عدد أبريل 1982
رفض اضطراد الطبيعة
م: إبراهيم عادل حسن
يستجيب كاتب هذا المقال للدعوة التى طرحتها المجلة فى العدد السابق فى تقدمتها لمقال د. السماحى حول اطراد الطبيعة , فيعلق عليه مانحا مضمونه مزيدا من العمق وفاتحا فيه مزيدا من الأبعاد .
أدهشتنى مقالة (حول اطراد الطبيعة) دهشة وصلت الى حد الفزع، وقد أدهشنى اختزال خصائص الطبيعة -وهى معقدة ومتنوعة أشد التنوع – فى صفة واحدة وتعميم الحكم عليها حكماواحدا. أما ما أفزعنى فهو فكرة الاطراد نفسها، ومجرد احتمال أن تكون الطبيعة مطردة، فالاطراد- كما هو بالمقال- هو استمرار جريان الأمور على مجرى واحد، وأن ما حدث من قبل سيحدث دائما، وأن الظواهر لها أسلوب محدد وثابت سوف يتكرر دون أى اختلاف أو تغيير، وهى فكرة عجيبة وحالة مرفوضة تماما ومقدما لأنها حالة الموت التام الذى لابعث بعده، واذا كانت هذه الحالة هى سمة الطبيعة فالأمر محلول مقدما ولا حاجة لنا الى استخدام أى منهج سواء تجريبى أو احصائي، لأننا نكون قد متنا واسترحنا وانتهى الأمر، والاطراد التقريبى مرفوض أيضا لأنه يؤدى الى أننا أموات تقريبا .
***
منشأ الاعتقاد فى أطراد الطبيعة:
لابد لنا أذا كان علينا أن نسلم أن لدينا اعتقادا فى اطراد الطبيعة وليس علينا الا أن نبحث عن منشئه لابد لنا أن نسلم الى جانب ذلك باعتقادنا بعدم اطرادها، بل ورفضنا للاطراد فيها، وقد يكون بعض منشأ الاعتقاد بالاطراد نابعا من خبرتنا بتتابع الليل والنهار والفصول بشكل منتظم ولكن البعض الآخر – وهو الذى جعلنا نركز على هذا الانتظام دون سواه – هو عن رغبة دفينة فى الراحة الأبدية التى تترتب على هذا الانتظام، حقا أننا نرى تعاقب الليل والنهار والفصول ولكننا نرى العواصف فى موعدها وفى غير موعدها، تحدث الزلازل بلا موعد وتسقط الشهب والنيازك، ونحن نخشى ذلك، وقد نفضل راحة الاطمئنان الى الاطراد، على مخاطرة محاولة النجاة . تشرق الشمس فجأة بين الغيوم وتحول الطبيعة الى بسمة رائقة، ولكننا قد نخشى مغامرة الفرح ونفضل جمود الموت، أن عدم الاطراد هو أملنا الوحيد، فنحن نولد ونموت كما ولد ومات أسلافنا ولكننا نحاول فيما بين ذل أن نصنع ما لم يصنعوه، ولعل تمسكنا بألا نكون مجرد اطراد لهم هو المبرر الوحيد لعدم الانتحار .
