الوفد: 12-7-1992
عبدالحكيم عامر يمثل لعبد الناصر:
القرين والحماية
- صدق أو لا تصدق.. ان الطب النفسى يعتبر ان عبدالحكيم عامر كان يكمل الجانب الآخر فى شخصية جمال عبدالناصر.. فهو – أى عامر (الوالد النفسى) و(الطفل النفسى) و(القرين) – وكلها مراد فات طبية – لعبدالناصر.
صدق أو لا تصدق أن طبيبا نفسيا يقول أنه لولا مقبل عبدالحكيم عامر لما جرؤ عبدالناصر على خوض حرب الإستنزاف.. أو قبول أول عرض لأول سلام حقيقى جرؤ على التقدم اليه.. (فيما عرف بمبادرة روجرز)
- صدق أو لا تصدق أن الدكتور يحيى الرخاوى يأخذ على حاكم كجمال عبدالناصر أنع لم ينكل بخصومه وزملائه بطريقة قانونية صدق أو لا تصدق أن طبيبا نفسيا مثله لا يعتقد بأن المشير اتخذ من تلقاء نفسه قرارا بالإنتحار.. ولكنه تعرض لمحاكمة من قائده.. وادانته بتهمة الإهمال.. فكان قراره بإعدامه بالسم.
صدق أو لا تصدق.. أن الدكتور يحيى الرخاوى يعتقد أن مقبل عبدالحكيم عامر كان ولادة جديدة لعبدالناصر !
الآن.. بعد هذا الموجز اليكم التفاصيل كما انتزعناها من الدكتور يحيى الرخاوى. بعد أن نزعنا الأسئلة..
** بعد أسبوعين من الثورة قتل خميس والبقرى فى حوادث العمال الشهيرة ؟
كل ثورة فى بداياتها لها ضحاياها من الآثمين والأبرياء على حد سواء. وفرط المديح فى بياض الثورة قد ينقص – بشكل ما – من ثوريتها.
ولا أظن أن من حق أحد أن يجرم بضعة ضباط جيش من الشباب المثاليين، وقد تورطوا فى حركة أتت بأكثر مما حسبوا، أو توقعوا، حيث سقط بهزة واحدة، مقصودة نسبيا فقط، سقط نظام متعفن تماما كان آيلا للسقوط من زمن.. فراح هؤلاء الشبان يتحسسون ماذا فعلوا، وهم فى أشد حالات الدهشة والخوف والتوجس.
فى مثل هذه الظروف تصبح أى معارضة أوتجمع آخر، أو بدائل، يصبح أى من ذلك بمثابة تهديد كيانى مباشر لكل فرد ممن قاموا بهذه المغامرة على حدة، وبالتالى يمكن أن يقدموا على تصرفات يروح ضحيتها واحد واثنان وعشرة وأكثر.
بحسن نية
ومع فرض براءة المرحومين خميس والبقرى، فإنهما لا شك سقطا شهداء، ربما بحسن نية.
ولكن أين هذا من اغتيال عشرين ألف جندى وضابط مصرى.. وإذلال جيش بأكمله، وخيانة شعب بأسره.. بعد ذلك بخمسة عشر عاما (سيناء سنة 1967) ؟
فى إعتقادى أن جريمة الثورة بعد أن استقرت الأمور، لا تقارن بعفوية وتشنج 1952، حيث كانت الدهشة والرعب، وقلة الخبرة تطغى جميعها على الوعى المهزوز.
أن جريمة 1967 هى الجريمة التى تنسخ كل الجرائم.
إنكسارات الثورة ثلاثة
الفزع فى 54 والكذب فى 56 والهزيمة فى 67
أزمة مارس
ويضيف وفى تقديرى أن ماحدث بعد ذلك بعامين فيما سمى ذلك أزمة مارس 1954 كان صراعا.. وكان لابد لعبدالناصر أن ينكل بزملائه الذين يقفون على الطرف الآخر من الصراع وإلا لنكلوا به قبله.. ولكن الخطأ قد يكون فى أنه لم ينكل بهم بطريقة قانونية على قدر الجرم الذى ارتكبوه متى ثبت يقينا لكنه سرعان ما كافأهم بأن أولاهم مسئوليات القطاع العام مما تسبب فى كارثة.
