مفهوم الصحة النفسية من وجهة نظر إكلينيكية
مفهوم الصحة النفسية
وعلاقته بالإبداع والإيقاعى
An evolutionary stand-point through clinical approach
The Concept of Mental Health
in relation to creation and biorhythm
مقدمة:
لا يحتاج الأمر إلى الاعتراف بضرورة تحديد الخط الفاصل بين السواء والمرض النفسى. هو أمر صعب، لكنه أمر لازم للتعرف على ماهية ما نسمية مرضا، ليس فقط للتشخيص، بل وأيضا أثناء العلاج حتى نعرف متى زال هذا العارض الذى سمى مرضا. تظل المسألة بنفس الصعوبة مهما تحددت أهميتها. فى الطب النفسى لا توجد مقاييس محددة كحد فاصل بين السواء والمرض مثل التخصصات الأخرى. ضغط الدم العادى 80/120، من ضغطه أعلى من ذلك كثيرا يقال إنه مصاب بمرض ارتفاع فى ضغط الدم،وكذلك درجة حرارة الجسم(37). وتصبح المسألة أكثر صعوبة حين يثار الشك فى سوء استعمال الطب النفسى بواسطة السلطة السياسية. وفيما يلى نقدم تطورات وجهة نظر مصرية حول هذا المفهوم ‘الصحة النفسية’. |
Introduction:
It goes without saying that it is necessary to delineate mental health. This has been، an extremely difficult task. Nevertheless it is as essential as ever to try to identify who is healthy and who is ill. It is not only necessary to put a diagnostic label but it is also indispensable along the march of treatment in order to identify improvement or recovery. In psychiatry there are no standard norms as is the case in physical medicine (Norms such as body temp 37C ، normal blood pressure is 80/120 or normal blood count such and such). Thus things become more difficult in medicolegal setting. The evolution of an Egyptian point of view is introduced، in stages، as follows. |
|
المستوى الأول:
مستويات الصحة النفسية على طريق التطور الفردى قدم الكاتب سنة 1972 مقترحات لتعريف الصحة النفسية تعريفا يصلح لاحترام المستوى الثقافى والاختلافات البيئية معا، إذ يتجنب هذا التعريف المتدرج بعض المغالاة التى يوحى بها التوصيف المثالى للصحة الإيجابية (مثل الذى قالت به منظمة الصحة العالمية)ذلك التوصيف الذى يحتاج إلى سمات وميزات يصعب التعرف عليها فى مجتمعاتنا بظروفها الخاصة، وقد حاول بذلك تجنب الوقوع فى تحديد الصحة من منظور إحصائى بمعنى أن الصحيح هو من يكون مثله مثل أغلب الناس، أو بمحك ملتبس مثل استشارة طبيب من عدمه، بمعنى أن المريض هو من يذهب للعلاج عند طبيب نفسى. كذلك فإن تحديد المرض لا يتوقف على مجرد وجود أعراض نفسية من عدمه. لكل ذلك قدم المؤلف فرضا باكرا مبنيا على المفاهيم الأساسية التالية: (1) على الرغم من الاتفاق على أن الصحة النفسية تتوفر بوجود ثلاث قيم أساسية هى: (ا) الرضا، (ب) التكيف، (جـ) العمل، فإن معانى وترتيب هذه القيم تختلف حسب درجة النضج ومستوى التطور لكل فرد على حدة. (2) إن كل مرحلة من مراحل النمو (الممتد من الميلاد حتى الموت) لها من المواصفات ما يحقق التوازن اللازم للمرحلة، وذلك من خلال عمليات وآليات تختلف أولوياتها ومدلولاتها فى كل حالة ومرحلة. (3) يوجد على مسار النمو الفردى ثلاث مستويات للتوازن المرحلي، وكل منها يمثل مرحلة من مراحل النمو تعلو إحداها الأخرى. يفــتـرض هذا الفرض ما يلى: 1- إن كل طور من أطوار النمو له عملياته وآلياته التى يمكن أن يحقق بها التوازن حسب المرحلة التى يمر بها الفرد، والتى تحددها السن، والاحتياجات، والخبرة،وطبيعة التربية، وفرص الإبداع. 2- إنه يوجد على مسار النمو ثلاث مستويات تصاعدية – على الأقل – يتحقق فيها التوازن بطرق مختلفة عن بعضها البعض. 3- يفترض أن كل فرد لديه آليات ثلاث لتحقيق التوازن فى مرحلة بذاتها. هذه الآليات هى: (1) آلية الدفاعية (الحيل الدفاعية) (2) آلية المعرفة (الرؤية والدراية)، (3) آلية الإبداع (الدهشة فالتفكيك فإعادة التركيب). 4- وبقدر غلبة إحدى هذه الآليات حتى تصبح سائدة أكثر من الأخريتين تسمى المرحلة باسم الوسيلة الغالبة المسئولة عن تحقيق التوازن كالتالى: |
First Level:
Levels of Mental Health along the Individual’s Evolution An early hypothesis (1972) was suggested introducing different levels along the march of the individualصs evolution to identify differential ordering of mental health. This was inspired from certain cultural considerations. The author believed that through such an ascending order one could avoid idealistic definitions (like that proposed by WHO defining positive mental health). Also، one can avoid identifying mental health in statistical terms ( = to be healthy is to be like most others) nor as judged by whether the sufferings have reached a consulting level or not، you are healthy so long as you are not under medical care) and also not dependant on the presence or absence of symptoms. The basic considerations of this early hypothesis are: (1) In spite of the fact that three main criteria are essential to judge one as mentally healthy، viz (a) work، (b) satisfaction and (c) adaptation، the meaning and significance of such criteria differ according to the stage of growth and level of evolution of a particular individual . (2) Every stage of development achieves its balance through different devices and processes which vary in priorities as well as in significance according to the case and stage. (3)There are three hierarchical levels of equilibrium along the individual’s evolution The hypothesis reads: 1-The nature، order and extent of devices used in each stage to achieve the required equilibrium depends on the specific stage of growth، particular needs and surroundings including facilities permissiveness and chances. 