“نشرة الإنسان والتطور”
18-11-2009
السنة الثالثة
العدد: 810
ربنا خلقنا نحب بعضنا البعض، لنبقى بشرا
.. إنت بتحبنى غصبن عنك!! (كيف؟)
مقدمة:
توقفنا – مؤقتا والله العظيم- عن مواصلة شرح ديوان أغوار النفس
وقدمنا مقتطَفْين من جلسة علاج جمعى حدثت مؤخرا، وذلك بعد أن بدأت التعقيبات تأخذ مأخذ الجد، والاختلاف، والإضافة، والنقد، والتنوير
فتحول العمل ليصبح ذا ثلاثة منطلقات، أو ليسير على ثلاثة مسارات:
الأول: شرح المتن الشعرى، وهو ما نتابعه كل أربعاء غالبا، اللهم إلا فى مثل هذه الوقفة الاستطرادية التى سمحت بمثل نشرة اليوم، أو إذا تراكمت مواد من القسمين التاليين.
الثانى: هو الاستطرادات الداعمة، أو المكملة، أو المصححة أو الناقدة للمتن الشعرى وقراءته وإيحاءاته، سواء كان ذلك من نص سابق للمؤلف، شعرا أو نثرا أو تنظيرا علميا، أو من مقتطف واقعى من حالة إكلنيكية معروضة (حالات وأحوال)، أو جزءا من حالة مناقشة (التدريب عن بعد)
الثالث: هو حوارات الأصدقاء التى تدور حول هذا وذاك، أو تستوحى منه، (سواء من المتن الشعرى، أو من الشرح عليه، أو من تعقيبات وحوارات منشورة عنه) وهو ما يختص به يوم الخميس (غالبا) من كل أسبوع تحت عنوان “حوارت فقه العلاقات البشرية”.
أما كيف سيكون الحال بعد جمع هذه المادة كلها، إذا ما تراءى لنا أن يصدر فى طبعة ورقية، إن كان ذلك مفيدا أصلا، فهذا أمر سابق لأوانه
دعونا نواصل، ونأمل، ونجتهد
والله المستعان.
وبعد
نشرنا فى الأسبوع الماضى نشرتين متتاليتين لمقتطف من جلسة حديثة جدا من جلسات العلاج الجمعى، وهى الجلسات التى تجرى حاليا فى قصر العينى، وكان ذلك بمناسبة بعض ما جاء فى متن العمل وشرحه وتعقيبات بعض الأصدقاء عن تشكيلات العلاقة البشرية، وخاصة فيم يتعلق بما يسمى “تسول الحب” أو “الصفقات الثنائية” إلى “فعل الحب” المتبادل بين البشر فى إطار من العدل والوعى المسئول.
واليوم هو موعد تقديم المناقشة الدالة التى دارت عقب نفس الجلسة ، وهو تقليد متبع يجرى بعد كل جلسة بين المدَرِّب، المعالج الأساسى وبين المعالجين والمتدربين بمشاركة من يشاء من المشاهدين تحت الإعداد، (بإذن وسماح المرضى طبعا) مع بعض التحرير اللازم للنقل من المشافهة إلى الكتابة
وكانت التمثيلية (الميكرودراما) هى جملة واحدة، اقترحتها الزميلة د. “مى” المتدربة فى المجموعة، جملة يقولها أفراد المجموعة يؤدونها بما أمكن من تعبير درامى بكل إمكانات التعبير، يسرى ذلك على المرضى والمعالجين، ولمرة واحدة، يقولها المؤدّى وهو يتوجه بها لأى من زملائه أوزميلاته، والجملة هى:
“يا فلان: إنت بتحبنى غصبن عنك، وعن اللى يتشدد لك، (أو……: وعن أهلك)”
ولمتابعة المناقشة، ننصح الأصدقاء بضرورة الرجوع إلى نشرتى الأربعاء والخميس السابقتين أولا:
– نشرة: 11-11- 2009 [عينة من جلسة من علاج جمعى (منذ أسبوع واحد)]،
– نشرة: 12-11-2009 [مقدمة فى المنهج ثم تكملة نشرة أمس (3/2/2)]
المناقشة: بعد جلسة العلاج النفسى
بتاريخ 4-11-2009
د.يحيى: أى سؤال أو تعليق؟
د.منى: هى جديدة فكرة فرض الحب دى يادكتور يحيى
د.يحيى: فرض الحب!!؟ قصدك “فرض” بمعنى Hypothesis ولا بمعنى القهر
د.منى: بالمعنى اللى حصل فى الجروب، يعنى الفرض اللى جربناه فى الجروب
د.يحيى: أهو ده اللى عايزين نناقشه دلوقتى، هو اللى جرى ده قهر، ولا خلقة ربنا؟ لما أقول لواحد “إنت بتحبنى غصبن عنك” ، يبقى باقهره، ولا باخبّره باللى هوه مش واخد باله منه فى تركيبته الطيبة؟ الطيبة حتى غصبن عنه؟
د.منى: هوه ده تعليقى، يعنى أنا اكتشفت إن غالباً كلنا أو بالنسبة ليّـا مثلاً يعنى، زى هالة كده يعنى، كلنا يعنى غالباً فى معظم الأوقات، بنشحت الحب
د.يحيى: ما هو ده اللى خضّنا وخلانا نمثل نشوف إيه الحكاية، وهل فيه حاجة بديلة ولا إيه، إحنا الظاهر بنشحته قصاد إن التانى يشحته برضه، وده نوع من الصفقات اللى شاورنا عليها فى الجروب، واحنا ما رفضناهاش، ما رفضناش الصفقات الشريفة المعلنة، إذا كان دى هى البضاعة الحاضرة، الأمر لله، بس تبقى بداية، مش كده وخلاص، زى ما شوفنا فيه طرق كتير تانية نعيش بيها مع بعض غير الشحاتة، زى ما شفنا كده
د.نهى: بس الدكتورة “مى” عملت حاجة جديدة خالص، أنا مش عارفة عملتها ازاى، أنا أعتبر إنها عملت اختراق Break through
د.يحيى: بصراحة آه، الجروب سمح بده، ربنا فتح على “مى” وراحت شايفاها
د.نهى: الجروب سمح للفكرة تطلع وتتحضن وتُختبر وتتعاش بالطريقة اللى اتعاشت بيها
