عدد أكتوبر 1980
حوار الصم
(مهداة إلى المفاوضين المعاصرين فى كل مكان)
تمهيد وإعتذار
هذه المجلة لا تنشر – ما أمكن – بالعامية، تمسكا باللغة المشتركة الملتزمة، وسعيا لتغطية أكبر مساحة من التواصل، إلا أن بعض ما يأتيها من مواد بالعامية له دلالة خاصة، باعتبارها أثر مباشر لا ينبغى ترجمته أو تفسيره.
والأرجوزة المنشورة هنا نصفها الأول أثرى وقديم من التراث الشعبي، والنصف الآخر نهج نهج الأصل وعارضه، ولأنها تتناول ظاهرة التمييز لا تميز، والنية بلا فعل، ثم “حوار الصم” وكلها ظواهر نفسية هامة وذات دلالة فقد نشرناها كما هى دون الإخلال بالإلتزام العام وهو النشر بالفصحى إلا فى الإستثناء المسبب.
كان فيه تلاته حبش
واقفين على تل لبش
اثنين عمى
وواحد ما بيشوفش
إللى ما بيشوفش لقى تلاته فضة
اثنين ما سحين
وواحد مابيروحش
إللى ما بيروحش اشتروا بيه تلات فدادين
اثنين باروا
وواحد ما طلعش
إللى ماطلعش وقفوا عليه أربع حراس
أطرش، وأعمي، ومكسح، وعريان.
الأطرش قال:
“حس خيل دبى”
الأعمى قال:
“باينهم سبعة ثمانية”
المكسح قال:
ياللا بنا نجري
العريان قال:
وكل إللى تجيبوه هاتوه فى حجري
****
وذهب زمان وجاء زمان، حتى رأينا:
ثلاثة هبل
ماشين عالحبل
اتنين خابوا
وواحد مانفعش
إللى مانفعش بنى ثلاث بيوت
اثنين وقعوا
وواحد ماطلعش
إللى ماطلعش سكنة ثلاثة مغنواتيه
اتنين خرسوا
وواحد مانطقش
فهل يصح هذا يا سادة يا كرام؟
اتنين طرشوا
وواحد ماشمعش!
ومع كل ذلك:
فالكل ماشى ماشي
الأغلب بيحاولوا
والباقى مابطلش