2- There are at least three ascending levels of harmony along the ascending march of growth. 3- It is assumed that each individual has three essential devices whereby he could achieve harmony in a particular stage. These devices are mainly (1)defensive mechanism (2) cognition، awareness insight and (3) creative activity. 4- Each stage of equilibrium is determined and named by the dominant device responsible for the harmonious equilibrium. at this particular stage. The suggested levels are as follows: |
|
المستوى الدفاعى :
هو المستوى المبدئى الذى يحقق التوازن بغلبة نشاط الحيل الدفاعية، وهنا تصبح الرؤية عبئا على التكيف وبالتالى تقوم الدفاعات النفسية بوظيفتها بشكل ناجح ، إذ تخفف من حدة الرؤية، إلا أن تنقلب البصيرة إلى حيلة العقلنة ولا تعتبر الميكانزمات الدفاعية علامة مرضية إلا إذا حالت دون استمرار النمو الفردى كما يظهر فى شكل أعراض معيقة أو مشوهة. المستوى المعرفى (مستوى الدراية/البصيرة) مع اضطراد النمو تصبح الوسائل والحيل الدفاعية غير كافية وحدها، ولا هى مناسبة لتحقيق التوازن على مستوى أرقي، فينتقل الفرد خطوة إلى تحقيق التوازن،، بالرؤية المعرفية (الدراية/ البصيرة،) وبالتالى تقل حاجة الفرد لاستعمال دفاعات مفرطة،. وهكذا يتم تصعيد توازنه بغلبة البصيرة والمعرفة على كل من الدفاع والإبداع، ويكون إبداعه – إذا حدث – فى هذه المرحلة من النوع البديل (المنتـــج رمزا، وخارجه) أكثر منه موقفا كيانيا لإعادة تنظيم ذاته، أو تأصيل وإبداع وجوده متجددا على مسار اتساع (امتداد) الذات. المستوى الإبداعى: مع مزيد من اضطراد النمو والتطور الفردى لا تعود الرؤية (البصيرة) كافية لتحقيق التوازن، وما لم تنقلب إلى عقلنة دفاعية (حيلة عامية رغم ظاهر الفهم والـمنطقة) فإنها تصبح مصدرا لاحتمال فقد التوازن الذى يدفع بدوره إلى البحث عن توازن على مستوى أعلى. مع اضطراد مسيرة النمو يتهدد التوازن مرة أخري، فيلجأ الفرد إلى إعادة التوازن بممارسة أعلى: إما بالإبداع الذاتى والإنتاجي، أى أنه يمارس إبداع ذاته (إعادة الولادة، وإعادة تنظيم الذات) أو بتحقيق ناتج إبداعى فى الفن أو الأدب أو العلم أو بهذا وذاك. وهنا أيضا تقوم الحيل الدفاعية بدور متواضع، ولا تتوقف البصيرة عند كشف الداخل والخارج، وإنما تصبح حافزا للتغيير، وكذلك تصبح ضمن أدوات الإبداع ( أنظر شكل 3/1). يعتبر هذا الفرض نشأة المرض النفسى (مستبعــدا المجموعة العضوية) ناتجة عن أى مما يلى (أو منها مجتمعة بنسب مختلفة): (ا) إما من دوام فرط استعمال آلية دون الأخرى وبالتالى العجز عن الانتقال من مستوى فى التوازن إلى المستوى الأعلى. (ب) أو التوقف فى وسط أزمة النمو،وإطالة الآلام (الأعراض) دون تقدم أو تأخر. (جـ)أو إجهاض نبضة النمو، فالنكوص. على أساس هذا الفرض يمكن أن نتصور الأمراض النفسية مظهرا لما يلى:
(ا) توقف النمو من البداية : نتيجة لـفرط استعمال آلية معينة فى التوازن بطريقة لا تسمح بالانتقال إلى ما بعدها، وأيضا لمدة أكثر مما هو مناسب. (2) آلام النمو : أثناء الانتقال من مستوى إلى مستوى لـتحقيق التوازن مما يمكن اعتباره مضاعفات أزمات النمو ذاتها، أو ما يقابل آلام النمو ومضاعفاته. (3) عكس النمو فانحرافه زيفا وتدهورا : بعد إجهاض النقلة إلى أعلي، ومن ثم السير فى مسار بديل فاشل (مثل النكوص والتدهور وشبه الإبداع الزائف بدلا من التطور والنماء والإبداع الخلاق). يمكن تقسيم الأمراض – على ذلك – إلى مستويات (ا) جمودية و(ب) مؤلمة ، و(جـ) تدهورية. هذا ما يقابل مستويات النمو التصعيدية، نورد فيما يلى بعض الأمثلة التى تظهر كيف أن كل مستوى من مستويات النمو يقابله مستوى مرضى مقابل: (1) استمرار فرط (وسوء) استعمال الدفاعات هو السبب فى أمراض المستوى الأول ‘أمراض المستوى الدفاعي’ (العصاب واضطراب الشخصية). (2) فرط (أو سوء) استعمال الرؤية إذ لا تستغل فى الدفع إلى الخلق والتغيير، بل للنظر والتثبيت تهوينا وعجزا وشكوى دراية غير محتملة. مما يمكن أن يسمي’أمراض الرؤية مثل الاكتئاب الأصيل. |
The defensive level :
At this level the equilibrium is achieved through optimum usage of the appropriate defensive mechanisms.Excessive truthful awareness is intolerable at this stage. Mental mechanisms are partly functioning through dilution of painful awareness. The use of mental mechanisms is not considered pathological unless it is used excessively becomming handicapping، mutilating or symptomatizing. The cognitive (insight/ awareness) level: With the march of growth the more the individual develops insight the less he needs to use mental mechanisms. At this stage mental mechanisms become less and less needed as well as much less competent. More insight and deeper awareness develop. The insight at this level serves