مقتطفات علمية
قراءة وتعليق: د. نبيل القط
قابلية اليهود للإصابة بالإكتئاب
المجلة الأمريكية للطب النفسى مجلة 154 – عدد 7 يوليو 1997
Vulnerability of Jews to Affective Disorders
Itzhak Levav، M.D.، Robert Kohn، M.D.، Jacqueline M. Golding، Ph. D.، and Myrna M. Weissman، Ph.D. The American Journal of Psychiatry، Volume 154، Number 7 July
تقترح أدبيات الطب النفسى فى المائة عام الماضية أن لليهود قابلية أعلى للإصابة بالاضطربات الوجدانية بالمقارنة بالأفراد المنتمين إلى مجموعات دينية أخري.
ولفحص هذه المزاعم، قام الباحثون بتحليل معلومات من المعهد القومى للصحة النفسية فى الولايات المتحدة للأبحاث من قسم الأبحاث الانتشارية للمناطق المعينة.
وقد تمت مراجعة أوراق وملفات 18000 ناضجا أكثر من سن 18 سنة، حيث تم فحص تواتر الاكتئاب الجسيم (حسب محكات الدليل الرابع الأمريكى للتصنيف) فى الفترة المحددة، وعلى مدى الحياة، وإضافة إلى ذلك تم فحص الهوية الجنسية (ذكر /أنثي) والإعتمادية على الكحول. وذلك لكل من اليهود والكاثوليك والبروتستانت وأفراد من مجموعات دينية أخرى وأفراد دون أى إنتماءات دينية.
وفى حين أظهرت النتائج أنه لا يوجد خلاف بين الإناث اليهود وغيرهم من الاناث من المجموعات الدينية الأخري، فى حين إن الذكور اليهود قد أظهروا معدلات مرتفعة ذات دلالة تشير إلى ارتفاع تواتر الإكتئاب الجسيم عند اليهود أكثر من الكاثوليك والبروتستانت وكل المجموعات الأخرى الغير يهودية. فمعدل حدوث الإصابة بين الإناث والذكور اليهود كان 1:1 بينما كان نفس المعدل فى المجموعات الدينية الأخرى 2:1 بينما معدلات الإعتماد الكحولى كانت تتناسب عكسيا مع معدلات الإكتئاب. وهكذا فإن النتائج تؤكد جزئيا التقارير المبكرة التى كانت تشير إلى حدوث الإكتئاب بمعدلات أعلى فى أوساط اليهود وقد أشارت أيضا إلى احتمال أن يكون تساوى معدل الإصابة بالاكتئاب بين الذكور والإناث اليهود يعود إلى إنخفاض تناول الكحول بين الذكور اليهود.
Psychiatric literature over the past 100 years suggests that Jews are at higher risk for affective disorders than members of other religious groups. To examine these claims، the authors analyzed data from the National Institute of Mental Health Epidemiologic Catchment Area (ECA) study. In addition، the relationships among gender، alcoholism، and major depression were investigated. The period prevalence and lifetime rates of DSM- III major depression among Jews، Catholics، Protestants، individuals in other religious groups، and individuals with no religious affiliation were examined in a probability sample of approximately 18.000 adults over the age of 18 years studied by research teams in five U.S. communities.
While no differences were found among females، Jewish males had significantly higher rates of major depression than Catholics، Protestants، and all non-Jews combined. Jews had a 1:1 female – to – male ratio for major depression، in contrast to the other religious groups، which approached the universal 2:1 ratio، Rates of alcohol abuse/dependence were inversely related to rates of major depression.
The results support only in part the earlier reports that Jews have higher rates of major depression. The equal gender distribution of major depression among Jews may be associated with the lower rate of alcoholism among Jewish males.
التعليق:
- متى يوجد لدينا الرأى العام والخاص والباحث الجريء لعمل مثل هذه الأبحاث دون أن يذبح بسكين الفتنة الطائفية والتعصب الديني.
- لاحظنا العدد الهائل للعينة مما يمثل للبحث والنتائج بالمقارنة مع العينات المحددة العدد فى معظم أبحاثنا، كما ورد فى هذا العدد مثلا .
- ولنا أن نتسأل هل ارتباط ارتفاع تواتر الاكتئاب فى الذكور اليهود مع نقص الاعتماد على الكحول يمكن أن يفهم بأعتباره علاقة سببية؟ ثم ما دور الاضطهاد والعزلة الطويلة التى فرضت على اليهود أو فرضوها هم على أنقسهم مئات السنين تفسير الغلبة الاكتئاب عند الذكور خاصة.
- ثم ماذا عن الجينات وماذا عن اليهود الذين تخلوا عن يهوديتهم وماذا عن اليهود الذين أدمنوا الكحول، ومن ثم ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب ؟
- وأخيرا ماذا عن اكتئابنا نحن المصريين وقد اضطهدنا آلاف السنين ونحن لا نشرب الكحول.