حادث المنشية
ويستطرد.. ومن أزمة مارس الى حادث المنشية.. وأنت تقول أن عبدالناصر لم يرتعد وبقى فى مكانه وأرد عليك (بل ارتعد وبقى فى مكانه) لقد صاح عبدالناصر فى الناس بأن كلهم جمال عبدالناصر.. وأول دلالة على ذلك أنه كان يعتبر نفسه مصر أكثر مما كان يرى نفسه فداء لمصر وفى رأيى أيضا أن ما لحقه عقب هذه المحاولة – اغتياله – لم يكن ظاهرا لأول وهلة.. ومن نتائجها أنها جعلته أقل اعتمادا على الشعب.. وأكثر حرصا على الجيش من خلال عبدالحكيم عامر.. فالشعب قد يتجمهر ويهتف ويصفق ولكنه قد يغتال أيضا فلابد من تأمين خلف تأمين.. وأكبر تأمين هو أن يضمن أن مافعله بالملك لن يفعل به.. ولا ضمان لهذا الا من خلال عبدالحكيم عامر.. وفى رأيى أن فقدان الأمان فى موقع ما يدفع بصاحبه الى الموقع الذى كان يأمن اليه قبلا ويعتبره ميدانه.. وكان بالنسبة لناصر رغم فيضان شعبيته – وخاصة بعد محاولة اغتياله – هو اتقاء شر الجيش فسلم نفسه لعامر.. هذا ما أرجحه.. وربما لو لم تجر محاولة اغتياله لتخلص من وصاية الجيش وعامر فى وقت مبكر.. ولعلها أيضا لو لم تجر لدفعته لأن يجرب أكثر فأكثر ان يستمد أمانه من عامة الناس.. أقول هذا وأنا أذكر أنه فى ذات العام حدث ما يزعزع ثقته فى الناس ومدى تلقائيتها.. بعد أن نجح هو شخصيا فى تحريكها ضد خصومه.. فمهاجمته وسط الجماهير فى غز شعبيته أفقدته الثقة.. ونجاحه فى تحريك الجماهير بلا جماهير.فى مارس 54 (قمة تأزمه) أفقدته الثقة أيضا فى دلالة حركة الناس.. ومدى قدرتهم على حماية النظام.. فإذا جمعنا هذا الى ذاك لفهمنا كيف ارتمى فى حماية عامر حتى أوصله الى حيث ذهب.
عدوان 56
وإذا تحدثنا عن 56 فهى هزيمة سياسية وأخلاقية.. والكلام للتكتور الرخاوى.. قبل أن تكون عسكرية ابتداء وإعلان عبدالناصر انها نصر سياسى لمصر هوكذب واستهانة بنا.. وفضلا عن ذلك فإن عبدالناصر قد بدأ يخفى مايشعر به أزاءه بالذنب حقيقة وفعلا – ولا يحسب أحد أن الشعور ظل يتراكم داخله (وخارجه) طوال 11سنة حتى وصل الى درجة لم تعد تطاق فكان قرار 67 قرارا فرديا بحتا لاصلاح خطأ شخصى حسبه مقترفه يوم اقترفه ببساطة وسرية (فتح مضايق ثيران فى 56) انه قادر على اصلاحه بنفس البساطة والسرية فكان ما كان وأضيف الى ذلك أن (الكسرات التى حولت مسار عبدالناصر الى الأدنى فالأدنى رغم ظاهر إنتصاراته كانت ثلاثا على وجه التحديد فزع فى 54 وكذب فى 56 وهزيمة..67
أقسى الكلام
نأتى الآن الى رأى هيكل بأن عبدالحكيم عامر (عسكريا) توقف عند رتبة (الصاغ ).. ورغم ذلك ظل – على حد قول ثروت عكاشة أحد الضباط الأحرار – وفيا له.. ومقربا منه. رغم كل أخطائه.. والتفسير الذى أقوله هنا سيجعلنى أقول (أقسى الكلام والأمر من هذا أو ذاك اننى أحسب أنه من المستحيل تقييم شخصية عبدالناصر وأفعاله دون عبدالحكيم عامر والعكس صحيح الى درجة أقل، وفى تصورى أن العلاقة بينهما لم تكن مجرد صداقة وجدعنة وأنما كانت تكاملا سريا (لا شعوريا) أقرب الى التوحد حيث يقوم كل منهما بما ينقص الآخر (دون أن يدرى) وفى اعتقادى ان عبدالحكيم عامر كان أكثر تماسكا من الناحية النفسية والشخصية رغم ظاهر العكس.. فى حين أن عبدالناصر من الناحية النفسية والشخصية كان أكثر اهتزازا رغم ظاهر العكس.. كذلك كان عبدالناصر ملتزما أخلاقيا ونسائيا ومزاجيا وكان عامر يقوم بالواجب فى الناحية الأخرى بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن صديقه اللدود فإذا أضفنا الى ذلك ما أرحجه وهو أن عبدالناصركان سهل التشريط لأدركنا كم أنه قد ارتبط عنده ما هو جيش بما هو انقلاب عام 1952، وما هو شعب بما هو اغتيال عام 54 ثم ما هو حرب بما هو انسحاب عام 1956 عل أمل انتصار سياسى.. ويظل هذا التشريط يعمل خفية فى الأغلب دون أن يدرى حتى مات. كلما اقترب من الجيش خاف من حركة مباركة مباغتة.. دون حسابات دقيقة تماما كما فعل هو.. فيلجئه خوفه هذا الى التمسك بعدالحكيم عامر أكثر فأكثر.. والذى لا شك فيه انه كان يحبه حبا صادقا فقد كان بالنسبة له.. هو الحماية (الوالد النفسى) وهو الوجه الآخر لذاته وملذاتنه (الطفل النفسى) وهو القرين (المسقط النفسى للذات الظاهرة هنا) وظل الأمر كذلك حتى ذهب عبدالحكيم عامر (أقول ذهب ولم أقل انتحر) ظل يقوم بما لا يقدر عليه عبدالناصر (مما لا يريد أن يراه عبدالناصر فى نفسه) ربما لا يجرؤ عليه عبدالناصر (مما نخفى عليه) وبما يرفضه عبدالناصر (مما لا يستطيع أن يتخلص منه) من هنا ظهر التناقض وكثر التساؤل وفى نفس الوقت توقفت العلاقة حتى الموت..
هنا يتوقف د. رخاوى ليقول بمتابعة ذكية.
اذا جئنا لمقتل أو موت أو انتحار عبدالحكيم عامر لقلت اننى وأنا أقر لهيكل بأنه كان لابد من القرار الصعب اننى – ومن خلال ارهاصة حدس منظم – أعدت على نفسى شرح تفاصيل الجريمة – واستنتجت منها – ولا دليل لدى ولا أهتم به – ان عبدالحكيم عامر قد دس له السم خطأ ليموت.. وان هذا هوالقرار الصعب الذى اتخذه عبدالناصر. لقد شعرت – أيضا وأنا أقرأ – ان عبدالناصر اجرى محاكمة عسكرية لقائد قواته وأثبت عليه الإهمال المساوى للخيانة العظمى وأصدر حكما بإعدامه.. ونفذه وكنت أوافق من حيث المبدأ.. ولكنى لم أوافق على (السرية والشغل الدكاكينى كالعادة) وأضيف اننى من خلال موقعى يمكن ان أرى بشكل أعمق من خلال هذا الحدس المنظم الذى جاءنى ساعتها..
أولا.. أنه حادث انتحار فعلا لأن عبدالناصر هو الذى حين قتل (نحر) صديقه أو قتل صورته الأخرى فى عبدالحكيم عامر.
ثانيا.. أنه قتل تم فى الظلام وفى السر كما فعل فى 56 عندما فتح مضايق ثيران.
ثالثا.. أنه حكم قصاص..
رابعا.. انها فرصة ولادة جديدة لعبدالناصر بعد ان تخلص من عبدالناصر الآخر.. ومنذ ذلك الحين تراجع يقينى بأن عبدالناصر لن يحارب طالما ظل حيا.. وأنه اذا حارب فسوف ينسحب كل مرة.. ذلك لأننى شعرت أنه قد تخلص من كثير من ضعفه بإقدامه على قرار الإنتحارهذا.. انتحاره هو فى صورة عامر.. لذلك عشت حرب الإستنزاف كأول حرب حقيقية دخلها عبدالناصر.. وعشت مبادرة روجرز كأول سلام حقيقى جرؤ على التقدم اليه.