هل الأعتقاد بالاطراد هو من أسس الحس السليم:
أننا كائنات بيولوجية نتصرف بالانتساب الى عائلة عريقة من الكائنات البيولوجية، ويعتمد بعض أفراد عائلتنا البيولوجية – ونحن منهم – على استخدام الأيونات والأنزيمات فى الأحساس، أما البعض الآخر فلم يرق بعد إلى استخدامها، ولكن قصر الحس السليم فى الانسان على الخبرات الحسية المباشرة – يجعلنا نهمل شوطا هائلا من تطورنا، فالحس الانسانى السليم يشمل وعينا بأن عالمنا دائم التغير، ومما يميزنا كبشر عن غيرنا من المخلوقات التى تستخدم الأيونات والأنزيمات أننا ندرك عدم الانتظام وراء الانتظام، فنحن نعلم (ونحس) بأننا نعيش على أرض كروية بالرغم من أننا نراها مستوية، فقد وصلت هذه الكروية الى منطقة حسنا السليم منذ علمنا بها، وأن لم تكن قد دخلت بعد فهى مسئوليتنا، واذا كانت حواسنا لا تعطينا صورة ميكروسكوبية دقيقة للجسيمات الذرية، فلدينا داخل جماجمنا أعقد جهاز استطعنا به أن ندرك المجرات ونرى الذرات ولو جزئيا، وأن نحن شبهنا وضعنا بالوجود داخل قطار مغلق النوافذ، فليس الذنب ذنب الأيونات والأنزيمات، بل نحن على الأرجح من أغلقنا النوافذ وأغمضننا أعيننا عن أعمدة التلغرااف والأشجار وأن نحن قصرنا حسنا الانسانى السليم على ما تشمه أنوفنا وتلمسه أصابعنا ثم بكينا قائلين: من يمكنه أن يحتفظ بالثقة فى عالمه اليومى الحسي؟ فمن الذى فعل بنا ذلك ؟
أن كلمات الحس والادراك والعلم والمعرفة ليست مترادفة، على أن بها أيضا كثير من المطاطية، ونحن نستطيع أحيانا أن نوسع مفهومها أو نضيقه، فنجعل حياتنا الذهنية منفصلة عن حياتنا الحسية ونرفض بذلك أن نحيا حياتنا الانسانية التى تشمل شتى هذه الحيوات .
مظاهر الأطراد وعدم الاطراد:
الكون نظام system يحتوى على مجموعة كبيرة من الأنظمة الجزئية subsystes وكل من هذه الأنظمة الجزئية ينقسم بدوره الى أنظمة جزئية أصغر، حتى نصل الى النظام الذرى ونظم الجسيمات، والنظام المطرد – بمعنى النظام المتكرر الحدوث بنفس الصورة وعلى نفس الفترات الزمنية – هو نظام مثال idesi قابل للانعكاس reversible, كمثال: كرة تدور فى فراغ تام دون وجود أى احتكاك أو قوى خارجية مؤثرة عليها، فهى تدور بنفس السرعة دائما وتكرر وضعها كل دورة، وسوف تظل تدور كذلك الى الأبد، كمثال آخر: التحول الحرارى الأديباتيadiabatic thermal transformation وهو التحول الذى يحدث فى ظروف مثالية من حيث العزل الحرارى وعدم دخول أو خروج أى طاقة من النظام، واذا كان النظام الذرى نظاما قابلا للانعكاس، الا أن الأنظمة المكونة من هذه الأنظمة المثالية هى الأنظمة غير مثالية وغير قابلة للانعكاس فالأنعزال التام فى الطبيعة غير موجود، وتبادل الطاقة بجميع أشكالها هو القاعدة العامة لنظم الطبيعة، وجميع النظم عند دخولها فى نظام أكبر تتبادل التأثير مكونة نظما غير مثالية، والاحتكاك موجود دائما، حيث لا يوجد فراغ مثالى بل الفراغ ملئ بالذرات والأجسام، والتحول الحرارى الأديباتى والعزل الحرارى المثالى غير موجود، اذ يتم تبادل الطاقة بجميع أشكالها بين النظم داخل النظام الأكبر، ونحن عندما ندرس النظم المثالية القابلة للانعكاس – أؤ ندرس النظم على أنها كذلك – كنظام البندول مثلا – فانما نفعل ذلك لأحد سببين، الأول: أن يكون الغرض من الدراسة – ولأسباب عملية تماما -لايستلزم درجة كبيرة من الدقة وتكون الدقة هنا – فى دراسة النظام على أنه غير مثالى – مضيعة للجهد فى الدراسة، والثانى: هو أننا – ولأسباب منهجية بحتة – سوف نستمر فى الدراسة بعد ذلك واضعين الاحتكاك فى الحساب، ولكننا فى كلتا الحالتين نعلم تماما أن البندول غير مثالى وأن الاحتكاك موجود. أن قلة التنوع فى العناصر الداخلة فى تركيب النظم لا يعنى قلة التنوع فى أشكال النظم المركبة من هذه العناصر، فعلبة الشطرنج وعناصرها 64 مربعا و32 قطعة، تسفر بعد عدد محدود من الحركات عن تنوع كبير فى الأوضاع، ولم نسمع حتى الآن عن دور فى الشطرنج (على مستوى معقول من المهارة) تكررت فيه نفس الحركات. والجسيمات والتركيبات الذرية المحدودة العدد ينتج عنها تنوع هائل من أشكال المادة، ونرى ذلك على وجه الخصوص واضحا فى الجزئيات الكبيرة من المادة العضوية، ثم فى الاحتمالات اللانهائية (أو تكاد أن تكون كذلك) لأشكال الحياة .