more for knowing about ones self rather than motivating creative changes Insight becomes the main source of achieving equilibrium. Creation،at this level، is a sort of innovating original symbolic achievement in many a domain. It is not centred on creating oneصs self along growing self expansion . The creative level : By the ascending march of growth، this type of relatively intellectual awareness and insight proves insufficient to achieve crescendo harmony. Unless it is transformed into intellectualization defence (i.e. retreat to the previous lower defensive level)، It changes to a source of loss of equilibrium which in turn leads to a search for equilibrium on a higher level With the progressive march of growth the existing equilibrium is threatened. A higher level of equilibrium has to be achieved. The harmony could now be achieved by the increasing use of creative devices along with variable degrees of genuine insight as well as certain necessary defences. Creative activity here is not restricted to creative production. It is essentially a source of recurrent rebirth and genuine fresh living. Insight is not limited to be aware of what is there، but to change it in a creative manner. This hypothesis supposes that mental illness (apart from the so called organic categories) occurs (if): (a) if certain devices are used extensively or last beyond the period necessary for its optimum use. (b) if the growth stops in the cross roads of the crisis. (c) if the growth is aborted and regression sets in. Accordingly ، mental disorders، excluding organic mental illnesses، could result from: (1) Cessation of the march of growth due to overuse of a specific device beyond the need to do so. This would impede or prevent even a trial to resume growth. (2) Growth pains : during the transformation crises to achieve equilibrium at a higher level، suffering could be too severe to bear، hence symptoms set in. (3) Inversion and deviation of growth march resulting in deviation and deterioration or being replaced by false pathological equivalent. Regression and pseudocreation are examples. Accordingly one can classify mental disorder into (a) Consolidating disorders (b) Painful disorders and (c) Deteriorating disorders. Certain example are illustrative where each level of health has its corresponding level of disorders، for example: (1) Lasting overuse of certain defences would lead to most types of neuroses and personality disorders. (2) Morbid non-motivating insight could be associating with handicapping morbid awareness i.e. static psychic pains associated with devaluation and complaining of unbearable awareness. This could be calle insight disorders such as genuine depression. |
|
(3) ثم إن فرط وعشوائية وسوء استعمال ما يشبه الإبداع إنما ينتج الإبداع الضلالى (حالات البارانويا) أو الإبداع المتناثر العشوائى فى حالة الفصام)
إن ما أسميناه ‘أزمة تطور’ ليس حادثا طارئا يحدث فى ظروف استثنائية، بل هو القاعدة التى لا يمكن أن يتم النمو إلا من خلالها. وهى تحدث لكل الناس، سواء أدركناها فى بؤرة الوعى أم لا. إن الانتقال من مستوى إلى آخر يتم تلقائيا. إن الفرد ينتقل من مرحلة إلى مرحلة لما يلى: (1) أن تكون المرحلة الأولي(الأدني) قد استنفدت أغراضها، بمعنى أنها حققت كل ما يمكن تحقيقه لا أكثر، مع استمرار النمو تلقائيا. مثلا أن تكون الحيل الدفاعية قد نجحت أن تحمى الفرد من التوتر والمواجهة بدرجة أعطته جرعة كافية من الأمان، تسمح بالإغراء بنقلة تقدمية، وفى نفس الوقت لم تعد تصلح أن تستمر الدفاعات بنفس الدرجة التى كانتها. (2) أن تكون المرحلة الأولى قد أنهكت ، ربما من خلال فرط الاستعمال، فتضعف آلياتها ، وبالتالى تحتاج إلى نقلة تستعمل فيها آليات أخري، ربما أقدر، وإن كانت أكثر مخاطرة وإيلاما. (3) أن تكون قوى النمو الطبيعية قد تحركت تصعيدا بحيث تصبح الحاجة إلى نوع أعلى من التوازن أمرا بدهيا. يتم كل هذا بسلامة نسبية إذا حدث: (ا) فى الوقت المناسب (ب) بجرعات محتملة (جـ) فى ‘وسط’ متفاهم فإذا حدث عدم تناسب بين هذه المتطلبات وبين اندفاعة التغير، أو إذا حدث سوء توقيت للاقدام على أزمة التطور ومساره، فإن فشلا محتملا يظهر فى صورة: (ا) فرط التخلخل والمعاناة أثناء الأزمة (ب) فشل النقلة والتراجع المرضى أو طرح البديل المرضى لنفس المرحلة (مثلا الاكتئاب بدلا من التوازن البصيرى المتألم ) هذا ولا تعلـن أزمة التطور عن نفسها باعتبارها إيجابية التوجه من حيث المبدأ، ذلك أن عشرات العوامل تتداخل لتسمح أو لا تسمح بظهور مظاهرها وتوجهاتها . إن النقلة نفسها (أزمة التطور) قد تظهر باعتبارها مرضا قبل أن تفشل أوتنجح، لذلك تسمى – من منظور الفكرالتطوري- ‘الأزمة المفترقية’ طالما لا نعرف مآلها مقدما. |
(3) The negative outcome of pathological pseudo-creation may be represented as delusional formation (paranoid creativity) or chaotic haphazard creativity in schizophrenia.
