حكمنا على هذا السفاح بالجنون إذن …(إستنتج أنت من فضلك وعيب تقول على نظام عالمى أنه مجنون !!!)
وحتى لو كان مجنونا، فبالرغم من أن الجنون حدث فردى إلا أن المجنون إنما يعبر عادة عن وعى جماعى يسود مرحلة بذاتها .
ولنا أن نتصور لو أن هذا الحادث قد حدث هنا فى مصر فى كنيسة أو كنيس، هل كان السيد كلينتون سيكتفى بالاستنكار الشديد جدا والتأثر الذى هو تأثر فى غاية التأثر؟ أم أن الإنذارات السرية والعلنية كانت ستوجه، والمعونات سوف تقطع، والسياح سوف يمنعون من الحضور لأن بلدا لا يستطيع أن يحمى ستمائة ضحية منهم مائة قتيل من إغارة فرد واحد لا يستطيع أن يحمى زائريه إلى آخره إلى آخره، ألم يسأل متمسلم من هؤلاء الذين يحاربون السياحة فى بلدنا لماذا يتدفق السائحون إلى إسرائيل بمعدلات أكبر وأكبر مع وجود كل هذا الجنون وهذا اللاأمان هناك ؟ ألم يسأل نفسه من يخدم؟ ولمن يقدم المبرر لخراب بيوتنا؟
ومرة أخرى أقدم للقارئ معلومة علمية دالة: فالمجنون والمجرم لا يتحركان إلا فى مساحة مسموح بها من الوعى الجمعى، صحيح أن المجنون يتخطى المألوف، والمجرم يكسر القانون ، لكن هذا وذاك يعقدون معاهدة سرية مع المساحة التى يتحركون فيها حين ينطلق الجنون أو ترتكب الجريمة، والمجنون والمجرم عندهم من الروادع الخاصة ما يمنع فى أغلب الأحيان من التمادى المطلق إلى ما بعدها، صحيح أن ثمة حالات نادرة تتخطى حتى مجرد الخيال، لكن ذلك أيضا يتم فى سماح سرى من الوعى العام، كتب هنرى إى (أعظم طبيب نفسى/ فيلسوف فرنسى فى هذا القرن ) رأيا عن الجنون والعصر الحديث، كان ذلك فى الخمسينات وتكلم فيه عن أن الجنون لا يتم إلا حين تكون هناك درجة من الحرية تسمح للإنسان أن يجن، أما محتوى الجنون فهو إعلان عن محتوى الفكر المتاح
إذن هذه الجريمة هى الفعلنة acting out التى فضحت النظام العالمى الجديد، فهى تجسد عيانيا وبشكل مباشر معلنة أن : هذا هو النظام العالمى الجديد
ثم لنا أن نتصور ماذا يكون الحال بعد رحيل الجيش الإسرائيلى تحت وهم الحكم الذاتى، ألا يدفع مثل هذا الحادث لو حدث حينذاك إلى إعلان عجز السلطة الفلسطينية المتواضعة عن حماية المسلمين والفلسطينيين، فما بالك بحماية المستوطنين ..إلخ
أكتب هذا الكلام فى 1/3/1993 والمجلة مضطرة للمثول للطبع، لتخرج فى ميعادها لأننا لا نملك رفاهة الطبع السريع ، ومهما حدث من تسلسل للأحداث فلن يغير من الأمر شيئا ، لن يغير ما حدث، ولن يمنع مثله : لا إرساء سلام مستحيل، ولا اتفاق على حكم ذاتى مشلول، ولا اعتذار ولا تعويض ولا ولا ولا ولا
قائمة الاتهام :
مستحيل أن يقوم بهذا العمل فرد وحده ولو كان مجنونا
مستحيل أن يدخل المسجد فرد بملابس الجيش الإسرائيلى فى الفجر والمصلون سجود دون سماح مدبرمن رجال الأمن
مستحيل أن يرتكب هذا العمل من يتصور أنه أو ذويه يمكن أن يصيبهم ما أصاب ضحاياه أو أن ثمة عقاب حقيقى سنتظره
إذن، فثمة شركاء منهم ، من أول من أقام المستوطنات أملا فى إبادة أو ترحيل أصحاب الأرض، حتى رئيس الوزراء كاسر العظام ومراوغ المباحثات
لكن مستحيل أيضا أن يتم هذا العمل إلا مع من يستحق أن يناله، لا جزاء لما اقترف، ولكن إعلانا لمذلته وهوانه، نحن الذين هنـــا هكذا، وضعفنا هكذا ، وكسلنا هكذا ، واستسلمنا هكذا ، فكان هذا الذى كان، وسيكون
وليس معنى هذا أننى مع الكفاح المسلح المزعوم على طول الخط،
ولست مع أن تقوم مصر- كالعادة- بوظيفة الجندى الحارس غير المأجور لمن ينفخ فيها زعيمة تعفيه من مسئولية الدفع والحرب والكرامة.
