نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 19-8-2017
السنة العاشرة
العدد: 3640
جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (35)
مقتطفات من كتاب:
“حكمة المجانين” (22)
(فتح أقفال القلوب)
مقدمة
اليوم تقف الكلمة (الكلمات) تتحدَّى
بكل حضورها المتنوع فى كل مجال وبكل الأشكال
وليس أمامنا خيار إلا أن نقبل التحدى
(190)
لو تركتَ نفسك تلهث وراء ما تـُلقِى به أمعاء المطابع كل ثانية، فقابلنى فى سوق ”الدشت”.
(191)
لو أقفلتَ أبواب عقلك- استرخاءً – عما يزيّن صفحات الكتب إشراقا، فقابلنى فى بركة العطن.
(192)
ولو تبدّلْتَ مع كل كلمة وكل رأى، دون اختبار أو رؤية، فقابلنى فى بئر التيه.
(193)
ولو اخترتََ من بين الألفاظ ما تعرف أنك قادر على حمل مسئوليته وملتزم بفعله،
فيا ويحك منك، ومنها،
وحلال عليها وعليك ما دفعت ثمنا لها.
(194)
وكأن الكلمة تقول لقارئها:
• ياويحك لو قرأتــَنِى،
• ويانقصك لو لم تـقــْرأنى،
• ويا مسئوليتك لو فهــِمـْتـَنِى،
• ويا حيرتك لو لم تَفْهَمْنى،
• ويا عارك لو نسيتـَنى،
• ويا غباؤك لو تذكـّرتنى (جدا)
(195)
تقول الكلمة لقارئها:
أنا أبقى منك، فإذا لم ترَ فى رسمى إلا سطحى فاتركنى لغيرك بكل طبقات معانىّ،
أو احمـِل صورتى شكلاً، حتى يأتى من هو أهلٌ لما أغفلتــَه،
وليشكر التاريخ من اخترع الكتابة!!!
(196)
تقول الكلمة لقارئها وصاحبها:
هل تقدر أن تحمينى من ذلِّ الدعارة:
فلا تتلفظ بى إلا أمام من يحبّنى،
يصل إلى عمق ما أعنى،
فتصله مسئوليته عنى،
فيسيّرنى على الأرض فعلا قادرا مغيِّرا.
(197)
تقول الكلمة لقارئها وصاحبها:
اخترعتَنِى لعجزك عن القيام بأمانة ما أعنيه..،
فاحفظـْنِى:
بألا تخفينى بين طيات خوفك،
ولا تشوِّهـْنى بترجمتى إلى ما تتصور أنك تعرفه،
أو تركننى بجوار ما لا تعرفه،
وكأنك تعرفنى وتعرفه.