هل يجعل عدم الاطراد مهمة العلم شاقة ؟
نعم.. أن ذلك يجعل مهمة العلم شاقة.. وهل ادعى أحد أنها حذف غير شاقة؟ بل آنه اذا كان من صفات الطبيعة الاطراد والتشابه، لما كانت هناك أى مهمة للعلم على الاطلاق، نعم انها شاقة ولكنها غير مستحيلة. ان مهمة العلم ليست اكتشاف قوانين الكون دفعة واحدة، بل هى التصاعد الجاد الدائب على طريق اكتشاف هذه القوانين، وقد يكون التصاعد بطيئا لكنه موجود بلا شك.
هل الاستقراء والتعميم مستحيلان فى حالة غياب الاطراد ؟
أن الاستقراء والتعميم لا يعنى القياس على التشابه، والتوقع لا يبنى فقط على تشابه الظواهر، بل يبنى أيضا( وأساسا) على تغيرها، واذا كان الكون الذى نعيش فيه شديد التنوع والتغير فان مهمة العلم هى اكتشاف القوانين التى يحدث بمقتضاها هذا التنوع وذلك التغير، والقوانين الطبيعية هى قوانين تربط بين متغيرات، وتحاول أن تستكشف العلاقة بين هذه المتغيرات، وهى علاقات غير بسيطة فى الأغلب لأن المتغيرات التى تتدخل فى تحديد أى ظاهرة من متغيرات متعددة ومتنوعة .
ثقوب فى المنطق:
أن اللغة المثلى للتعبير عن القوانين التى تربط المتغيرات الطبيعية بطريقة علمية هى الرياضة، والصورة التى يمكن بها تصوير هذه القوانين هى المعادلات الرياضية، وبالرغم من أن هناك صلة قرابة كبيرة بين المنطق والرياضة، الا أن التعبير عن المتغيرات الطبيعية بتكوينات منطقية ينطوى على الكثير من المخاطر، ذلك أن المعادلات الرياضية تعبر عن المتغيرات برموز ترمز الى كميات محددة، كماتعبر عن العلاقات بين المتغيرات بطريقة محددة أيضا، (هى التساوى أو الاضافة أو التفاضل.. الخ), وقد تتميز الكلمة عن الرمز الرياضى باتساع المفهوم والقدرة على التعبير عن معنى به العديد من الألوان والدرجات، ولكن مفهوم الكلمة يتغير بتغير الموضوع وباختلاف قصد المتكلم، كما أن العلاقات فى التكوينات المنطقية تتسم أيضا بالاتساع فى المفهوم، ولكنها تتسم فى نفس الوقت بعدم الدقة، وعدم الاتفاق على توحيد هذا المفهوم، ولنأخذ مثلا على ذلك التكوين المنطقى فى مقالة حول اطراد الطبيعة المراد منه استنتاج أن التوقع مستحيل فى حالة غياب الاطراد، وأن التوقع يستنتج على هذه الصورة:
أ أدت الى ب
أ أدت الى ب مرة عاشرة
أذن أ تؤدى دائما الى ب، أى كل أ تؤدى الى ب، وكل ب تنتج من أ .
أذن أ تؤدى دائما الى ب، أى أن كل أ تؤدى الى ب، وكل ب تنتج من أ .