طلاقة الكلام والعلامات السالبة للفصام
المجلة الدورية للفصام مجلة 23 العدد 2 (1997)
Speech Fluency and Schizophrenic Negative Signs
Murray Alpert، Antonis Kotsaftis، and Enrique R. Pouget
Schizophrenia Bulletin National Volume 23، No. 2، 1997
ينخفض إنتاج الكلام التلقائى للفصاميين من ذوى زملة الأعراض السالبة ويحتوى على عديد من مقاطع التردد والصمت.
وقد عرض الباحثون مجموعة من الأبحاث التى تشير إلى التقارب بين الوجدان المتسطح وعدم الكلام.
وقد أظهر التحليل الصوتى لكلام المرضي، أن زمن مقاطع الصمت يرتبط بالوجدان المتسطح (الخاوي) للمريض.
كما لم تظهر علاقة بين مقاطع الصمت والميل إلى العزلة الاجتماعية للمريض. أما مقاطع التردد فقد ارتبطت بالصعوبة فى إيجاد الكلمة.
إن العلاقة الدالة بين مقاطع التردد والصمت من جهة وتسطيح الوجدان وعدم الكلام من جهة أخري، تشير إلى الاشتراك فى مظاهر فينومنولوجية وقياسية واحدة. كذلك فإن التحليل الصوتى يكشف العمليات التى لم تكن ظاهرة
للفاحص الإكلينيكى وتعطى قاعدة مفيدة للتقييم والبحث.
The spontaneous speech of negative- syndrome schizophrenia patients is underproductive and contains many hesitations and pauses.
The authors have presented evidence from several lines of research that suggests that there is a convergence between flat affect and alogia.
Acoustic analysis of the patient’s speech during interview reveals that the duration of pauses، independent of other linguistic or paralinguistic measures, correlates strongly with the clinician’s impressions of the patient’s flat affect and alogia. Pausing is less related to asociality and other aspects of the negative syndrome. The hesitations appear to reflect a word- finding difficulty.
The significant relationship between pausing and both flat affect and alogia suggest that the two negative signs share phenomenal and psychometric properties.
Acoustic analysis reveals processes that are not apparent to the clinician and may provide a useful basis for clinical assessments and research.
التعليق:
وهكذا يعود الوجدان ليحتل موقعه الجوهرى لفهم الفصام رغم صعوبات تعريفه وقياسه ومحاولات وضعه فى أرقام وجداول. والعلاقة بين الوجدان وعمليات إنجاز وتوليد الكلام تبقى أيضا جوهرية لفهم اللغة والكلام واللغة الغير كلامية.
ولكن يبقى السؤال من يسبق من؟ تسطيح الوجدان أم عسر التفكير والكلام؟
ويبقى فى النهاية أن الحضور الوجدانى الحى مضفرا فى لغة طليقة معبرة هو النقيض الصحى للتفسخ الفصامي.
مفهوم الوالدية المؤدية إلى فصام الأبناء فى اضطراب الفصام الهبفريني
المجلة المصرية للطب النفسى العدد 20 رقم 1 (1997)
The concept of Schizophrenogenic Parents in Hebephrenic Schizophrenia
E. Gad، Ehsan. Fahmy، V. Mikhael and N. Rashed
The Egyptian Journal of Psychiatry Volume 20 No 1، 1997
تختلف المراجع فى وصف أباء وأمهات الفصام، من جهة الشخصية والتفاعلات الأسريةوعلاقتهما بالأبناء، وهذه الدراسة هى محاولة لمناقشة دور الوالدين فى إصابة الأبناء بالفصام الهيبفرينى (التفسخي).
تم إختبار عينة البحث من مستشفى بنها للأمراض النفسية ومستشفى كلية طب بنها، خمسين حالة فصام هيبفرينى وثلاثين حالة فصام من الأنواع الأخري، وثلاثين حالة اضطراب قلق عام وثلاثين متطوعا من غير المرضى النفسيين، بحيث يكون نسبة الذكور للإناث متساوية وفى الفترة من عام 1992 وحتى نهاية عام 1994، وقام الباحثون بمتابعة الأباء والأمهات فى جلسات مقابلة فردية ، وكذلك جماعية للأسرة كلها أو الأباء والأمهات معا.
وقد أجرى اختبار مينسوتا متعدد الأوجه الأباء والأمهات وبمقارنة النتائج إتضح وجود بعض الفروق الدالة بين المجموعات الأربعة، وأكدت الدراسة أهمية الدور الذى يلعبه الوالدان فى تكوين اضطراب الفصام فى الأبناء، وكذلك نوع الفصام وأعراضه ، كذلك أكدت الدراسة على أهمية دور الأب فى حالة الذكور والأم فى حالة الإناث فى إصابة الأبناء بالمرض، كذلك شخصية الوالدين والعلاقة بينهما وعلاقتهما بالإبن والإبنة فى تكوين أعراض بعينها ، وطالبت الدراسة بضرورة دراسة العناصر الوراثية فى نفس الوقت لمعرفة ماذا يورث ، وماذا يكتسب خلال عملية تربية الأبناء المعرضين للإصابة بمرض الفصام.