د.يحيى: هوه الجديد النهارده هو اكتشاف ثروة تانية، قصدى تالتة، غير اللى انا قلت لكم عليهم، أنا فاكر أنا قلت إنى اكتشفت ثروتين، قريب، قلت مرة واتنين إنك تقدر تحصل على الثروتين دول ببلاش، بمجرد الوعى بيهم، ونصحت أى حد فيكم إنه يجرب يمارسهم، فاكرين ؟ فاكرة يا شادن؟ أظن أنا قلت الحكاية دى أكتر من مرة، ومكسوف أكررها، المهم، ما يجراش حاجة أقولها تانى وعاشر، الثروتين هما “إنك تعرف”، و”إنك تحب“، أظن أنا قلتهم بالفصحى، شكلهم أحسن، هما بصراحة وصلونى بالفصحى مش عارف ليه “أنْ تَعرفْ“، و “أنْ تحبْ“، تروح عامل ده أو ده من غير ما تستأذن، ولا يكون عندك أى غرض من ورا اللى بتعمله ده، سواء بتحب أو بتعرف، إلا إنك إنت نفسك تفرح بنفسك وانت بتاخد حاجة حلوة، تلاقى نفسك بتتملا بيها وانت بتعملها من غير ما تستأذن حد، وتقريبا من غير مقابل من اللى بيقولوا عليه، ثروتين بحق وحقيق اللى عايز ياخدهم يجرب، وحايلاقى الحكاية مش مستحيلة، يعنى تقوم عارف حاجة جديدة كدهه!! معلومة حلوة، فكرة منورة، إضافة توسع أفقك، تقوم واخدها لك، تبقى بتاعتك من غير ما تعمل حساب إنت واخدها ليه، لا عشان تتباهى بيها وانت بتناقش حدّ، ولاعشان تمتحن فيها، تقريبا هى بقت بتاعتك وخلاص، يمكن تعيش بيها بأيها شكل يوصلك منها، حكاية بقى إنك تحب أى حد من غير استئذان برضه غريبة جدا، أول ما وصلتنى الحكاية دى أنا اتخضيت، ليه يعنى، بأمارة إيه، ما يمكن ما يستاهلشى، ما يمكن يرفض ويكسفك، وبعدين اكتشفت فى نفس الوقت وانا باكتشف ثروة المعرفة المتاحة لأى حد ببلاش كده، اكتشفت إن ما دام انت اللى بتعمل الحكاية دى، من غير استئذان التانى اللى بتعملها معاه، ومن غير ما تقول له من أصله إنت بتعمل إيه، يبقى مش حاتنتظر منه حاجة من أصله، إنت خسران إيه بالذمة؟ طبعا دى غريبة ودى غريبة، بس بصراحة لو حد يجربها حتى وهو بيهزر يمكن تنفع، يعنى واحد كده ما فيش بينك وبينه حاجة، ولا يتحب ولا نيلة، تقوم حابّه كدهه، صحيح فيه ناس مؤذيين مقرفين لا يمكن يتحبوا مثلا زى شارون، أنا مش قصدى للدرجة دى، هى المسألة مش عبط، ولا بقششة عواطف، بس انا كنت باتكلم، وما زلت عن الطبيعة البشرية، ربنا خلقنا نحب بعض، نقوم نحب، خلقنا نعرف، نقوم نعرف، وساعة ما نحب لأننا كده، أو نعرف لأن ربنا خلقنا كده، نفرح ونكمل، ونقعد نعمل الحكاية كدهه، واللى عاجبه، لحد ما يثبت استحالة عمايلها، وما أظنش إن ده ممكن يثبت إلا لو كنت بتعملها غلط، لو كنت حاطط شروط مثلا، لو كنت مستنى حاجة تانية بعد الخطوة دى، مش كده ولا إيه؟
د. محمد: إيه
د. يحيى: عندك حق، والله العظيم عندك حق، أنا بصراحة كل ما أقول لحد على الحكاية دى يا إما ما يصدقنيش، يا يفتكرنى إنهبلت، اقول له طب جرب تقوم حابب كدهه من غير إذن اللى بتحبه، وحتى يا شيخ من غير ما تعرفه، حاتلاقيك مبسوط، حاتلاقيك مبسوط والله العظيم، حاتلاقيك كسبت حاجه لك، تبقى ثروة دى ولا مش ثروة ؟ جرب لما توصلك معلومة ما تعرفهاش مش تقعد تقيسها على اللى عندك عشان ترفضها احتياطى عشان ما تتلخبطشى أو عشان تفضل زى ماانت، لأه، توصلك المعلومة، تسمح لها، يمكن هى دى الثروة، تفتش فيها يمكن فيها حاجة زيادة تضيف لك ولا مؤاخذة حتة حلوة هنا، ولا حتى حتة وحشة تفوقك، إنما تضيف والسلام، برضه تبقى ثروة، مش كده ولا إيه؟
د. محمد: ما انا قلت “إيه”
د. يحيى: إمال حاتعمل إيه فى اللى جى بقى يا محمد؟ حاتقول إيه فى اللى حصل النهارده؟ المهم: أنا لما اكتشفت الثروتين دول، وقعدت أوزعهم على اللى حوالىّ ببلاش، إفتكرت إنى أنا إكتشفت سر الكون، وفرحت، كل ما قابل حد عزيز، ولاحتى مش عزيز، بس بيسمع، أقول له يا جدع انت أنا عندى ثروة ببلاش تاخذها؟ يقولى ببلاش إيه يا جدع انت؟ هوّا فيه ثروة ببلاش؟ أروح قايل له الكلمتين دول، يفتح بقه زى الدكتور محمد دلوقتى، ويبص لى، ويمكن أصعب عليه، أو ما اعرفشى إيه ساعتها اللى بيدور فى مخه، أقول له طب جرب كده، إنت خسران إيه، جرب تحب فلان، وانقِّى واحد يكون مش هوه، يقول لى ياخبر!!!، لا يا عم ده ما يستاهلشى، أقول له يا أخى هوا انا قلت لك يستاهل أو ما يستاهلشى، إن شالله ما عنه استاهل، مش انت حبيته وهوه ما يستاهلشى، يبقى انت حلو، وعملت اللى ربنا خلقك بيه، ويمكن بِحُبّك ده حا تساعده إنه يبقى يستاهل، حد عارف، ما دام انت ما استأذنتوش، ولا طلبت حاجة قصاد ده، وكسبت حلاوتك، إنت مالك بيه بقى بعد كده، أو قبل كده يستاهل ولا مايستاهلشى؟
د. نهى: بس إيه علاقة ده باللى حصل النهارده؟
د. يحيى: آه صحيح! أظن له علاقة، وعلاقته يمكن تطلع وثيقة جدا، صحيح إحنا هنا النهارده ما كناش بنعزم على بعض نحب بعض وخلاص، زى العادة، ده احنا كنا بنمارس حقنا إننا نتحب، لأه ومش بس حقنا، وبنطالب بيه وكلام من ده، لأه، إن دى حقيقة موجودة، إننا فعلا بِنِتْحَبّ، ومش فاضل إلا إنها توصل لنا، وما علينا إلا إن احنا نمد إيدنا ونغرف. دى بقى أصعب من الحكاية الأولانية ميت مرة، حكاية”إنك تعرف”، و”إنك تحب“، (“أنْ تَعرفْ“، و”أنْ تحِبْ“)، ومع ذلك مثلناها بسهولة غريبة فعلا، الدكتورة “مى” ربنا يخليها راحت مادّه إيدها وجايبه التمثيلية، ما اعرفشى جابتها منين، لقينا نفسنا قدام حقيقة تانية بسيطة، وباين عليها مهمة جدا.