هل هو ديكتاتور ؟
هل هو ديكتاتور ؟ أسأل د. يحيى.. ويجيب قائلا:
ديكتاتور ونصف الف مليون مرة.. وهل يمكن أن يكون الا كذلك حتى لو أراد غير ذلك ؟
اننا فى مصر نصنع من الشخص العادى والأقل من العادى فرعونا فكيف يمكن ان يهرب منا مثل عبدالناصر وهو الأكثر احتياجا لذلك.. من الناحية الشخصية.. فعناده وغروره ليس لهما نهاية ومن الناحية الموضوعية فالبلد كان أحوج ماكان يكون الى قفزة سريعة ضد القوانين والمألوف ولا وقت للإختلاف ومحاولات الإقناع وهذا ما يستدعى ظهور الديكتاتور ولو لفترة مؤقتة.. لكن الجانب الشخصى. والجوع الى السلطة ونشرة الإختراق حين يتمتع برؤية الأفكار الشخصية وهى تتحول الى قوانين عامة غير مكتوبة ثم يرى عطفه السامى وهو يصبح خدمة عامة ومنحة اشتراكية.. كل هذا يدفعه لينوب عنا بكل العمل.. نعم ديكتاتور حانى حنوا قاسيا مذلا..
رؤية كريمة ورائعة
قال عنه الشاعر الجواهرى انه عظيم المجد عظيم الأخطاء.. فما رأيك فى هذه الرؤية ؟
هذه رؤية كريمة ورائعة.. وقد استشهدت بها فى أول هذهالقراءة النفسية مقتطفا اياها من مقال للدكتور اسماعيل صبرى عبدالله كتبها (فى ذكرى وفاة ناصر. عام 89 ).. وعلى ذلك فلا ينبغى أن نقف هذا الموقف التسوياتى.. لأن حساب المزايا ولأخطاء ليس عملا سهلا فى التاريخ للثورات. فالثورات بما انتهت اليه وليست بما انتوته.. وأحيانا يكون الخطأ الأخير هو المفسر الحقيقى نللخطوات الأولى التى كانت واعدة ولما مضى فى نفس الوقت.. ولأوضح ذلك.. لنفرض اننا نعد أفضال والد على بنيه فنقول انه رباهم وكفل لهم المأوى والغذاء والعلم والترويح ثم قام بوضع السم فى طعامهم ليرحمهم من قسوة الزمان فماتوا جميعا هذا خطأ فى مقابل خمسة أفضال فكيف يكون تقويمنا لهذا الأب. المسألة ليست مسألة عدد من الأخطاء فى مقابل عدد من الإنجازات فنحن لا نلعب لعبة النشان.. لأن بندقية التاريخ مليئة دائما بالرصاص وخطأ واحد يقضى على الناس ويغير المسار.. ويتراجع بالتاريخ وهذا ماحدث فى 67 وأعتقد ان تمسك الشعب بعبدالناصر فى 10، 9 يونيه لم يكن دليلا على شعبيته بقدر ماكان تحميلا له لمسئوليته وأيضا رفضا لنهايته هكذا.
دستور 23
الدستور.. وحل الأحزاب يقول د. يحيى الرخاوى:
بغض النظر عما اذا كان الدستور اللاحق أفضل أو أسوأ، فإا فى واقع الحال نعيش بلا دستور منذ الغى ذلك التاريخ. فالدستور أساسا هو ممارسة، وهو عرف مستقر، واحترام لقانون (مبدأ وجود قانون قبل الدخول فى التفاصيل) وهو بالغائه هذا الدستور (دستور 23مهما كانت مساوئه) قد فتح الباب لفيضان من الإلغاءات والتعديلات كلها ذات دلالات تبعدنا بشكل أو بآخر عن اننا نعيش تحت ظل دستور أصلا..
أما حل الأحزاب ومحاكمة زعمائها ففى رأيى انه انسحاب لا يستغرب من أهله. وأن كنت أعترف اننى ساعتها (19سنة) كنت أراها ضرورة فى حينها لكننى اكتشفت ان هذه الخطوة وما تلاها لم تحل الأحزاب بقدر ما حللت التاريخ يثبت ذلك تلك الحملة من التشويه الممتظم على الغاء كل ماقبل الحركة التى تتثورت، حتى ثورة 1919.
إخراج الإنجليز:
تحصيل حاصل، وكان مشروع صدقى بيفن، بمقارنة موضوعية، أفضل، وأكثر تبكيرا، ولم يفسده الا موضوع السودان.
أما الفضل الذى يمكن ان نعوزه لعبدالناصر، فهو ليس فى أنه أتى بما لم يستطعه غيره، وانما لأنه استطاع إرغام المصريين بالتوقف عن أحلام الإحتلال، وهذا من أفضال الديكتاتورية.
مشروع السد تم بناؤه:
هذا هو
رمز التحدى والإستقلال
دليل الرؤية المستقبلية
وعى بحقيقة دور الإنتاج فى مسيرة الشعوب
فهم لماهية البنية الأساسية
فرصة للإستقلال
قرار حرب اليمن:
من حيث المبدأ، حركة واجبة، تؤكد ان الإنتماء العربى، والمسئولية الثورية هى عمل حقيقى، ومبادرة وتضحية، وليست مجرد شعارات.
