موسيقى الشجر
أدوار الخراط
أوراق الشجر المهتزة
لها موسيقاها فى ثواء ديسمبر
تتناثر عليها أضواء ذهب باهت
محجوزة وراء زجاج نومي
تحمل إلى موسيقى الموت
الجسد المحبوب لا وصول إليه
نشوته الآن مرة فى فمي
لكن ما تزال تسكرنى
شريط السوتيان على الظهر الرقيق
يدى تمسه بخفة وحب
من أربعين عاما
على سلم أتوبيس 23
فى محطة كليوباترا الحمامات
مشبكه المعدنى الخفيف لا ينفك
هذا الصبح فى رذاذ المطر الهش
لا ينقضى
كم مرة بلا عدد أطلقت سراحهما
الظبيتان النافرتان بحلمتى العينين
دعجاوين عميقتين مليئتين بالسر
تنسابان بحرية إلى رمال صحراء متوهمة
سحب الأشواق ممزقة
هل لك – يا فديتك – فى نجواى
أصدقها وتصدقنى؟
أحبى لك فى بوحى واكتتامى
صفر من خدمة الصدق؟
لاعجة شوقى إلى أن أحيط خصرك
لا انطفاء لها.
جذع شجرة سوداء جافة خلف الزجاج
الأذرع الخشبية العارية متضرعة
يقف عليها غراب واحد صامت ينظر إلى
تسقط ندف الثلج تحت سماء قديمة بيضاء
كنت قد خرجت لتوى من قبضة الطائر الأسود
لكنه – طبعا – مازال يتربص بى
انطفأت موسيقى الذهب الداكن
متى تسقط عنى أثقال السنين؟