The literature is contradictory regarding the parents of schizophrenics. This study is a trial to discuss the concept of schizophrenogenic parents in cases of hebephrenic type.
From Benha hospital for mental health and Benha University hospital، fifly cases of hebephrenic schizophrenia، thirty cases of schizophrenia other types than hebephrenic، thirty cases of generalized anxiety disorder and thirty persons (volunteers) without psychiatric disorders (working at the same hospitals were selected according to inclusive criteria. Parents of all types were followed up over the period from 1992 till the end of 1994 in regular individual as well as family meetings. A semi- structured interview was performed and MMPI was applied to all parents. Comparision between results of the four groups as well as between results of male and female cases of hebephrenic schizophrenia proved some improtan findings. The study emphasized the important role of parents in unfolding the psychotic process in schizophrenia. The study proved that same sex parent has more important role in determining psychopathology.
The authors recommended further study to determine what is inherited genetically and what is acquired (socially inherited) during upbringing of schizophrenic patient.
التعليق:
تشير هذه الدراسة الهامة والتفصيلية إلى أهمية دراسة الأسرة كحاضن أساسى للمرض وكوسيط هام للصحة.
وقد ركزت الدراسة على الأب والأم كمصدر للمعلومات ولم تضف المريض كمصدر آخر للمعلومات عن والديه مما كان يمكن أن يعطى نتائجا أشمل، بل وأكثر مصداقية، وقابلة للمقارنة الداخلية.
لم تعط الدراسة مساحة كبيرة لبدء الاضطرابات الأسرية وهل هى سابقة أم تابعة لبدء المرض وقد يحتاج ذلك إلى متابعة أطول وإدخال عينات أخرى فى البحث مثل الأخوة والأخوات، ومع اعترافا بصعوبة هذه المسألة، إلا أن الصعوبة لا تمنع الأمل فى منهج يحلها، وصبر وتتبع يفيدان فى توضيح هذه العلاقة الهامة.
ويحتاج مفهوم الأسرة فى أبحاثنا إلى مراجعة وتوسيع عن طريق إدخال مفاهيم علم الاجتماع وعلم السكان كأدوات مساعدة للبحث .
إيذاء الذات القصدى الغير مميت فى مستشفى عام
بالمملكة العربية السعودية
المجلة العربية للطب النفسي، العدد الأول مايو 1997 ص 31 – 38
عبد الكريم عثمان – إبراهيم إبراهيم
قام الباحثان بدراسة عدد من محاولات الإنتحار فى المملكة العربية السعودية، حيث فحصا 55 مريضا (الذكور 5 (18.2 %) والإناث 45 (81.8%)) وقد مثل المواطنون الفلسطنييون أعلى نسبة من بين حالات الدراسة (26.3) يليهم المصريون (15.8%) بينما كان تمثيل الجاليات الأسيوية معدوما تقريبا رغم تواجدهم الكثيف بالمدينة. واستغرقت الدراسة 9 أشهر وأجريت فى أكبر مستشفى عام بجدة
وناقش الباحثان ما سبق من أبحاث نشرت من مناطق أخرى من العالم عن إيذاء الذات وأظهرت نقصا فى الدول النامية عن الدول المتقدمة، وقد أرجع الباحثان النقص المقارن فى هذه الدراسة إلى الجذور الدينية الإسلامية العميقة، ولو أنهما أشارا إلى أن هذه المعدلات آخذه فى الإرتفاع بالدول العربية مالم يلتزم الأفراد بعقائدهم، والحفاظ على البنية الأسرية التقلدية.
التعليق:
(1) لاحظنا أن كلا من الفلسطنيين والمصريين يمثلون نسبة عالية، ورغم أن الضغوط مختلفة على كل من الفئتين نوعيا إلا أن الاستجابة بدت واحدة، ويبدو أن ذلك يلهم بتوصية لمزيد من دراسة هاتين الفئتين على عدد أكبر بتصنيف نوعى أدق لكل من نوع الضغوط، ونوع إيذاء الذات.
(2) تطرق الباحثان فى مناقشتهما لوسائل الحماية بشكل وعظى مباشر، وإن كان هذا ليس هدف البحث فى ذاته، إلا أن الفرق بين البحث العلمى وغيره من أنواع الخطاب هو التوصيات الموضوعية أكثر من النصائح المرسلة
(3) ينبغى التحفظ ضد تعميم نتائج هذه الدراسة حيث لا تكفى دراسة واحدة فى مدينة عربية واحدة ولمدة 9 أشهر لتأكيد إنخفاض المعدلات .
ثم نطرح التساؤلات التالية:
1- هل يمثل إيذاء الجسد حقا أحد وسائل الإتصال الغير لفظية المنتشرة فى الدول المتقدمة، وهل وسيلة الإتصال هذه ، إن صحت، جائزة بين المرضى النفسيين فقط أم بين الناس العاديين؟
2- هل يمكن أن يعزى انخفاض المعدلات فى الدول العربية إلى عدم دقة التوثيق والخجل من الإبلاغ أو يرجع إلى فقدان الإقدام والشجاعة لفعل مثل هذا ؟