يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
12-11-2009
السنة الثالثة
العدد: 804
امتداد وقفة المراجعة (3):
الحق فى الحب
بين الاخذ، والتسول، والسرقة، والخطف، والصفقة، والفرض!
مقدمة فى المنهج ثم تكملة نشرة أمس (3/2/2)
قبل المقدمة:
هذا هو أول خميس منذ صدور هذه النشرة لايظهر فيه نجيب محفوظ بشكل مباشر، أنا لا أعتذر له، فأنا أعرف ترحيبه بالمعرفة وبما أحاوله، ولا أفتقده، فهو حاضر بحضوره، وحاضر بسماحه لنا بهذه المساحة لفترة محدودة، وسوف أعود أخصص يوم الخميس له إن كان للنشرة استمرارا، وللعمر بقية، لأكمل ما بدأت منذ عامين، لنشرة أو اثنتين بعنوان “فى شرف صحبة نجيب محفوظ”.
عذرا يا شيخى الجليل،
لعلك راض عن كل هذا
مقدمة:
كما هو متوقع، سوف نكمل ما بدأناه أمس، مع أن المفروض أن هذا اليوم (الخميس) قد خصص -بالاقتراح الجديد – لمناقشة ما يردنا من تعقيبات، تساؤلات حول هذا العمل، إلا أن ما حدث هو أنه لم يأتنا تعقيبات جديدة غير التى نشرناها فى يومية الأربعاء الماضى، حوار خارج حوار بريد الجمعة، ولا حتى أنا نشرت ردى على تلك التعقيبات المختلفة، ليكن، ولنستمر برغم الصمت مع أن الصديق أ.د. جمال التركى صاحب الاقتراح قد تفضل بتعميم دعوة للمشاركة فى مناقشة هذه التجربة فى شبكتنا الرائعة (الشبكة العربية للعلوم النفسية) ، ليس فقط بالنسبة للنشرة الحالية المعنية، وإنما بالنسبة لكل ما صدر من نشرات فى هذا العمل “فى فقه العلاقات البشرية، الكتاب الثانى: دراسة فى علم السيكوباثولوجى، شرح ديوان سر اللعبة”، حتى الآن.
وإلى أن يصلنا ما يفتح ، أو يواصل الحوار ، دعونا نكمل من ناحيتنا توضيحات مناسبة
عن تطور المنهج
- من خلال النشر المسلسل، والمتقطع، وجدتُ أن التعقيبات والتساؤلات، تثرى المتن والشرح معا، ورجحت أن الأصدقاء المشاركين بهذا الأسلوب، سوف يضيفون أولا بأول ما ينبغى إضافته، وأن الرد عليهم سوف يثرينى ويعدل بعض توجهاتى
- خيل إلى أننا حين نصل إلى مرحلة النشر الورقى، ومن خلال مثل هذه المشاركة المستمرة، يمكن أن نصل إلى شكل مفيد ومتكامل، برغم هذه النقلات والاستطرادات أثناء النشر المسلسل
- وصلتنى صعوبة الأخوة العرب غير المصريين من حيث أن المتن بالعامية المصرية، لكن يبدو أنه لا يوجد حل آخر، إلا أن نقبل كل اللهجات واللغات العربية كمنطلق، وقد تصورت أن علينا حين نصل إلى مرحلة النشر الورقى، أن نجعل الأولوية والغلبة للشرح بالفصحى، ثم نستشهد بالمتن كلما عنّ لنا ذلك
- قد يقوم أحد الزملاء من أى قطر آخر بترجمة المتن إلى اللهجة المحلية إذا شاء، أو ربما أستطيع أنا إعادة صياغته بالفصحى، وإن كنت لست متحمسا لذلك، لأننى اكتشفت أن كل المادة المحلية (المصرية) التى سوف تعرض سواء دعما لهذا العمل، أو مستقلة، مثل أبواب (أو كتب): “حالات وأحوال”، أو “التدريب عن بعد”، أو “ألعاب نفسية”، أو “مقتطفات من العلاج الجمعى”، كل هذه الأبواب سوف تعرض شكاوى وأعراض وحوارات المرضى (والأطباء أثناء العلاج، والإشراف)، بالعامية المصرية، وعلينا أن نجتهد ونحن نتواصل كما فعل الأخ أ.د. جمال التركى فى الألعاب النفسية التى عرضت طوال عامين، وأن نتحمل لهجات بعضنا البعض، ونتحسس الطريق للتواصل أسوة بما فعلناه ونفعله مع لغات أجنبية صرف (الفرنسية أو الإنجليزية)، علما بأنه يستحيل أن نعرض –بأصالة تلقائية- لفهم النفس البشرية من خلال ثقافة معينة، إلا انطلاقا من لغتها جدا، كما هى بما هى، مع أنها نفس بشرية من نفس نوع الأحياء البشر فى كل مكان، لكنها شقاوة بنى الإنسان الذين تفرقوا هكذا، ولكن يبدوا أنهم يحاولون أن يتجمعوا ليتعارفوا من جديد.