د. نهى: يمكن عشان كده أنا قلت ده “اختراق”
د. يحيى: بالظبط، إحنا زى ما يكون اكتشفنا إن زى ما هّواش ضرورى أستأذن إنى أحب، الظاهر مش ضرورى أقدم أوراق اعتماد بوجودى عشان أتحب، يعنى مافيش أى شرط إنى استأذن إنى أنا أتحب! المفروض إن السؤال ده ما ينطرحشى من أصله! إنما الظاهر هوه بينطرح بعد ما الطبيعة البشرية قعدنا نلعب فيها ونبوظها بالخوف والتوجس، والشك، والتحوصل واللى جارى، المهم: الدهشة اللى وصلتنى النهارده كانت غريبة شوية، زى ما اكتشفت إن مفيش داعى إنى أستأذن وانا باحب، الخبطه جات لى كده: يانهار ابيض دا الظاهر إن كمان ما فيش داعى أسأل إن كنت باتحب ولا لأه، الظاهر إن البداية إنى أتحب لأنى اتولدت، ولوده صحيح، لو ده وصل لنا بالتربية والطيبة، وإعادة التعرف على خلقة ربنا، يمكن الدنيا تتغير، فإذا احنا لقينا إن ده ماحصلشى، إن الناس ، بدءا من أهلنا الغلابة، حرمونا من إننا نتحب ونحب كدهه خلقة ربنا، الظاهر ده حصل لأنهم الظاهر هما كمان من الأول حرموا، أو اتحرموا، من ده، فراحوا مقفلين مخازن الحب اللى من النوع ده، الحب اللى هوه خلقة ربنا، وما فضلشى غير الخوف والامتلاك والتنافس والطمع والحاجات دى، قمنا احنا بقى إيه مالقيناش حدّ بصحيح نقدر نديه، وناخد منه بالطريق الطبيعى البسيط، فنبتدى نقلق، وندور، ونسأل، ويتطور الأمر إلى الصفقات، والشروط، لحد ما يوصل للشحاتة، والاغتراب والجنون زى ما انتو شايفين، لو الكلام ده صحيح، واللى حصل النهارده بيشاور عليه، واحنا اكتشفناه، ولو حتى هوّه صحيح، ولو حتة صغيرة، اكتشفنا إننا مخلوفين نقدر نحب ونتحب، وبعد ما اكتشفناه قدرنا ننميه ونحافظ عليه، لو كده يمكن تبقى نقلة مهمة جداً، يعنى لما يكون ده هوه الأصل، إن احنا بنحب بعض لأن ربنا خلقنا كده، تاريخ تطورنا بيقول إن احنا عشان نستمر أحياء بشر بحق وحقيق لازم نبقى كده، يبقى كل اللى علينا إن احنا نمد إيدنا على الحتة اللى استخبّت مننا ورا الخوف والجشع والطمع والغباء، يعنى لما اقول لواحد أنت بتحبنى زى ما حصل فى الجروب، أنا مش بافرض عليه نفسى، أو بافرض عليه حاجة من برّاه، أنا بامد إيدى على مخزن الحب اللى ربنا خلقه فيه، وباخد حقى من غير ما استأذنه، حاجة زى كده، على فكرة فيه أمثلة عامية بتنبة إن ده مش صح، فيه مثل أنا مش فاكر نصه، أظن بيقول إن “كل شىء بالخناق إلا ده بالإتفاق” مش عارف ليه، المثل ده غلط لو اتطبق فى الحتة اللى احنا وصلنا لها دى، ليه يعنى! ليه ماتقدرش تحب غصب عن التانى؟! مش بس كده، لأ وتقدر كمان تمد إيدك من غير إذنه برضه، تلاقيه بيحبك، حتى لو أنكر، أظن التمثيلية دى وصّلتنا للمنطقة دى، حاجة كده لو تتكلم فيها نظريا (كما أكتبها الآن) ماتنفعشى، ماتصدقهاش، تيجى تعملها على أرض الواقع، تلاقيها نفعت، زى النكتة – أستغفر الله- بتاعة الصلاة من غير وضوء تنفع؟ قال لك لأه ؟ قال لك وإيه رأيك إنها نفعت!! أهو برضه لو تفكر فى حكاية تمدّ إيدك من ورا التانى يحّبك، تلاقيها ما تنفعشى، لما عملناها ومثلنا ها باين عليها نفعت،
وبعدين “مى” عملت عاملة بقى مش مسبوقة، هى انتبهت للصعوبة، وشافت إنى رافض نهرب فى “لعبة” عشان ما نستسهلشى، ونقعد نقول “أنا من حقى ولكن….(ونكمل)”، وكلام من ده، ما احنا لعبناها قبل كده، راح ربنا فاتح على “مى” ، وزى ما تكون شافت إن فيه حقيقة ورا كل ده، وهى إننا بنحب بعض فعلا، بس مش واخدين بالنا، أو يمكن حايشين نفسنا عن إننا نشوف ده، ونكبره، ونمارسه، حاجة زى كده، طبعا ده اللى وصلنى دلوقتى مش ساعتها، مى لما اقترحت التمثيلية زى ما تكون قررت إحتمال إن ده حقيقة، زى ما تكون عرضت على كل واحد مننا إنه يمد إيده على الحتة اللى بتحِب فى التانى، خلقة ربنا، وياخد منها اللى هوه عايزه، وهو بيعمل كده يروح زايح كل اللى يعترضه من حواجز أو حراس مانعاه عن باب مخزن الحب الربانى ده، فراحت منتبهه كده بحدس ما لوش دعوة بأيها تنظير سابق، وراحت صايغاها فى الكلمات البسيطة دى. “إنت بتحبنى غصبن عنك وعن اللى يتشدد لك، أو“وعن أهلك” (بعد التعديل).