What is called evolutionary crisis is not a casual incidence that may or may not occur for certain individuals. It is a must as a phase along the march of growth with or without being in the focus of awareness. To pass from one level of equilibrium to a higher one is natural and spontaneous. The growth crisis sets in when : (1) The existing level of equilibrium has fulfilled its function to the expected extent. For instance، defence devices have achieved alleviation of tension and avoiding confrontation to a degree that allows a satisfactory degree of confidence، hence enhance some further motivation. At the same time defences are no longer equilibrating as they used to be. (2) Exhaustion of the existing stage ، perhaps due to over use of its devices with increasing impending failure. This necessitates a search for more competent devices even، though they seem to be new and not without danger. (3) Reactivation of natural unfolding of growth asking for a higher level of equilibrium. To pass through such crises relatively safe، certain conditions are required: (a) proper timing. (b) fractionated dosing (c) appropriate milieu. If the crisis is mal-timed or occurs in unfavorable circumstances، failure is to be expected in the form of (a) Marked suffering due to temporary (or lasting) disequilibrium (b) Failure leading to abortion of growth and regression or to the pathological equivalent (e.g depression in stead of painful insightfullness There is no guarantee to insure that an evolutionary crises would have a positive quality. Innumerable variables are responsible for its outcome. The crisis itself may be associated with certain symptoms that justifies considering it as some sort of illness which is better labelled as cross-roads crisis so long as one does not know what is next. |
|
المستوى الدفاعي
Defensive Level |
المستوى المعرفي
Cognitive Level |
المستوى الخالقى
Creative Level |
التكيف:
ويعني- هنا – التشكل مع المجتمع و مجـــاراة القيـــم الســائـــدة كما هي.
Adaptation:To go along with the common traditons as they are.
العمل: ويتجه -هنا- أساسا لإرضاء الدوافع الأولية, والاستغراق فى اقتناء الممتلكات الرمزية والتأمينية
Work : Work here is directed mainly to satisfy basic needs and to be rather alienated in collecting status symbols or security tools.
الرضا: ويتصف - هنا- بتجنب الألم, والحصول على اللذة الحسية أساسا.
Satisfaction: Satlstaction, here, is through avoidance of pain and achieving sensual pleasure |
الرضا:
ويتميز-هنا- بالفهم, وتحوير الألم وتفريغ القلق، والحصول على اللذة العقلية والحسية
Satisfaction: satisfaclion here, includes understanding and handling pain and anxiety in an intellectual way to achieve intellectual serenity. التكيف: ويشمل- هنا- التكيف مع داخل النفس وقبول الواقع معا.
Adaptation : Adaptation here, includes adaptation with oneself and acceptance of reality at a time.
العمل: ويتجه- هنا- لإرضاء الدوافع الأولية, وكذلك لإطلاق الطاقة فى ممارسة النشاطات العقلية والإنتاج الذهني
Work: work, here, is directed to satisfy basic needs as well as cultivating some intellectual or artistic hobbies. |
العمل:
ويتميز- هنا- بالعمل الإبداعى فى واقع الحياة,ممايشمل تغيير الذات.
Work: work, here,is directed to wards change, reorganize, develop and create in any domain (upbringing a child, creating oneself or certain art etc الرضا: ويعني- هنا- الشعور بالسعادة الايجابية وبالحرية والمسئولية معا, كما يشمل ممارسة القلق الكينونى لصالح الانسان. Satisfaction : it is not enough, here, to be self satisfied. One is only contented through positive sharing of responsibility It also includes positive cosmic anxiety.
التكيف: ويكون التلاؤم- هنا- مع البيئة المباشرة وما بعدها إلى المجتمع البشرى فالكون (الإيمان). Adapation: Adaptation, here, transcends to the immediate environment without denial. It extends beyond: macrocosms (Faith). |
جدول 3/1 يبين اختلاف معانى محكـات تقييم الصحة النفسية فى كل مستوى
وكذلك يشير إلى اختلاف غلبة كل محك، وأولوتيه.
Table 3.1 Showing different meanings of each criterion at different levels
(It also shows the differences in priorities of criteria in different levels)
المستوى الثانى:
الصحة النفسية من منظور عملي(نفعي) مرتبط بثقافتنا خاصة: يحتاج التعامل مع الفرض السابق (تعدد مستويات الصحة النفسية) إلى تحديد تعريف ما يسمي’محكات الصحة النفسية’ وهى (1) الرضا و(2) التكيف و(3)العمل. ذلك التحديد الذى يختلف من مرحلة إلى مرحلة ، كما يختلف ترتيب أولويات هذه المحكات. يأتى العمل على القمة فى المستوى الإبداعى مع اختلاف نوعيته، لكن يظل الرضا هو الأول فى المستوى الدفاعى . أنظر جدول 3/1 (للتفصيل يمكن الرجوع إلى الفرض الأصلى حيرة طبيب نفسي*( مراجعة وتحديث: ثبت من التطبيق العملى لهذا الفرض أن ثمة إشكالا إكلينيكيا يواجه الفاحص لاختلاف المفاهيم وصعوبة الاتفاق على المحكات. ثم إن افتراض وجود هذه الآليات (الدفاعية، والبصيرية، والإبداعية) هكذا منذ الولادة قد أسيء فهمه باعتباره حتما وراثيا، وهو ليس كذلك. أيضا تبين من عرض هذا الفرض ومحاولة تطبيقه أن مقاومة شديدة تقام فى وجهه خوفا من مظنة ترتيب الناس ترتيبا هيراركيا باعتبار أن هذا تميز طبقى بشكل أو بآخر. إن هذه المخاوف ليس لها ما يبررها . إن هذا المستويات الأعلى هى متاحة لكل الناس دون استثناء، ثم إن عملية النمو هى عملية حركية ذهابا وجيئة طول الوقت. نفعنا هذا الفرض من حيث التوجه العام فى العلاج، وخصوصا من حيث التفرقة بين الاضطرابات المفترقية، وبين فشل المحاولة أى فشل أزمة النمو. إن ذلك قد أفاد بشكل خاص فى العلاج النفسى الجمعى والمكثف معا حيث كنا نقوم ابتداء بتحديد معنى ومرحلة الحالة وما يصاحبها من شكاوى أو أعراض: هل هى أزمة أم هزيمة، وتبين أن هذا من أهم ما يساعد على تحديد مسار العلاج وإتاحة إعادة التركيب إلى أعلى. بدا أنه من الضرورى أن يكون ثمة مفهوم عملى نفعى عام مرتبط ارتباطا مباشرا بثقافتنا الخاصة يحدد الصحة النفسية بأبسط ما يمكن أن تقاس به، ربما مثلما فعل فرويد حين سئل ماذا بعد كل هذا التنظير، وما هى الصحة النفسية كما يمكن أن يفهمها الشخص العادي؟ فأجاب ببساطة شديدة إن الصحة هى: ‘ أن تحب وأن تعمل’.ولا شك أن كل ثقافة يمكن أن تحدد محكاتها المختلفة والمتصاعدة بما يلائمها. ومن قبيل ذلك التحديد العملى النفعى يمكن أن يقال إن الصحيح نفسيا هو : 1- من يعمل: بمعنى أن يكون له عمل، يومي، ملزم منتظم، له ناتج (ناتج عمله) وله عائد (مكافأته عليه). إن هذا المحك هو من أخص المحكات تحديد الصحة النفسية لأغلب المصريين ومعظم العرب، اللهم إلا من يسمون العاطلون بالوراثة، وهو لا ينطبق بالضرورة على مجتمعات أكثر ثراء أو أكثر قبلية حيث لا يعمل عدد كثير من أثريائها العاطلين لكنهم أصحاء (بطريقتهم الخاصة) 2- و يساير مـــن، وما، يحيط به (يمشى حاله)، بالمعنى الإيجابى لهذا التعبير الشعبى الجيد’ وليس بالمعنى الانتهازي،، وهو تعبير أكثر حركية من التكيف. هذه المسايرة تتم فى العمل والمنزل وغيرهما.. 3- و يتحمل معاناة الحياة اليومية لدرجة أن يعتبرها حافزا له، بشكل ما 4-و يسلك سلوكا يتناسب مع إختلاف المواقف، بمعنى أن يكون مستوى الدماغ الـقائد (أو حالة الذات المنظمة) هو المستوى المناسب لموقف بذاته، ففى موقف اللعب يلعب بحق، وفى موقف العمل والمسئولية، يأخذ الأمور مأخذ الجد، وهذا ما يسمح له أن يحافظ علي’واحديته'(أى أنه يتصرف سلوكا واحدا متسقا فى لحظة بذاتها)، أى لا يصل الصراع بين مستوياته لدرجة التوقف، ولا أن يتبدى فى أكثر من مستوى نشاط ذهنى ‘معا’فى نفس الوقت. 5- و تمتد دوائر مسايرته من الأسرة إلى المجتمع فالعالم (فالكون) دون تخطى لأى مستوى أدنى. وذلك فى حدود ما تسمح به الأديان والثقافة العامة، والثقافة الفرعية التى يعيش فيها، وهذا ما يسرى فى علاقة الإنسان بالكون الأوسع فى التجليات الدينية المختلفة، ولعل الهارمونية التى يحققها النوع الطيب من التدين لدينا إنما يتحقق من خلال هذا التكيف الممتد. 6- و يكون قادرا على تقبل الآخرين باعتبارهم كيانات مختلفة محترما الفروق الفردية الحتمية. 7- و يكون قادرا على التغير من وقت لآخر، وخاصة بعد الأزمات الجسيمة. |
Second Level:
II- Behavioural Realistic and Pragmatic approach (Culturally oriented) Dealing with the above mentioned hypothesis needs delineation of the dimensions of the known monitors of mental health viz (1) self-content، (2) adaptation and (3) work. The connotation of such monitors vary in each stage as well as their relative order to each other. Work، in a particular sense، comes first in the creative level while self content comes first in the defence level and so on. (Details in Psychiatrist dilemma). Revision and updating: Practical difficulties have been met with in actual clinical practice due to lack of consensus about what these criteria really mean in each case in different stages. Perceiving the innate nature of such basic devices for equilibrium as some sort of genetic determinism is a misunderstanding. The fear that such a hypothesis may lead to the arraignment of people according too prejudiced hierarchy. This is not the case at any rate. The higher levels are amenable to any one and what is more is the fact that the growth process is always pursuing a to and fro march . This hypothesis has been made use of directing the broad lines of management especially through differentiating cross roads disorders from failure of a growth crisis. This has been especially applied in group therapy and intensive psychotherapy. We used to define the case and presenting symptoms whether a crises or a defeat. This preliminary step has proved to be most essential in delineating the therapeutic plan and help for reorganization on a higher level. It seems necessary to delineate a concept for mental health more related to our culture through thoroughly defining the meaning and significance of each suggested criteria. This has been better formulated in simple practical terms. Perhaps ، as Freud finally put mental health simply in two simple verbs to work and to love it seems appropriate to try to define who is and who is not mentally healthy in terms of actual daily performance and mode of living. Each culture has to define which ever criteria fitting its nature. Practically speaking، in relation to our culture، to be mentally healthy means: 1- To work i.e. to have a daily structured commitment which is both productive and paid (rewarded). This criterion is especially significant in our culture. In spite of the claim that work in Egypt is often poorly structured and least productive، it has been noticed that زto work is basically essential to be healthy. In some other Arab countries some people do not work and are said to be healthy (their own way). 2- To go along with the surrounding human mates at home، in work، etc..( i.e. appropriate adjustment.). This expression should not be taken as a recommendation for conformity. 