ولست ضد السلام، لا سلام كامب ديفيد، ولا سلام النرويج ، ولاسلام الواق الواق
أنا مع إعلان الهزيمة بإعلان السلام ، وكان هذا هو الواجب من قديم
والهزيمة – لا النكسة- هى التى تفيق الشعوب
فكما أن الموت هو أصل الحياة ، فالهزيمة هى فرصة الإفاقة
السلام المؤلم القبيح هو فرصتنا الأساسية لنرى حجم هزائمنا المتلاحقة، وبعده، ومعه ، يمكن أن ندرك من مثل هذا وغيره مما سيحدث وأكثر، ندرك ماهية الصهيونية وماهية أمريكا وماهية روسيا وماهية النظام العالمى الجديد
هذا السلام الغبى ذو الرائحة الكريهة هو الذى سيضعنا أمام السؤال الكبير : هل نستحق الحياة أصلا؟ هل نحن نسعى للحصول على مؤهلات الكرامة بالإبداع والإنتاج، أم أنهاالتبعية والكذب والاغتراب بقية حياتنا
وإذا كان المتهم من جانبهم ليس فردا، وإنما هو جماعة ودولة، فإن ثمة مشاركين فى الجريمة على الجانب الآخر،.
نحن متهمون كذلك،
وأنا شخصيا لا أشير بأصابع الاتهام إلى من وقع اتفاق غزة وزفت، ولا إلى من وقع وثيقة كامب نيلة، ولكن قائمة الاتهام التى قفزت إلى وعيى وأنا “هكذا”هى:
1- كل من أضعفنا اقتصاديا وإنتاجيا وإبداعيا، سواء بطلقة على سائح أو خفير نظامى، أو بأن تمسك بالسلطة الأبدية فراح يحكمنا دون مشاركة، وجثم على وعينا سنين عددا دون وعى مستقبلى بحقيقة الفراغ والضياع
2- كل من أعطى أو حصل على تعليم بلا معنى، وشهادة بلا محتوى،
3- كل من قام ببحث لمجرد أن يحظى ببركة النشر
4- كل من اشترى بملايين أو مليارات الدولارات آلة عملاقة أو جهازا رصينا لمجرد أن هذا هو المطلوب للمعاصرة، وهو متغافل عن إعادة النظر فى حقيقة الاحتياج وكرامة الوجود اللازمين للشخص العادى فى الشارع العادى.
5- كل من نال جائزة أو فخر بجائزة بعد اضطراره لنوالها ( أو أجاز جائزة) تعلن القاعدة القديمة “أن من لا يملك يعطى من لا يستحق”وتعديلها ‘أن من لا يبدع يكافئ من أخفى عجزه ممن هو مثله”
6- كل من انتمى إلى قيمة الرفاهية هدفا أولا وأخيراونحن لم نحقق بعد قيمة الكفاف
7- كل من خدع الناس بلافتات كاذبة يعلن فيها انتماءوه إلى الكونجرس الفلانى والمجلس العالمى العلانى، والمؤتمر الترتانى ، وكأنه بذلك أضاف علما أو حقق إنجازا
8 – كل من استكان إلى كسله يجتر أفكارا لم يولدها ، إذ يكرر ما يلقى فى قحف رأسه من بقايا التاريخ وفضلات “بلاد برة”
أنا منفعل؟ نعم
أعمم حتى قد تضيع مسئولية ذلك المجرم النذل؟ نعم
ذلك لأننى إذا كنت لا أستطيع أن أحاكم هذا السفاح الوغد، ولا يكفينى أن يعدم هو وكل أهل مستوطنته، بل وكل أهل بلده ، فلأحاكم نفسى وأهلى أولا وجميعا
ثم إنه حتى لو حكم بالإعدام على كل أهل مستوطنة هذا النذل، حتى لو أزيلت كل المستوطنات من الأرض المحتلة، حتى لو أزيلت إسرائيل نفسها وظللنا نحن هكذا هكذا تماما، فسوف نخلق من بيننا، ومن نفاياتهم ومجرميهم إسرائيلا جديدة، وطبيبا جولدشتيانا جديدا، ومذبحة جديدة.
فانتبهوا
من يهن يسهل الهوان عليه
وبعد دعونا نتساءل:
هل يجرؤ أحد منا بعد ما حدث أن يقتل مساعد شرطة فى أجازة (مهما كان السبب أو وضحت الفتوي) ؟
هل يجرؤ أحد منا بعد ما حدث أن يشغل وقته بقضايا حلال أو حرام (من مصادر لفظية فى الكتب دون الحياة) بديلا عن عمل وإبداع
هل يجرؤ أحد منا بعد ذلك أن يتباهى بإضاعة عقله ووقته ووعيه فى القيام ببحث لمجرد أن سادته الفرنجة قد قبلوا نشره منسقا بلا معنى ولا هدف
هل يجرؤ رجل سلطة أن يخربها بالقوانين الهابطة بالمظلات، والمبانى والمكاتب الرسمية المليئة بالكذب، والانتخابات التمثيليات التوصيات المصالح ؟
إذا استمر بعد ذلك كل ذلك كذلك ، فانتظروا إنا معكم منتظرون
وسوف أدعو ربى حينئذ بهذه الدعوات :
خذنا ربنا بنازلة لا تبقى ولا تذر
خذنا ما دمنا لا نستأهل أن نحمى أنفسنا بما ينبغى كما ينبغى
خذنا ليتمتعوا هم بنظامهم العالمى الجديد ، ولربما يستديروا ثانية على بعضهم البعض بعد اختفائنا
خذنا بدل أن تعاقبنا بأن تدعنا هكذا بين أيديهم يحصدوننا هناك ونحن سجود، ويغتالون أبناءنا هنا فى دورهم أو وهم فى طريقهم إلى ذويهم
ما هذا بالله عليكم؟
بالله علينا؟
ماهذا يا ربنا العزيز ذا الجلال والإكرام؟
ما هذا فى هذه الأيام المفروض أنها مباركة؟
أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو هو الحى القيوم وأتوب إليه.