د. نهى: بس دى صعب قوى، زى ما يكون على قد ما هى ممكن تحل إشكال الشحاتة والصفقات والذل والكلام ده، يمكن تخلى الناس تستغنى عن الحب العادى، اللى هوّه مهم جدا، ما احنا عايشين بيه، حتى لو ما فيش، أدى احنا بندور ونستنى، أنا خايفة لانكون بكده بنستغنى عنّه، يبقى بتستغنى عن “الآخر”؟
د. يحيى: بصراحة آه، خوفك فى محله بس يمكن المسألة ما تكونشى استغنا قوى، يمكن تكون تذكرة بإن فيه حاجة أكبر مننا ورا الحب اللى احنا محتاجينه جدا ده، حاجة ما تتعارضشى معاه، بس ما تخليهوش بالشكل الصفقاتى ده، ولا يوصل للشحاتة طبعا، فما بالك بالمرض، والجوع للشوفان، وللاعتراف، الجوع المسعور اللى بيودى فى داهية زى ما انتى شايفة، وعارفة
د. نهى: بس ازاى نـِوْصِل ده بده؟ يعنى لما أكون أنا حا حب من غير ما استأذن، وكمان حامدّ إيدى فى مخزن التانى واتحب من غير ما اقول له، يبقى فين العلاقة؟
د. يحيى: والله ما نى عارف، أنا متصور إن ده شىء يهدد بناء كبير جدا إحنا عايشين جواه فى الحياة، وفى القصص، وفى التاريخ، وفى الأسر، بناء بنتربى فيه وبنحتمى بيه، وبنربى أطفالنا جواه، وأنا مش معترض على اعترضاك، أنا متصور إن البناء دى منطقة أمان ضرورية، إنما فيه أمان أكبر، لما نكتشف إن الحب ده مسألة بديهية، طبيعة عادية قبل الطبيعة اللى احنا بنفرضها على نفسنا ونسميها طبيعة، وهات يا نظريات، وهات يا فتاوى، الظاهر إن الامان الحقيقى مايجيش من إنك توفرى آليات الأمان المصنوعة، لأه، إنك تدورى على معادلة الأمان الطبيعية، لما تكتشفى إن طبيعتنا زى ما ربنا خلقها هى إننا نحب بعض، يبقى لا يمكن مهما تقعى حاتتكسرى، لأن ربنا هو اللى عملنا كده، فلازم حايلقانا واحنا بنقع، يعنى لما حد يقع من الأدوار العالية بتاعة البنا المؤمّن صناعى بالشكل إللى انا شاورت عليه دلوقتى، يقوم ما يتكسرشى برضه حتى لو آليات الأمان مش كفاية، يلاقى اللى يلقاه، اللى هى خلقة ربنا، يمكن يكون ده ضمان يخفف شوية ولا شويتين من حكاية “إنت بتحبنى، لأ ما بتحبنيش، أنا عايزة اتحب، ما حدشى شايفنى“، والكلام ده، مش معنى كده إن ده كلام مش مشروع، أو كلام فارغ، لأ ده، كلام إنسانى طيب ومهم جدا وحقيقى، وهو بيعلن الضعف الرائع بتاع البشر، لكن يبدو إن احنا عشان نكمل المشوار ونكون بشر بحق وحقيق، لازم ما نقفشى عنده، آدى كل الحكاية، أنا عايزك يا نهى تقولى اللى احنا بنتكلم فيه ده لأى حد من الى بيحبوا بعض، يكون مثلا زعلان من اللى بيحبه، وكده، قولى له يا أخى دوّر على اللى ورا ده، على الحتة اللى بتحبك فيه غصبن عنه، غصبن عن سوء الفهم ده، فى الغالب حاتلاقيها، أظن الأغلبية حايقولولك لأ ما ينفعشى، دا قال ، وعاد، وكلام من ده، تقولى له، ياأخى طيب ما يمكن فيه حته جوا جوا وأنت مش واخد بالك منها، ما تمد إيدك غصبن عنه وتصحّيها، ما تفتح مخازنها وتشوف الحكاية، يقول لك إلاّ، مش حا يصدق اللى إحنا عملناه دلوقتى فى الجروب، طبعا إنتى مش حاتيجيبى سيرة، مش معنى كده إن الحب مش كيميا، ولا إنه مافيهوش تمييز، وإن الحكاية سايحة ونايحة، لأه، إحنا هنا بنرجع لبدايات البداليات، القدرة على الحب نفسها، إنما عند التطبيق: الخصوصى خصوصى، كله خصوصى، ما فيش مانع، ييجى ينتهى العمر الافتراضى للخصوصى، نرجع نبتدى من الأصل، حاجة زى كده، أنا مش متأكد.