3- To tolerate normal sufferings and some times make use of them as motivations. 4- To behave appropriately relevant to the situation in a given time. This is very near to work when you work and play when you play . In structural terms، the leading ego state should be fitting the demands of a given situation. This appropriateness includes the ability to shift، relatively smoothly and effectively from one setting to another according to the situation. It also means that being healthy necessitates to be ONE at a time. 5- To extend this going along with in harmony to larger circles of society and the world as well as to the cosmos as much as his religion or subculture allows. This should not mean excluding or by-passing any near circle of adaptation for the sake of a distant other. This possibly provides special harmony by proper religious practice in our culture. 6- To be able to accept، individual differences as well as to tolerate other s opinions and different stands. 7-To have the ability to change positively and qualitatively from time time ، especially after major crises. |
المستوى الثالث:
الصحة العقلية من منظور الإبداع والإيقاع الحيوى ثم كان التنظيرالأحدث للكاتب حين زاوج بين منظومتى الإنسان ‘ككيان نابض’ مبدع بالضرورة، وبين فكرة استمرار النمو طول العمر. فكرة هذا المنظور الأساسية أنه يعتبر أن الصحة النفسية تتوقف على مدى هارمونية وسلامة هذا التزاوج بين العلاقة بين الإيقاع الحيوى على مستوياته المختلفة وبين الإبداع المتحقق فى النمو المضطرد على مسار تطور الفرد طول حياته. وفيما يلى الخطوط العامة لهذا الفرض الأخير: تتحقق الصحة النفسية إذا توفر ما يلى: 1- أن يستمر النمو طول العمر فى تناوب نابض بين الاستيعاب والبسط، وكل مرحلة تحقق توازناتها بخصائصها الخاصة تماما. معنى ذلك أنها ليست فقط مراحل عمرية يتلو بعضها بعضا، وإنما هى مراحل متكررة بتكرار النبض الحيوى باستمرا. 2- أن تحقق كل خطوة (وأحيانا لحظة) من خطوات النمو توازنها من خلال كفاءة النبض الحيوى المنتظم المستمر. 3- أن تعمل وظائف المخ وفقا لسلامة النبض الحيوى متناوبة مع بعضها البعض، ومع نبضات النمو ما بين الملء (فعلنة المعلومات)، والإبداع (بمعناه العام للشخص العادى )، وأبسط مثال لهذا النبض الحيوى هو كفاءة دورات ا’لنوم/اليقظة’-‘الحلم /اللاحلم’ فى أداء وظائفها الإراحية والتنظيمية والتعليمية معا من خلال هذه العملية العادية اليوماوية(السركادية) (13). 4- أن يكتسب الفرد مع كل نبضة حيوية من نبضات المخ قدرات أعلى تمكنه من التعامل بكفاءة مع موضوعات الواقع الحقيقية من حوله. 5- أن يضطرد تراجع استعمال الحيل النفسية مع زيادة الوعى باستمرار، لصالح التعامل مع ‘المحيط’ وخاصة الآخرين من البشر بطريقة أكثر نشاطا وتجديدا وإبداعا. وهكذا يتزاوج الفرض الباكر مع هذا الفرض الأخير مع اختلاف وحدة الزمن. 6- أن يتعامل الإنسان مع كل طور من أطوار النبض الحيوى بما يناسبه من قواعد ومواصفات. إن هذا يعنى أن يكون الفرد مستعدا لتلقى المعلومات برحابة تناسب طور الملء فى النبضة الحيوية،(استقبال المعلومات ذات المعني) وأن يكون قادرا على إعادة التنظيم فى مرحلة البسط من نفس النبض(الفعل الهادف وإعادة التنظيم). 7- إن هذا الميل لتحقيق الهارمونى يمتد إلى دوائر أوسع فأوسع من الوجود، بدءا بمجتمع الفرد الأصغر، أسرته الصغيرة، امتدادا إلى المجتمع الكبير، ثم مع سائر البشر حتى التناغم مع دورات الكون فى صورة التناغم الإيمانى أو ما شابه . شرط ألا تتجاوز الدوائر الأبعد تلك الأقرب على أرض الواقع. خلاصة القول: إن الشخص السليم نفسيا هو الذى لديه القدرة على أن يعيد تنظيم ذاته، سلوكيا وبيولوجيا، وكذلك تنظيم المعلومات التى يتحصل عليها من خلال النبض الحيوى المنتظم. وهذا يتم من خلال كفاءة النبض الحيوى الجارى كل يوم دون انقطاع، وهو ما أشرنا إليه بشأن كفاءة دورات ‘النوم /الحلم/اليقظة’، وكذلك من خلال نشاطات الإبدا ع الإدراكي، والإبداع السلوكى المنتج، ثم إبداع الذات المستمر باستمرار التناوب الناجح مع النبض الحيوى. بناء على ذلك يكون المرض النفسي- هو نتيجة فشل الإيقاع الحيوى فى الانتظام مع دوراته من ناحية، والاتساق مع الإيقاع الحيوى الاجتماعى والكونى من ناحية أخري |
Third Level:
Mental Health: a biorhythmic creativity approach Another elaboration has related mental health to two main disciplines interacting together to achieve optimum health at once i.e. creativity and biorhythm. This latest perspective could mean that mental health is achieved so long as the biorhythmic activities are appropriately interacting with normal creative activity all through life. The following are the broad-lines of such lately developed hypothesis. To be mentally healthy necessitates: 1- To go on growing throughout life through alternative phase of acquisition and unfolding. Each phase should fulfil its goals continuously. This means that stages are not necessarily along the march of growth over years but it occurs with every biorhythmic activity all through. 2- that each step (perhaps moment) of growth has to achieve its own harmony through the optimum function of the biorhythmic activity. 3- to have the normal brain functioning along the growth march occurring rhythmically both in the form of filling-unfolding alternative growth phases as well as in the form of circadian، oscillatory، rearranging، reorganizing rhythmic activity. This could be translated into proper information processing and useful sleep-dream-vigilance rhythm. 