اليوم السابع
الثلاثاء 11-2-2014
شكرا يا إبنى – حمدين- واقبل عذرى
ليس من حقى تماما أن أتحدث عن مزايا هذا المرشح وعيوب ذاك، إلا بمقدار ما يتعلق بأنى مواطن مصرى، لى رقم قومى، يسمح لى، بل يلزمنى، أن أدلى برأيى فيمن يتولى أمور ناسى، وأمورى معهم، فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ تطورنا، ومع ذلك فأنا أكتب وأنشر للناس أرائى، ولى صفة مهنية يعتقد البعض أن لها قدرة على تقييم الناس خارج حدود المهنة، وهذا ليس صحيحا تماما، فما أكتبه أو يفتى به زملائى لا ينبغى أن يؤخذ على أنه حكم علمى، أو ما شابه ذلك.
هذه المقدمة الطويلة ضرورية، وأنا أتصدى لإعلان فرحتى بشجاعة حمدين صباحى للتقدم للترشيح، مع أننى لن أنتخبه غالبا، فأنا لم أحدد بعد من أنتخب، ولن أفعل إلا بعد أن أعرف المزيد عن سائر المرشحين، وأيضا أقرأ برنامج من سوف يتقدم منهم ببرنامج !!، ثم أدرس إمكانيات كل صاحب برنامج ومدى اقترابه من واقع المرحلة الصعبة، ومن واقع شعبنا الصبور، ومن واقع تحديات القوى المحيطة القريبة والبعيدة، ومن واقع آلامنا الحقيقية، ومن واقع بصيرته المسئولة، كذلك من واقع محاولاته دغدغة جوع الناس واحتياجهم للعدل واللقمة والكرامة، أو تحايله لاستعمال طيبة وسلامة فطرتهم بعيدا عن ما تكونتْ به وخـُلـِقتْ من أجله، وكل هذا يحتاج منى جهدا وجدية ومسئولية.
وأنا أكتب هذا شعرت أننى أعطى صوتى الانتخابى– من بين بضعة ملايين (أو عشرات) – قيمة خاصة، وهو ليس كذلك أبدا، فهو مثله مثل صوت أصدقائى، “رمضان”، و”عبد الكريم”، و”أم رضا”، و”أم حسن”، (تعمدت ألا أذكر الألقاب والمهن)، وأنا أحترم أصوات كل هؤلاء ومن يمثلونهم جدا، وأشعر أن وعيهم التلقائى أعمق حسا، وأقدر تمييزا، وأسرع تعلّما من كثير من المثقفين ولا مؤاخذة، مع كل احترامى لعقول الصفوة الذكية، ومناقشاتهم الألمعية.
أنا أمارس ديمقراطية الصناديق مضطرا، حتى يحلها العقل البشرى المبدع بما هو أكثر احتراما لوعى الإنسان المعاصر، وفى نفس الوقت أعايش برامج البقاء الحيوى لمعظم الأنواع، وهى البرامج التى لم تستطع أن تحافظ إلا على واحد فى الألف من كل الأحياء الذى نجحوا أن يفلتوا من الانقراض بفضل الله حتى الآن، كما أنى أطل على التاريخ – الذى لا أثق فيه – بين الحين والحين، وكل ذلك لا يميز وعيى عن وعى الأصدقاء الذين ذكرتهم آنفا.
شكرا يا عم حمدين، وفقك الله، وأرجوا أن تسامحنى إذا أنا – فى نهاية النهاية- حجبت عنك صوتى لأسباب لن أذكرها لك أو لهم الآن، وقد أذكرها لاحقا، نجحتَ أم لم يصبك التوفيق، نفعنا الله بك فى كل موقع، ووقانا الله وإياك شر أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وإغراءات رشوة الناس المحتاجين بما لا نملك الوفاء به، وأعاننا على تحمل رأى غيرنا بما يفيدنا ويفيد الناس، ورزقنا الصبر، وحسن اختيار طرق التغيير، حتى لو كانت الديمقراطية الصناديقية المعيبة الحالية.
يا ربنا الكريم
لقد وعدتَ عبادك بالاستجابة إذا هم صدقوا الدعاء، وها نحن أولاء نحاول، وإنك لقريب تجيب دعوة الداعى، وأنا أطمع أن اقترب من هذا العبد الاشعث الأغبر الذى لو أقسم على الله لأبره ، فاسمح لنا أن ندعوك بدعوة ناسنا الطيبين “أن تولـِّى مِن يصلح”، وأن تجعلنا وسيلة إلى ذلك، والحمد لك فى السراء والضراء.
اللهم آمين