د. نهى: مش عارفة، مش فاهمه، إيه الفرق؟
د. يحيى: مش كل واحد فى الجروب قدامك مد إيده ورا خالص جوا الجدع اللى بيكلمه، ولاّ الجدعة اللى بيكلمها، ولقى إن اللى بيعمله ده صح، ولما التمثيلية سمحت إن ينط له اللى بيمنعه أو بيشككه، من خلال حكاية “غصبن عنك” دى، يعنى وهو بيمد إيده، اضطر يزيح اللى حايشه، إن كان الأهل (يعنى السلطة) همّا اللى حاشونا عن بعض – سواء بخوف أو بغباء أو بقلة أمان، مهما كانت حسن النية – أو غيرهم؟ وبرضه التمثيلية إدت الفرصة لمحاولة إزاحة أى حاجز تانى “اللى يتشدد له”، أى حاجز يبرر الوحدة والانسحاب والشك والكلام ده كله؟ مش ده اللى حصل؟
د. نهى: يمكن ، مش عارفة
د. يحيى: إحنا اتكلمنا فى الجروب عن الفرق بين “غصبن عن اللى يتشدد لك”، وبين “غصبن عن أهلك” مش كده يا منى
د. منى: أيوه
د. يحيى: أظن اللى بان من اللى حصل هو إن كلمة “اللى يتشدد لك” كانت بتشاور على كل العوامل اللى تحول دون انطلاق هذه الحقيقة البسيطة اللى اتعرت من التمثيلية، أما غصبن “عن أهلك”، فيمكن بتشاور أكتر على السلطة الوالدية أو ما يعادلها اللى بتحول دون التواصل الإنسانى بينا وبين بعضينا حاجة كده، قصدى زى ما باكرر باستمرار ، زى خلقة ربنا
د. محمد: يعنى إيه ؟
د. يحيى: بصراحة يامحمد أنا باخاف أخش فى المنطقة دى، مع إن مستحيل تجنبها، عشان كده كل ما اقرب لها أشاور على حتة منها، واكتفى بكده، أصل احنا ربنا حطنا فى منطقة معرفة صعبة قوى، إحنا ، قصدى الدكاترة النفسيين اللى عايزين يعرفوا، بنشوف البنى آدم عريان وهوّه بيتفركش، ويتشكل من لحم الحى، إحنا بنتعرف عليه باستمرار، ما فيش حاجة ثابتة زى ما بيفرضوها علينا فى العلم، أو بالتفسير الجاهز من أى مصدر، الأصل عندى هو نقطة بداية مش أكتر، والفطرة، اللى هى خلقة ربنا هى حركية مستمرة عبر رحلة تطور عظيمة وصعبة ورائعة، هى قانون حركة البقاء، وفى حالة الجنس البشرى، يبدو لما اكتسبنا الوعى وكلام من ده، اخترعنا حاجة اسمها الحب،والقدرة على الحب، وابتدينا نشوف الصعوبات اللى حوالين الحكاية دى، بما فى ذلك ضرورة الكره، ما انت عارف إن الكره علاقة برضه، وإنه هو جزء من حركية الحب زى ما قلنا ألف مرة، الكره مش عكس الحب، وانا كتبت فى الموقع كلام كتير من ده،
– نشرة 1-7-2008 [نحن نخاف من الحب،..!! وننكر الكراهية!! إذن ماذا؟]،
– نشرة: 22-7-2008 [عن “الكره” و”الكراهية” خبرة شخصية حديثة !! ]،
– نشرة 19-8-2008 [مقدمة عن الحب والجنس ثم: تجليات الحنان]،
ولعبنا ألعاب كتير مع أصدقاء الموقع
– نشرة: 15-7-2008 [هل ثمَّ وجدان جديد يتخلق: “ألعاب الحب”]،
– نشرة:24-9-2008 [حتى لو ما حدش بيحبنى: أنا من حقى…..]، (1)
وجبنا عينات من العلاج الجمعى دى، عايزنى أقول لك إيه أكتر من كده، أنا بصراحة باحذركم من سوء استسعمال الألفاظ فى المنطقة دى، ومن تحوير كلامى أو سوء فهمه، أقول ربنا تاخدوها ربنا بتاع السلطة، وتبعدوه عننا سواء فى السعودية أو فى الجامع، أنا ربنا قاعد معانا هنا ودلوقتى، أنا باترعب لما اضطر أستعمل ألفاظ دينية شائعة، على طول بتوصل الناحية التانية غالبا، مش بس الدين، آجى أقول الطفل اللى جوانا يتقلب طفل بتاع المرقعه والسيبان والرضاعة والاعتمادية والكلام ده، خلوا بالكوا اللغة عملية متحركة ومسئولية، إعملوا معروف. بس أنا حاعمل إيه؟ حاجيب لغة منين؟ ما هو ده طفل صحيح بس مش لوحده، وده ربنا صحيح بس مش اللى هو استولوا عليه الرؤساء والمفتيين اللى واخدينها من على الوش، كده ما ينفعش
د.محمد: ما هو كل واحد بيتهيأ له خلقة ربنا زى ما هو عايز، أو زى ما قالوا له
د. يحيى: بصراحة: الله نور، بس انت بتشوف هنا بعينك إحنا بنعمل إيه، يعنى بتشوف إحنا بدأنا النهارده بشحاتة الحب، عرّيناها لقيناها بايخة ومُذلة ومش نافعة، قلنا صفقات، مشيت شوية بس مش مضمونة برضه، فجأة “مى” فتحت لنا فتحة وصّلتنا للأصل، قلنا نجرّب.
محمد: وليه ما نسميهاش حاجة تانية ، إشمعنى خلقة ربنا
د. يحيى: سميها زى ما انت عايز، ما انت عارف أول الاتناشر خطوة فى علاج وتأهيل المدمنين بيقول الواحد منهم: سلمت أمرى لله “كما أعرفه”، أو “كما أراه”، حاجة كده، يعنى ما يصحش نقف عند اللفظ ونقعد نتناقش فيه واحنا قاعدين على المكاتب، إحنا بنشوف هنا ازاى فيه وعى بيتكون فى وسطينا واحنا حواليه، بناخد وندى منه، وبنشوف ازاى الوعى الجمعى ده بيبقى متصل بوعينا، واحنا جزء منه، وفى نفس الوقت بنحافظ على استقلالنا بوعينا، الحاجة اللى انا شخصيا بازودها بقى، مش بافرضها، هى إن الوعى الجمعى المشترك اللى بيتكون ده بيتصاعد بالتدريج وباستمرار من غير ما نحدد مدى تصعيده ولا مسار تصعيده، مش ده أساس العلاج الجماعى برضه؟ أنا عارف إن مش كل الانواع اللى جارية فى العالم بتتدرج لحد حكاية التصعيد دى، إنما أهو كل شيخ وله طريقة، وكل شيخ وله لغته برضه، وكل ثقافة ولها متابعها.
د. محمد: بس لازم فيه لغة مشتركة
د. يحيى: طبعا، إنما ما حدش يفرض أى لغة أو أى تفسير ينكر اللى جارى قدام عينى وعينك، إحنا مش حانوقف الجروب ونقول لهم إيه هوه تعريف الفطرة، ولا إيه هى برامج التطور، ولا يعنى إيه ربنا، إنت شفت هالة لما حصل التغير مهما كان بسيط، وطلبت منها تقول “الحمد لله”، أنا مش كنت بادّرْوش، أنا كنت باشاور على فضل القوة الضامة المركزية، إللى جمعتنا لحد ما تكونت الحاجة المشتركة بينا، واللى أنا رأيى هى إنها اللى بتميز الإنسان المتواصل بشرا بحق، أنا بقى باشوفها وباعاملها موضوعيا على إنها حقيقة واصلة لربنا، وإن تدعيمها ممكن بكل شىء بنعمله صح عشان يعمّق اللى شفنا نفسنا اتخلقنا بيه أو عليه، واحد تانى يشوفها زى ما هو عايز، يسميها زى ما هو عايز، بالنسبة لى دى حقيقة موضوعية ومفيدة، وده يكفيى، إنت عارف علاقتى بالتفسير العلمى للقرآن، أنا ضده مائة فى المائة، إنما الحقائق الموضوعية لما تتوازى مع الوعى الإيمانى اللى انا باستلهمه من فطرتى، ومن دينى، زى ما كل واحد ممكن يستلهمه من دينه أو من مطرح ما هو عايز، الحقائق دى لما تبقى مفيدة، تبقى مفيدة، إحنا هنا جربنا إن خلقة ربنا معمولة عبر ملايين السنين – عشان نبقى بنى آدمين- بتسمح إننا نحب بعض، يبقى ننميها، ييجى بقى الأهل خايفين أو مغتربين يخزنوا الطاقة دى من خوفهم أو طمعهم، ندعبس احنا عليها، ونمد إيدنا ناخد منها غصبن عن “أهلك”، آسف عن الأهل اللى عملوا كده، تيجى عوامل تانية تساهم فى وضع الحواجز أو تقفـّل المخازن، يبقى غصبن عن “اللى يتشدد لك“، أنا وصلتنى “اللى يتشدد لك” على إنها أى عوامل تحول دون أن نحب بعض بالمعنى البسيط ده.