4- to develop، with each brain biorhythmic pulsation better means of coping to deal with real objects rather than self objects. 5- to use، accordingly، less and less mental mechanisms in favour of dealing with the surroundings especially with human mates in some increasing active and creative manner. And such integration with the early hypothesis could be realigned in a different time unit. 6- to be able to achieve the essential degree of harmony in each phase(of growth) in terms of its specific criteria . This means that one should be ready to زfill with information in the acquisition (diastolic phase) and to زunfoldس during the reorganizing goal seeking behaviour during the systolic phase. 7-This tendency to achieve proper harmony could extend to harmony with the whole universe which underlies most religious experiences. Expansion of harmonious circles should not by -pass the simple closer milieu made of real objects and simple daily reality To conclude: One is be considered mentally healthy if he is able to reorganize on s self (both on behavioural and biological levels) and structure whenever possible along the biorhythmic growth march. This is what is meant by every day creating oneصs self. This may be achieved through reorganization during dream activity (regardless of the content)، during creative perception or actual creative productivity along the proper pulsation of efficient biorhythmic activity. Mental illness is then described in terms of abnormal pulsation of such growth biorhythmic activity as well as in terms of disharmony with consequent circles of extending biorhythmic discipline |
ملحوظة خاتمة :
يتجلى المستوى الثالث فى تناوب محتمل بين ‘العادية والجنون والإبداع’حتى يمكن الحديث عن مستوى رابع. لن نتحدث هذه المرة عن هذا المستوى الرابع لأنه ليس بالتواتر الذى يسمح بإيجازه، وبالتالى هو يحتاج إلى تفاصيل قد نفرد لها مبحثا خاصا فى عدد لاحق. نكتفى فى هذه المرحلة بالإشارة إلى الخطوط العامة لهذا المستوى كما يلى: (1) إن ‘العادية’ ليست صفة دائمة لناس دون آخرين، لكنها مرحلة متناوبة، تغلب على معظم الناس معظم الوقت. (2) إن العادية واستمرارها ليست مرادفة للصحة، وبالتالى فإن’فرط العادية’أصبح تشخيصا لنوع من الاغتراب. (3) إن الجنون، كمرحلة، يعنى السماح بالتفكك المؤقت لإعادة التنظيم. (4) إن الإبداع كطور مناوب هو مرحلة إعادة التنظيم ، فهو ليس صفة أيضا لكنه طور متبادل. (التفاصيل فى عددالقادم) |
Closing Remark: The third level known as biorhythmic level of mental health has a special presentation that may deserve to be considered as a fourth level or perspective of mental health. There is no way to introduce such a perspective in short since it is not that familiar . It may deserve some detail in some coming issue. Certain broad lines are: (1) Normality is not a persistent trait،but an alternating phase in spite of the fact that it dominates most people most of the time. (2) Permanent dominance of normality phase is now considered as some sort of normal alienation that could reach a pathological level known as .hypernormality (3) Psychosis as a stage، or a phase refers to certain normal permissiveness of some temporary degree of disorganization. (4) Creation is also considered not as a special trait in certain persons but as a universal alternating phase. (Details in a coming issue). |
الهوامش
(1) آن الأون أن نغامر بنحت ألفاظ جديدة ، واختصارات مناسبة، نأمل أن تصبح مألوفة بالتداول (مثلما فعل د، أحمد مستجير فى استعمال كلمات مثل الـ ‘الد نا’ ترجمة DNA والـ ‘الرنا’ ترجمة RNA) ولن نتبع فى ذلك قاعدة واحدة ، فقد نستلهم الحروف الإنجليزية المقابلة، أو أول الحروف فى الترجمة العربية مثلما فعلنا فى نحت كلمة ‘رمك’ للدلالة على ‘رسام المخ الكهربائى ‘ (محمد يحيى الرخاوي)، أو نحتنا كلمة ‘مكد’ ترجمة لكملة Endocept التى نحتها أصلا مستعملها الأول سيلفانو أريتى بالإنجليزية حيث لا وجود لكلمة endocept فى المعاجم الإنجليزية ، وقد ترجمناها ابتداء إلى معناها (المفهوم الكلى الداخلي) ثم نحتنا لها كلمة ‘مكد’، وهكذا.
وقد نحور الكلمة المنحوتة لظروف اللغة العربية ، مثل صعوبة نطقها لالتقاء الساكنين، ولكن لن يكون عزوفنا عنها لمجرد غرابتها أو ما يقال أحيانا عن شذوذها،فكل جديد شاذ بالضرورة.
ونحن نأمل أن نألف ذلك الجديد بالاتفاق والاستعمال المفيد إذ نتخلص تدريجيا من سجن المعاجم المطلق ، متذكرين أن أكثر من نصف ألفاظ ‘كتاب الحاوي’ للرازى لم تكن معجمية أصلا.
ونبدأ هنا بنحت لفظ تام 4 لما تقابل DSM IV بنفس قاعدة الحرف الأول دون تعرية من الكلمات الثلاث الأولى من التقسيم الأمريكى لأمراض النفسية.
ومثال آخر لنحت ألفاظ جديدة:
(2) تعش (10) الكلمة المختصر تقوم مقام الدليل العالمى العاشر.
(3) دتم الكلمة المقترحة اختصارا : دليل نفسى الأمراض (المصري) DMPI
(4) اعتدنا تعريب كلمةPsychopathology إلى سيكوباثولوجى أو سيكوباثولوجيا، أو ترجمتها إلى ‘علم النفس المرضي’، والترجمة الأخيرة خاطئة تماما لأن هذا العلم لا يندرج تحت ما يسمـى علم النفس، وهو مرتبط أساسا بالآليات المسئولة عن إحداث المرض، أما التعريب فعلى الرغم من أنه أصلح، إلا أنه ثقيل فى الاستعمال، وقد وجدنا أن ترجمة Psychopathology إلى الإمراض النفسى أقرب للمعنى المراد لأنها تشمل كلا من الإحداث وأيضا يمكن استعمالها نمائيا بما يفيد.
وعلى هذا فسوف نستعمل كلمة ‘الإمراض النفسي’ ، أو ‘الإمراض والامراضية’ فقط مقابل كلمةPsychopathology بالتبادل أحيانا مع الكلمة المعربة الشائعة السيكوباثولوجى حتى نستقر على رأى.