ما هو أ ؟ وما هو ب ؟ وما مدلول كلمة تؤدى ؟.
واذا حاولنا وضع هذا التكوين المنطقى فى صورة رياضية بافتراض أن:
(أ) هو متغير غير معتمد in dependant variable أى لا يعتمد فى تغيره على متغير آخر مشار اليه فى هذه الصورة الرياضية .
(ب) هو متغير معتمد deendant variable يعتمد فى تغيره على تغير المتغير (أ) .
(تؤدى) هى العلاقة التى يتغير بمقتضاها المتغير المعتمد(ب) كلما تغير(أ) .
يمكن وضع الأمر بهذه الصورة:
ب = دالة (أ) .
وشكل الدالة هو الذى سيحدد العلاقة الاعتمادية بين أ و ب .
مثال ب = كمية ثابتة x أ .
ب = جتا أ .
وعادة لا يكون الأمر على هذه البساطة، بل يكون غالبا:
ب = دالة(أ، جـ، د …. الى ن) .
ومعنى ذلك أن(أ) متغير معتمد يعتمد فى تغيره على تغير المتغيرات غير المعتمدة (أ,جـ,د .. الى ن). مثال: درجة حرارة غليان الماء هى متغير معتمد فى تغيره على تغير المتغيرات غير المعتمدة:(الضغط، درجة الرطوبة، درجة الملوحة). بمعنى أن(أ ومعهاجـ,د… الى ن) تؤدى الى ب، ويتوقف معنى هذا(الأداء) على الشكل الرياضى للدالة .
واستناج القوانين التى تربط بين ظواهر الطبيعة المتغيرة بالتجريب ثم الاستقراء والتعميم هو محاولة وضع نتائج التجارب فى صورة علاقة عامة أو قانون رياضى يربط بين هذه الظواهر، ويمكن تصوير الأمر على الصورة الآتية:
أ ومعها(جـ,د….. الى ن) أدت الى ب مرة
أ ومعها(جـ,د… الى ن) أدت الى ب مرة ثانية … الخ .
اذا أمكن وضع العلاقة بين(أ) من ناحية وبين( ج، د….. الى ن)
من ناحية أخرى فى الصورة الرياضية(ب = دالة (أ، ج، د.. الى ن) فانه يمكن استنتاج قانون يربط تغير هذه الظواهر وذلك مع أفتراض أن الطبيعة قابلة للتعقل rational.
اذا لم يمكن ايجاد مثل هذه الصورة الرياضية، أو اذا أمكن ايجادها ثم تبين بعد ذلك أنها لا تنطبق دائما، فان ذلك يكون بسبب:
1- عدم الدقة فى القياس أثناء التجريب .
2- عدم ادخالنا عوامل أخرى تؤثر على ب غير(أ,ب,جـ,د …. الى ن).
3- لم نستطع وضع الشكل الرياضى للدالة لقصور فى وسائلنا الرياضية، أو لقصور فى الحدس لدينا.
فى هذه الحالة فان الأمر شاق حقا لكنه لا يدعو الى اليأس وعلينا الاستمرار بصبر فى الاتجاهات السابقة أو فى أى اتجاهات أخرى قد تؤدى الى نتيجة .