د. نهى: بس دى حاجة زى ما تكون مثالية كده
د. يحيى: يمكن ، ويمكن لأه، يعنى الشحاتة هى اللى واقعية قوى ؟ يا شيخة!! ولا المذلة؟ خلى الصفقات على جنب، لأن احنا ما هاجمنهاش قوى، باين إن هى دى البضاعة الحاضرة، بس باضيف عليها كلمة إن الصفقات مقبولة لأنها “مرحلية”، مادام إحنا ما شيين فى السكة اللى بنقول عليها النمو وكلام من ده، أصل انا لما اشتغلت فى منطقة فطرة برامج حركية الإيمان، ولسه ما نشرتهاش إلا فى مرة فى مؤتمر على باور بوينت، شفت إن العلاقة بين البشر فى وضعهم الحالى، وهما بيحملوا كل تاريخ الحياة، والكر والفر، والاستغماية والانقراض والكلام ده كله، وبعدين وهما بيحملوا كل تاريخ الإنسان بما حوى من معارك، وظلم، وإبادة، وجنس، ومحارم، وقتل، وإغارة، وده تاريخ رائع مرعب فى الأساطير، بعد ده كله لقيت إن ما ينفعشى نمسك اتنين نقول لهم حبوا بعض جدا جدا بالبلدى كده وهما شايلين كل ده جواهم، يعنى إيه “نعلم العيال إن” على الإنسان أن يحب أخيه الإنسان؟”؟ بأمارة إيه؟ إذا سطحنا الحكاية كده هما يا إما حايكذبوا، يا حا يبقى حب مؤقت عمره قصير، يا حايتوقفوا وماعادوش يتحركوا نحو بشريتهم الحقيقية وسط بشر مثلهم فيه عامل بيجمعهم، لما أنا شفت الصعوبة التركيبية دى، بحثت عن جمّاع ده كله، لقيت الحركة والجدل والكلام ده داير على ودنه، بس مش بشكل عشوائى يعنى ولا سطحى، لأ بصيت لقيت إن عشان نستحمل تاريخنا ده إحنا مضطرين نتناغم مع مستويات أعلى فأعلى من الوعى أكثر إحاطة وأتقن برامج، وأنجح حركة، هى مش بعيد عن تركيبنا، هى بتبدأ مننا وتتناغم مع دوائر أوسع فى أوسع، بصراحة كفاية لحد كده، الظاهر المسالة بقت تنظير بايخ،
د. نهى: حضرتك كده صعبتها وسبتها
د. يحيى: أصل أنا باخاف وانا باقرب على المنطقة دى، أنا عادة باتوقع انكم تستسهلوا وتفهموها غلط ، مع إنى باكررها كتير غصبن عنى، إحنا صنايعية لنا هدف متواضع، إحنا المقياس اللى عندنا هنا هو مصلحة العيان، مسيرة العلاج ، وبنقيس صحة الفروض بتاعتنا بنتايج اللى بنعمله حتة بحته، وعلى فكرة المنهج بتاعنا ده هو ضد المقارنة، وضد اثبت لى واثبت لك، دا منهج تانى خالص، اللى عايز يشوف ييجى يشوف، ما لوش حل تانى، وانا بخبرتى فى النقد باقول إن الإبداع الأدبى، وكل أنواع الإبداع بينى وبينكم، بيلعبوا صح فى المنطقة دى، أنا باشوف الحاجات دى فى الإبداع وفى المرضى، أكثر ما باشوفها فى الكتب، النفسية، وبصراحة الفلسفة عاملة شغل كويس برضه.
د. محمد: طيب، إحنا شفنا الفرق ما بين الشحاتة، وما بين مد الإيد واقتحام لمخزن الحب من غير استئذان، ده بقى حاينفع الدكتورة “مى” بإيه، وحاينفع الدكتورة “منى” بإيه، وحتى حضرتك؟
د. يحيى: باللى انتَ شفته عينى عنيك، ثم إننا يا أخى زى ما انت عارف، ما بنقيسشى كل خطوة بكذا وكيت، ماهى النقلة من الشحاتة، لتبادل الحب من غير تردد ولا حزق، ولا حتى صفقات غير صفقة قعدتنا مع بعضينا ساعة كل أسبوع لمدة سنة، النقلة دى، لحقناها بحمد الله عشان هو خلقنا بعد رحلة التطور دى كلها كده، خلقنا قادرين نستحمل كل تاريخنا ده، دى حاجات ما تترصدشى أول بأول، بالتراكم بتظهر النتائج فى حينها، وساعات ما يظهرشى أثرها إلا بعد سنين. وبعدين خلى بالك ساعات الحاجة تبقى صح، ولو إنها تبان صعبة أو مثالية أو أى حاجة من اللى انتو بتقولوا عليها، لأن غيرها زفت، هوه فيه إيه عندك بدال اللى حصل ده، شحاتة الحب، ولا خطفه، ولا سرقته، ولا إيه بالظبط؟ خلى الصفقات على جنب من فضلك، بس الزمن بيرجع يفلّى فيها خلى بالك، ولما عمرها الافتراضى ينتهى، بتحتاج النقلة دى.