(5) يزعم كارل ياسبرز أن فكرة عدم القابلية للفهم هى من أهم ما يميز الفصام. وهذا الزعم لم يعد صحيحا بعد أن أمكن معرفة غائية الفصام من خلال العلاج النفسى بشكل كاد يفسر كل أعراضه الايجابية والسلبية وهى تخدم كلا من (1) الانسحاب (2) إلغاء الموضوع (3) والنكوص إلى الرحم (4) والاعتمادية الرضيعية بما يترتب عليه من إرادة اللاحياة (الموت النفسي) مع أثار العدوان وتفكيك المستويات المنطقية والترابطية تحيقيا للتخلص عن المسئولية تجاه الواقع، وعلى ذلك أصبح الفصام مفهوما غائيا بدرجة كبيرة لهذا نحن نقصد ‘عدم القابلية للفهم على المرض العضوى لأنه نتيجة لعوامل مغيرة عشوائية تلطم الدماغ كيفما اتفق’.
(*) The term un-understandability was first used by jaspers to describe schizophrenia. This notion was disproved through intensive psychotherapy of schizophrenics as well as in group therapy. Most schizophrenic symptoms are understandable teleologically. The term ununderstandable، limited here as we use it for organic mental disorder where the symptoms and manifestations are usually chaotic، are not usefull in describing the disorder teleologically.
(6) وصف المؤلف بعدا موازيا للحاد فى مقابل المزمن وهو بعد النشاط فى مقابل الاستتباب، لأن المقصود به مما لا مجال لتفصيله هنا (انظر المرجع إن شئت المجلة المصرية . . . إلخ).
(7) من sims ما يقابل Genertic أظن interpretative psychpathology
(8) فضلنا استعمال كلمة هـتـر (بضم الهاء) لتختص بترجمة لفظ delurim على الرغم من ان (الدليل الطبى الموحد يستعمل لفظ هذيان)، وذلك للأسباب الآتية:
أولا: يستحسن أن يستعمل لفظ غير شائع لوصف مرض محدد، فلفظ ‘هتر’ هو كذلك، فى حين أن لفظ هذيان له استعمالات عامة، وأيضا متعددة، وأحيانا مجازية.
ثانيا: إن القاموس العصرى (دون المورد) أورد اللفظين معا (هتر، وهذيان) فأتاح الاختيار.
ثالثا: أن فعل هـتـر يعنى: حـمـق وجـهـل وخـرف وذهب عقله (من كبر وغيره)، كل هذا متضمن فيما هو deleruim فى حين أن فعل هذى: يعنى تكلم بغير معقول، وأيضا هـذى فلان بالشيء: إذا ذكره فى هذيانه، وبالتالى فهو لفظ يشير إلى مرحلة من الخلط أكثر تماسكا مما يشير إليه لفظ الـهـتر.
(9) مـراق: هى الترجمة المناسبة لكلمةHypochondriasis وهى التى أقرها المعجم الموحد بدلا من الترجمة الأخرى المكونة من كلمتين ‘توهم المرض’، ومن حيث المبدأ فإنه من الأفضل دائما أن الاقتصار على ترجمة كلمة واحدة كما أسلفنا. (وحتى استعمال كلمتين مثل الإدراك (الحسي) ترجمة لكلمة Perception أحيانا يمكن أن يعتبر مرحلة مؤقتة لحين الاتفاق على ما هو أفضل).
ويبدو أن اشتقاق هذه الكلمة ‘مراق’ هو من مادة رقـق وليس مـرق، حيث المـراق (بفتح الميم) وتشديد الراء جمع مرق، وحيث مراق البطن، هو مارق منه ولان فى أسافله، وهو ما يقابل – تقريبا – المنطقة من البطن المسماة بالانجليزية hypochondrium، واستعمال اللفظ الأصلى بالإنجليزية ليعنى ‘توهم المرض’ هو استعمال خاطيء لأن توهم المرض لا يرتبط بهذا الجزء من البطن فقط بل يحدث فى أى منطقة أو أى عضو، لكن شيوع الاستعمال وقدمه أكسب هذا الاستعمال الجديد مشروعيته، ونأمل أن يكون الأمر كذلك بالعربية، فبالإضافة إلى ما تشير إليه كلمة مـراق إلى منطقة بذاتها من البطن فإن بعض استعمالات فعل مـرق قد تبرر هذه الترجمة أكثر،إذ يقال مـرقت البيضة – مرقا فسدت وصارت ماء، وأيضا المـرآقة: الشيء يسقط من غيره، وكل هذه معانى تحتويها الصورة الإكلينيكية لما يسميHypochondraiasis بشكل أو بآخر.
(10) الترجمة التقليدية لكلمة Pathognomonic هى العلامة المميزة لمرض معين، أما ترجمة المعجم الموحد فهو الواصـمـة، وابتداء لا توجد أعراض تصـم أحدا أو مريضا، حيث: الوصم العار، والوصم العيب، ثم إنه لا يجوز ترجمة كلمة واحدة بالأنجليزية إلى ثلاثة كلمات وخصوصا أنها كلمة كثيرة الاستعمال لوصف بعض الأعراض فى الطب عامة، وقد رأينا أن ننحت لها كلمة المـرضـانـيـة، وهى تكاد تسير على نفس اتجاه الاشتقاق بالانجليزية وهى لفظ جديد، ويمكن أن تفيد بعد تداولها بهذا المعنى كأن نقول أن القرح chancre هو عرض مرضانى لمرض الزهرى syphilis ، فإذا ظهر على أحد فإنه مصاب بالزهرى 100%.
(11) مع أن كلمة ‘يوماوى ‘ هى صحيحة تماما ترجمة لكلمة Circadian وهى التى اختارها المعجم الموحد إلا أن اقتراح تعريب الكلمة إلى ‘سركادي’ مازال واردا لأن هذا سيتبعه تعريب كلمة Infradian rhythm إلى إيقاع ‘إنفراداني’ لتعنى ما هو أطول من 24 ساعة أى أطول من الإيقاع السركادى وكلمة ultradian thythm إلى ما هو إيقاع ‘ألترادي’ لتعنى ما هو أقصر من 24 ساعة، وكل هذا يسمح بالتنظير حول الإيقاع الحيوى وعلاقته بالطب النفسى بكل تجلياته، بلغة عربية أكثر طلاقة.