- المؤكد أن الشرح هنا وفى النشرة الورقية سوف يكون دائما باللغة الفصحى
- احتراما لهذه الصعوبة (غلبة العامية المصرية فى ثنايا الكتاب)، قد يلزم عند الطبعة الورقية أن نجعل المتن على هامش جانبى، وأن نحرص على تماسك السياق بالفصحى فى المتن الجديد، ولو وافق المتابعون من الزملاء على ذلك، فقد يتغير العرض ابتداء من النشرات القادمة بهذه الصورة المقترحة، إذا استطعنا ذلك.
- الأرجح أن يحتاج هذا العمل، ولو فى طبعة تالية، أن يتدعم بنصوص أخرى غير المتن الشعرى، مثلما تدعمت هذه النشرة الأخيرة التى كان لها فضل هذه الوقفة وتلك المراجعة، بهذا المقتطف أمس واليوم من جلسة علاج جماعى، وقد نلجأ لاحقا إلى دعم من شكوى مريض، أو تتبع علاجى، أو غير ذلك
- لا أظن، ولا أريد لهذا العمل أن تـدعم مصداقيته أو يعتمد قبوله بتوثيق من خارجه، مهما بلغت هذه الوئائق والنظريات من تماسك وشيوع، حين أقول من خارجه أعنى من خارج مادته: بدءا بالمتن الشعرى، مضافا إليه الخبرة المحلية على مستوى الثقافة المحلية (المصرية) والعربية، سواء من خلال حالات أو حوارات، أو تعقيبات، أو نقد جار (كل خميس كما اتفقنا).
- إن ذلك لا يعنى بأية صورة من الصور الدعوة إلى الاستقلال ، أو الاستغناء، عن مستحدثات العلم المعاصر، ونأمل أن تكون دعوة الدكتور جمال التركى قد وصلت إلى الزملاء الأكثر اطلاعات على ثقافات أخرى، ومصادر علمية أخرى، فإن ذلك يمكن أن يمثل هذه الفرصة المستمرة المتجددة للنقد المقارن، ونقد النقد وهكذا.
- قد يستتبع أيا مما سبق ذلك أن يكون النشر المسلس تتابعيا قاصرا على النص الجديد، ثم نلحق به النقد ونقد النقد نظريا (متن مواز مثلا) أو عمليا (حالة أو مقتطف علاجى) فى الطبعة الورقية بمشيئة الله.
****
من نفس جلسة العلاج الجمعى
تكملة مقتطف أمس من نص ما دار فى جلسة الأسبوع الماضى من جلسات العلاج الجمعى بقصر العينى،
سوف نعرض اليوم نص تمثيل “الميكرو دراما” التى اقترحتها د. مى فى نفس الجلسة.
(ملحوظة: يستحسن مراجعة نشرة أمس أولا)
هذا، وأنبه ابتداء كيف أننى أكتشفت أن عرض الدراما ثابتة النص بالألفاظ المكتوبة سوف يكون ضعيف الفائدة، فالأمر يختلف عن عرضنا للألعاب العلاجية سواء فى العلاج الجمعى، أم فى النشرات مباشرة، ذلك لأنه فى الميكرودراما، لن يكون هناك إلا نفس النص يؤديه المريض أو المعالج، والفرق هو فى الأداء التمثيلى نفسه، عمقا وتسطيحا، بكل وسائل التمثيل جسدا وصوتا وحركات. ولكن ما باليد حيلة، فهذا هو الممكن مرحليا ما دمنا مصممين على تجنب استعمال الفيديو لاعتبارات أخلاق وآداب المهنة وحقوق المرضى.
(…………………..
…………………….
…………………….
مرة أخرى: يستحسن الرجوع إلى حالة أمس، وقراءة الحوار كله، الذى كان بعض أواخره كما يلى:
د.يحيى: (للدكتورة منى): احنا قلنا خمس حاجات تقريبا على قد ما انا فاكر، “تشحتى” “تسرقي” “تخطفي” و”تفرضي”، ومارفضناش قوى “تدى- تاخدى”، إنت حرة تجربى أى حاجة من دول، ولا يمكن عندك حاجة جديدة لنج غير دول، المهم تورينا إزاى حا تاخدى حقك إنك تتحبى زى ما ربنا خلقك.
د.منى: بصراحة صعبة
…………………….
…………………..
د.يحيى: أى حد يا جماعة عنده حاجة يقترحها علينا يقول لنا نعمل إيه
……………………
……………………
د.مى عبد السميع: دكتور يحيى، طب لو فرضناه، قصدى لو فرضنا الحب على اللى قدامنا، إنه يحبنا يعنى ما دام دى خلقة ربنا، مش يمكن ده يأكد حقنا سواء استجاب هوه أو لأه،
د. يحيى: يا خبر عليكى يا مى، دا انت بقيتى أروبة، بس انا خايف تطلع لعبة، ما هو حكاية “أنا من حقى إنك تحبنى حتى لو…..”، ما هو فرض برضه
د.مى عبد السميع: لأ مش قصدى لعبة، يعنى نمثل إننا نفرضه، من غير ما نكمل الكلام ولا حاجة
د. يحيى: إزاى يعنى، برافو عليكى، أنا لقطت حاجة كده بس لسه مش واضحة قوى، كمّلى..