د. منى: بصراحة الشحاتة لما اتعرّت قوى كده، واحنا كلنا بنشحت عمال على بطال، حا تخلى الواحد يحتاس
د. يحيى: بصراحة آه، خصوصا إن ليها أشكال كتيرة ما اسمهاش شحاتة، هى ساعات بتستخبى فى صورة مجاملات ، وعلاقات عادية ، يعنى مثلا لما واحد بقى يعيى ويوصّل لمراته، أو حبيبته، أو صديقته إنه عيان قوى قوى، وهوه مش عيان أوى ولا حاجة يبقى بيشحت، وهكذا، ثم خلى بالك يا منى، إحنا مش بنرفض الشحاتة من منطلق أخلاقى، إحنا بنرفضها من منطلق نفعى، يعنى شايفة مع هالة، هىّ الشحاتة نفعت؟ لونفعت ما كانت بطلت، ما هى كل مرة عمالة تشحت بعوجة رقبتها، وبأنها عايزة تموت، والنهارده أعلنتها: عايزة حب، رحنا لاعبين “حبة حب – عند الجارة” راحت الحكاية مفقوسة. المفروض إن الحاجة لما ما بتنفعشى بنبطلها، فى المرض ده ما بيحصلشى، إحنا بنقعد نكرر نكرر نكرر وما بنزهقشى، وحتى يا شيخة فى الحياة العادية، زى ما انتى قلتى، هوه احنا بنعمل حاجة غير الشحاتة ، مش انتى اللى قايلة كده، وادى احنا شفنا إنها مش نافعة، يبقى نكررها ليه؟ المصيبة بقى إن حتى أبسط القواعد السلوكية احنا ما بنحاولشى نطبقها ونتعلم منها، يعنى الشحاتة مش نافعة، والصفقات عمرها قصير، طب نعمل إيه واحنا بشر، تيجى تظهر لنا حاجة بسيطة وحلوة غير ده وغير ده، نقول عليها مثالية وصعبة ومستحيلة، نعمل إيه، ما هو لازم نتعلم من واقع الممارسة مش بس من الكتب ، وزى ما انتى شايفة المسألة مش مسألة كلام، إنت لو قلت لهالة النهادة ألف مرة “أنا باحبك”، حاتنفع؟ مانتى شفتى وعارفة، وبره الجروب برضه، الصفقة حاجة تانية، أنا مش بدافع عنها، هى مش غاية المراد، إحنا اتعلمنا من إبراهيم إنها جاهزة لكن عزمنا عليه يعديها فعدّاها، إبراهيم زى ما لاحظتى، هوّه ابتدا بيها جوا الجروب ، “أنا أحب هيام تقوم هى تحبنى”، يعنى، ومع ذلك ما رضيناش بيها، لأنها مش حل، لأن عشان الصفقة تبقى جيده وعمرها أطول شوية ، يبقى لازم يكون فيه حاجتين، عدل، وعدم وجود شروط خفية من تحت لتحت، ساعات يسموه تواطؤ غير معلن، إذا كانت الصفقة عادلة إنت بتدى 5 بتاخدى 6 إنتى بتحترمى تسعة بيحترمك تمانية ، يعنى فروق ملحوقة كده، بالشكل ده عمر الصفقة بيطول شوية، الجماعه الحبيبة تجيبلهم سيرة الصفقة دى يركبهم العصبى، تقولى عدل مش عدل، تواطؤ مش تواطؤ، ما لهمشى دعوة ، هوه حب مية مية، حلال عليهم، ربنا يسهل لهم، حد طايل، الصفقة الصح لازم تكسّب الطرفين إنسانيتهم أكتر فى أكتر، الصفقة ساعات تتقلب شحاتة، وساعات تتقلب استغلال، لو إن العدل غاب، المصيبة لما الشحاتة تبقى سرية متبادلة، دى تبقى صفقة أخبث، عادة بتتم على حساب الأضعف، والمجتمع اللى بيقهر المرأة على ودنه، بيخليها خسرانة فى الصفقات السرية دى خصوصا، وبرضه فى العلنية بينى وبينك، إلا لو لحقت نفلسها، والأدهى عشان الراجل أخيب من كده مفيش، السرية والتواطؤ ما بيخلهوش يشوف الخسارة اللى هوه متدبس فيها لما يغيب العدل، ويعمى الوعى.
د. منى: طب نعمل إيه؟
د. يحيى: ما انا قلت، نرجع لخلقة ربنا، ومش بالمعنى الدينى الحرفى، لأه، بمعنى الحركة نحو العامل المشترك الأعظم اللى بيتخلق ما بينا بالعدل والوعى، اللى بيخلينا بشر نستاهل تكريم ربنا واحنا بنتجمع بيه وحواليه وإليه، إنت عارفة أنا باكرر حكاية “اجتمعا عليه”، و”افترقا عليه”، وباخاف لتحسبوا إن ده تفسير علمى للدين وكلام من الكلام الخايب ده، أنا وقفت قدام “افترقا عليه” دى سنين طويلة لحد ما فهمتها وانا بامارس العلاج الجمعى بالذات، “اجتمعا عليه” ماشى، أدى احنا ينيجى، ونعمل دايرة ، والقاسم المشترك الأصغر بيتكون ما باناتنا، وبيسحبنا واحدة واحدة للقاسم المشترك الأعظم، ده حسب لغتى، كل واحد يقولها بالطريقة اللى تريحه، نيجى بقى لحكاية “افترقا عليه” أحس إن احنا واحنا بنروّح، والجروب بيتفض فى نهاية كل جلسة، ويكون الوعى الجمعى اللى على قدّه ده ابتدا يتشكل ما بينا، أحس إنه بيفضل موصل جيد مع بعضنا حتى واحنا بعيد عن بعض، مش إن إحنا نفتكر بعض بالذاكرة، لأه، ده وعى بيجمع البنى آدمين مع بعض لوحده، أظن ده اللى بيميز الجنس البشرى بعد ما اكتسب الإنسان الوعى والكلام ده، هو ده برضه اللى يعتبر تكريم للبشر، لأنه فيه فعل، وفيه مسئولية، عشان نبقى بشر، يبقى لازم يتخلق بينا وعى جمعى بالعدل والأصول، وعى متصل بوعى أعلى عشان يلمه، وده مش ميتافيزيقا ولا يحزنون، ده واقع ماثل، بيولوجى، ربنا خلقنا قادرين على تكوينه، بجروب مش جروب، أنا عمال أقول “اجتمعا” لأن الحديث الشريف أصله كده بيتكلم عن شابين تحابا فى الله، هنا حقنا نقول “اجتمعوا عليه”، ثم ما تنسيش حرف “فى” دى، “فى الله” ، دى عندى لها معنى موضوعى، يكاد يكون بيولوجى، ما فيش وقت لشرحه، برضه عشان ما تقولوش تفسير علمى وكلام من ده، أنا باقف كتير عند التلات حروف جر دول: “فى”،و “على” و”على”