أما من حيث ما يمكن أن يخفى ذلك وراءه من أحلام امبراطورية، أو ما جره ذلك من خراب اقتصادى، أو مانزف به فيه من جهد عسكرى حتى 1967 فهذا أمر متروك لحسابات التاريخ.
وأن كنت شخصيا لا أرفضه، اللهم الا ان ثبت ان الدوافع كانت شخصية تماما.. وحتى لو ثبت ذلك، فإننى لا أمانع ان تتم خطوة صحية، بدوافع شخصية، هنا تكون الشخصية قد تقمصت دورها العام، وواكبت التاريخ.
لم لا ؟ !
منهج هيكل
سألته.. هل يمكن تطبيق المنهج الذى استخدمه الأستاذ هيكل فى كتابه خريف الغضب لتحليل شخصية أنور السادات فى الحكم على عبدالناصر ؟ بحيث نتعقبه من أصوله الإجتماعية الى كيف أصبح وكيف انتهى ؟
وماذا نفعل نحن منذ البداية على ان المنهج الذى استخدمه على ما فيه من اجتهاد ذكى لهيكل ليس جديدا.. ثم انه أيضا ليس موضوعيا بما فيه الكفاية.. وقد رددت عليه فى حينه.. وذكرته أنه حين يتحدث عن أم السادات السوداء (ست البرين) وضعة أصله.. لابد أن يذكر زوجة السادات البيضاء وحلاوة نعتها.. ثم عليه ان يتوقف قبل الربط بين الأسباب والنتائج وإذا كنت أنا بعد تخصص دام أكثر من ثلاثين عاما أتحفظ كل هذا التحفظ وزقول عن اهذه القراءة أنها فى حدود المعلومات المتاحة.. لمواطن مثلى مستعد لتغيير كل أرائه اذا حصل على معلومات صدق تثبت العكس..ولا أعتبر ما قلته الا اجتهاد مواطن له أرضية فى القراءة النفسية واضعا أمام وعى القارئ كفرض مجرد فرض.. بأكبر قدر ممكن من الحذر والإستعداد للتراجع فكيف نقول ان هناك منهجا نفسيا يفسر الأحداث والأشخاص هكذا بهذه البساط ونذكر بأن استخدام هذا المنهج من جانب أحد الأشخاص.. لابد ان يجعله متحملا أن نستخدمه معه.. فهل يقبل هيكل ان ترى كيف نشأ هو شخصيا.. وكيف وجد عند عبدالناصر وفيه ما حلم به فأسقطه عليه وكيف شارك فى أخطائه وخطاياه.. وكيف عجز عن الحد من غلوائه.. وكيف تمادى فى الوصاية بعد ضعفه وفقده لعامر ثم كيف فجأة صنعه السادات فى وقت تصور فيه ان تاريخه هذا قد يعصمه من تصرف كهذا حتى القبر.. مما دفعه لكتابة خريف الغضب والذى عاير فيه السادات بمقتله.. شماتة هذه أم تفسير !!.. ان من يفسر بهذه الطريقة النفسية المشبوهة عليه ان يتحمل أن يفسر هو أيضا بطريقة مماثلة حتى لو كانت مشبوهة أكثر.
لو عاد عبدالناصر الى الحياة.. سنكرمه ونحاكمه وندينه ونعدمه ونزور قبره يوم 5 يونيو
رجعة عبدالناصر
وفى النهاية يا دكتور يحيى.. ماذا لو عاد عبدالناصر الى الحياة.. ماذا سيفعل و ماذا سيقول ؟
ساذا سيفعل ؟ ماذا سيقول.. بل ماذا سنفعل نحن وماذا سنقول.. هل مازلنا ننتظر المهدى المنتظر الذى سيفعل ويقول نيابة عنا أنى أتصور ان الدور قد جاد علينا.. وأنه قد آن الأوان لنقول ونفعل.. سنقول له شكرا وسوف نكرمه أشد الكرم وأبلغه على ما كان منه مما لا يمكن انكاره ثم نحاكمه بادئين بإعترافه أنه المسئول عن هزيمة 67 جملة وتفصيلا.. وسندينه.. ونعدمه.. ثم سنزور قبره ندعو له بالرحمه والغفران فى 5 يونيو من كل عام.