هل يتنافى المنهج الاحصائى مع التعميم ؟
تهتم ميكانيكا الكم بخواص الجسيمات الذرية، وميكانيا حركتها وتحولاتها، وعلى عكس ماتوقع البعض من أن ميكانيا الكم سوف تحل محل الفيزياء الكلاسيكية،أعطت ميكانيكا الكم دفعة لما يسمى بالفيزياء الظواهريةPhenomenological Physics وهى الفيزياء التى تصف الظواهر ككل، ولا تصف أداء الجسيمات الذرية، وهى تهتم بالوصف الظواهرى Phenomenological description للمجموعات الكبيرةmacroscopic حيث يتم وصف المادة هو الوسيلة الوحيدة لتعيين خواص المادة مثل اللزوجة، والتوصيل الحراى. وهى التى تدخل فى المعادلات الظواهرية باستخدام الطرق الاحصائية الاحتمالية، وصاحب ذلك تقدم هائل فى الرياضة الاحصائية، فنحن قد لا نستطيع تحديد سرعة الكترون (محدد بذاته)- فى لحظة ما- وتحديد موضعه فى نفس اللحظة الا أن تحديدهما معا( لمجموعة كبيرة) وبدرجة هائلة من الدقة ممكن، وقد أعطى ذلك أبعادا جديدة لمفاهيم:(الحتمى) و(المحتمل) و(العشوائى) فتصرف ألكترون (محدد بذاته) ليس حتميا تقترب بجميع المقاييس العلمية من الحتم، والاختيار العشوائى ليس الاختيار الذى يتم بدون أى مقاييس ولكنه الاختيار الذى تتساوى جميع احتمالاته بدقة غيرمتناهية، واذا أخذنا ظاهرة غليان الماء عند 100ْم والتى قد تعتبر حتمية، نجد أن بعض جزئيات الماء تتحول باستمرار وعند أى درجة حرارة من الحالة الغازية، الى الحالة السائلة، والبعض الآخر يتحول من الحالة السائلة الى الحالة الغازية واذا أخذنا جزيئا(محددا بذاته) فاننا لن نعلم على وجه اليقين هل سيتبخر أم لا، ولكننا نعلم(بالاحتمال) أنه عند100ْم تتبخر مجموعة من الجزيئات وتتكثف مجموعة أخرى أقل بحيث يحدث الغليان، وأعداد هذه المجموعات محددة بالاحتمال ولكن بدرجة هائلة من الدقة، بحيث يعتبر احتمال عدم غليان الماء عند 100ْم منعدما تقريبا، لذا تعتبر ظاهرة غليان الماء عند 100ْم احتمالية، ولكنها حتمية بجميع المقاييس العملية، وعلى ذلك فان الاحتمالات فى الظواهر لا تتنافى مع تعميم القوانين التى تحكمها وأن كان يلقى عليها أضواء جديدة تعمق من فهمنا لها .
النظم البيولوجية والأنسان:
أن ما سبق الحديث عنه يتعلق بالنظم غير الحية، أما أذا بدأنا الحديث عن النظم الحية فان لمحة سريعة لقانون النشوء والتطور توضح لنا أن عدم اطراد الحياة ليس موضعا لأى شك، أما اذا أدخلنا الانسان فى الاعتبار فان الأمر يبدو كما لو كان الهدف الرئيسى للانسان هو القضاء على أى مظهر من مظاهر الاطراد .
الخلاصة:
– الطبيعة غير مطردة، وأى شك فى هذه الحقيقة مرفوض لأنه يعنى الموت وعدم جدوى أى علم، وهى حقيقة شاقة لأنها تتطلب منا الاختيار الدائم، وهى حقيقة مشرقة لأنها تعنى أننا أحياء .
– الطبيعة لها قوانين تحكم تغيرها، وهى قوانين لا تمكننا من التعرف الكامل على الظواهر، ولكنها تمكننا من استمرار الدأب لزيادة معرفتنا بها .
– المناهج المختلفة للعلم غير متعارضة ولكنها متآلفة على الأغلب، واختلاف المناهج يثرى العلم بشكل هائل .
– علينا أن نحذر دائما من الاختزال والتبسيط بالرغم من الراحة والاطمئنان التى ستنتابنا عندما نلجأ اليهما، بل وعلينا أن ننظر الى أنفسنا بشك كلما انتابتنا الراحة والاطمئنان لأى تعميم .
– أن صراع البشرية مع الجهل هو صراع شديد الضراوة ولكن ضراوة هذا الصراع تتطلب منا أولا صراعا مع عوامل الجهل والموت داخلنا، ولنا ازاء ضراوة هذا الصراع أن نستخدم أى منهج بل وعلينا ألا ننخدع بأسماء المناهج، لأننا اذا كنا جادين حقا فى هذا الصراع، واذا كان صراع حياة أو موت بالنسبة لنا فقد نضطر أحيانا لوضع المنهج الخاص لكل حالة .