نرجع مرجوعنا ازاى “نفترق عليه”، تلاقى الوعى الجمعى اللى بيتكون أثناء العلاج ده هو اللى بيلمنا برضه واحنا بنسيب بعض، لأننا بنسيب بعض تحت مظلته الواسعة جدا، يمكن هى كرسيه اللى وسع السماوات والأرض، تلاقينا إذا كانت هذه القوة الموضوعية هى اللى بتجمعنا صح، يبقى مهما بعدنا عن بعض كآحاد، فاحنا مستظلين بالمظلة الكبيرة، يعنى منتمين للوعى الجمعى تحت مظلة الوعى المطلق إلى وجه الحق تعالى، أنا متأسف، كل ما أحود التحويدات دى أخاف من الفهم الغلط، باخاف من اللى يختزلها لمعتقداته السطحية قوام قوام، وينسى إنها مسئوليته، وإنها مسألة قريبة نابعة منه راجعة له وكلام من ده، أنا آسف بجد،
د. نهى: يعنى، يمكن فهمت شوية، لكن
د. يحيى: ستين لكن، ولا يهمك، الأحسن الواحد ما يفهمشى قوى، المهم إن فيه حاجة رائعة فى الجنس البشرى ده، وإن العلاقات ما تتاخدش بالبساطة الشائعة، ولا بالاستسهال الجاهز،
د. منى: يبقى ممكن إيه بقى ؟
د. يحيى: والله ما نى عارف، يعنى انتى فاكرة إنى حليتها شخصيا يعنى؟ أهو بنحاول مع بعض، على فكرة أنا مش عارف فى بلاد بره بيحلوها ازاى، خصوصا الجماعة اللى بيتوقفوا عند العقل الظاهر، والحرية، وحقى وحقك، وكلام من ده، طبعا هما بيحبوا ويتحبوا والأشيا رضا، بس هما بيراجعوا نفسهم، بجدعنة عمال على بطال، وبياخدوا بالهم من حسابات العمر الافتراضى بتاع الحب المتاح، ومعدل التغيّر، وسرعة التبديل، وارتفاع معدلات الطلاق، وده مش ضرورى يكون عيب قوى، ولا هوه برضه دليل نجاح، إحنا مانتفلحسشى ونحكم على غيرنا، واحنا لا عارفين التفاصيل، ولا ناجحين يعنى اسم الله، وعلاقتنا بربنا مش هى اللى انا باشاور عليها، دا يمكن العكس، آسف، إحنا اللى شفناه فى الجروب ده هو لمحات من اللى عايز أشاور عليه، يعنى هالة مثلا ساعة ما قالت “الحمد لله” أنا اتصورت إنها كانت فى الاتجاه ده، هى صحيح بلعتها بعدها بـ 5 ثوانى إنما أنا شايف فى خبرتى إنها مستحيل تلغيها تماما، مش احنا اتعلمنا كده برضه؟، اتعلمنا إن إحنا نشوف ونستنى ونشتغل وربنا يسهل، أهو اللى شفناه ده هو اللى حصل، والبنيّة حمدت ربنا وشكلها اتغير، يعنى هوا انا يعنى جيت حشرت فى مخها ربنا بالعافية، مش كل اللى حصل إنى عزمت عليها وطلعت منها رايقة ومختلفة، يبقى خلاص الحمد لله، ما هو ما حدش يقدر يرصد وفى نفس الوقت ما يقدرشى ينكر الحته اللى بتظهر قدام حواسه عينى عينك، وهى حتة بتبان إنها عكس المنطق وعكس الصفقات وعكس المشايخ وعكس العلم وعكس الكتب، مش عكس يعنى ضد، لأه، يعنى مش هيه، بس نبص نلاقيها موجوده قدام عنينا نقول لها لأه ما شفناكيش، يمكن اللى قالته “مى” وكان سبب فى اختراع التمثيلية دى، جه من حتة المعرفة الخفية دى، إحنا مش بنجّم، إحنا بنعيش الموجود، ونحترم النتايج، آدى كل الحكاية.
د. محمد: بس دول عيانين
د. يحيى: قصدك إيه؟ يعنى العيانين دول مش بنى آدمين ربنا كرّمهم برضه بأنهم بشر؟ دول فضلهم علينا يا راجل مالوش حدود، دول مش بس بيعرفونا يعنى إيه مرض، دول بيعرفونا يعنى إيه بشر، بيعرفونا أنفسنا يا راجل، ثم خلى بالك إحنا فى قصر العينى، وأغلبهم يا ما بيفكش الخط، يا ما كملشى ابتدائى، ونادر اللى عدى ثانوى، وناس غلابة وولاد حلال، بغض النظر عن التشخيص، ثم إحنا بندور على إيه؟ بندور على التحقق من اللى احنا شفناه، لقينا هنا فكرة، فرض طلع لنا لوحده لما شفنا بشاعة الشحاتة، وخيبة السرقة، وحسينا قصر عمر الصفقات، قام إيه، قام طلع لنا فرض بيقول: ” إن ربنا خلق البشر ، خلق الناس، وفيهم ميكانزم، بروجرام إنهم يحبوا بعض، وإن فيه حاجات إحنا عملناها فى نفسنا خبّت ده، أو منعته، أو صعّبته، حاجة كده، فجُعنا حب وشوفان”، فراحت “مى” ربنا يكرمها رازعة التمثيلية، رحنا شايفين اللى شفناه، ننكره بأمارة إيه ؟ إنه مش مكتوب فى الكتب؟ يا صلاة النبى، مش ندوّر ازاى نستفيد منه يمكن نبطل شحاتة وكذب، مش يمكن نعرف فى الزنقات اياها نقول: اللى ما بيحبنيش ان شالله ما حبنى، ما هو بيحبنى برضه غصبن عن أهله، وعن اللى يتشدد له”، حلوه دى!! بس أنا قلتها يا دكتور محمد بالتمثيل الصامت معاك فى الجروب ساعة ما مسكتك من قميصك، أوريهم التمثيل الجد يبقى ازاى، ووصلك الكلام من غير كلام، مش كده؟ واهو انت اهه عمال تحبنى دلوقتى غصبن عنك وعن….
د. محمد: لأ بلاش، مش غصب عنى ولا حاجة،
د. يحيى: ربنا يخليك
[1] – هذه الروابط مضافة عند التحرير كتابة طبعا لتسهيل الرجوع إليها لاصدقاء الموقع.