د.مى عبد السميع: يعنى مثلا، من حقى يا ناهد إنك تحبينى غصب عنك وعن اللى يتشدد لك
………………………..
………………………..
د. يحيى: إيه رأيك لو قلبناها غصب عنك وعن أهلك
د. مى عبد السميع: يا خبر، تبقى جامدة، صعبة يعنى، لا ما يصحش، دى زى ما تكون شتيمة
د. يحيى: شتيمة ليه، ما انت عارفة احنا هنا بنغامر، وبعدين التمثيل تمثيل، مش كده ولا إيه؟
د. مى عبد السميع: تمثيل، بس بر ضه
د. يحيى: طب إيه رأيك نسيب اللى عايز يمثل يختار، يا إما يلعبها غصبن عنك وعن اللى يتشدد لك، يا إما اللى عايز يمثل “غصبن عنك وعن أهلك يلعبها زى ما هو عايز. ينفع؟
د. مى عبد السميع: ينفع
……………….
………………
وبدأت الميكرو دراما
مرة أخرى: آسف لضعف نقل الصورة كما حدثت تماما، بمجرد تكرار نفس النص الكلامى، وفيما يلى:
أولا: بعض أشكال المقاومة
ثانيا: بعض الاختلافات التى سنعود إليها فى “نقاش ما بعد جلسة العلاج”.
…………
هيام: يا دكتوره منى انت بتحبينى غصب عنك وعن اللى يتشددلك
د.يحيي: مش عارف انت مثلتيها ربع ربع، بس لو تمثليها جامد حاتحققى اللى (د.) مى عايزاه ده
هيام: (مرة أخرى) يا دكتوره منى إنتى بتحبينى غصب عنك وعن اللى يتشدد لك
د.يحيى: أحسن شوية، يا للا يا مى، إنت اللى ألفت النص، يبقى حا تلعبيها مية مية.
د.مى عبد السميع: يامريم إنتى بتحبينى غصب عنك وعن اللى يتشدد لك
إبراهيم: يادكتور محمد أنت بتحبنى غصب عنك وعن اللى يتشدد لك
د.يحيى: أنت بقى بالذات يا إبراهيم حاتقولها غصب عنك وعن أهلك
إبراهيم: لأه ، مش لاعب
د.يحيى: لأه إيه؟ ليه؟ ما هو كله تمثيل، ثم هوا انت عارف أهله ما يمكن بيحبوك ، والتمثيل بيقول أى كلام، ثم إن كلمة “أهله” دى إحنا بنتعامل معاها هنا حاجة تانية، ما بنقصدشى الأهل بحق وحقيق.
إبراهيم: “اللى يتشدد له” أحسن
د.يحيى: يا جدع طب ما تجرب دى وتجرب دى، مش يمكن فيه فرق مفيد
إبراهيم: لا هى اللى يتشدد له وخلاص
د.يحيى: بصراحة “اللى يتشدد له” دى خفيفة شوية، أصل الفكرة إن التمثيل اللى اقترحته مَىْ بيفترض إن التانى هو بيحبك، يعنى إذا كان عليه هوه بيحبك، بس الأهل بقى هم اللى يقعدوا ينفخوا فى العيل من دول، وهات يا تنافس، وهات يا تحوصل، لحد ما يمنعونا نحب بعض، وبعدين لما نكبر، نلاقيهم جوانا، برضه حايشينا عن بعض.
إبراهيم: يعنى يا دكتور يحيى عايزنى أقول ضرورى حكاية “وعن أهلك دى”
د.يحيى: يعنى، مش ضرورى ضرورى، لكن أدى احنا بنجرب، يمكن يطلع فيه فرق يخلى د. مى تعرف أنا حورت اللعبة ليه.
إبراهيم: لأه برضه
د.يحيى: لأه ليه يا أخى، إنت خايف ليه؟
إبراهيم: تمثيل يعنى تمثيل؟
د.يحيى: طبعا، إنت خايف لأهله يضربوك؟
إبراهيم: يا دكتور محمد
د.يحيى: لا وشك كان النوبة اللى فاتت كان أحسن من كده ، كان فيه حزم وغضب وتأكيد حقك، وحقيقة الموجود وكده، إنت خفت من أهله ولا إيه
إبراهيم: لا يا دكتور يحيى مش حاقولها، لأ.
د.يحيى: يا راجل ده انت بتعلن حقيقة إنه بيحبك تحت كل الظروف، حاتتنازل عن حقك عشان أهله؟
إبراهيم: يعنى أنا فرضت عليه الحب يعنى
د.يحيى: هوه مش فرض قوى، إنت مديت إيدك على الحتة اللى بتحبك فيه، خلقة ربنا
إبراهيم: لأه، مش كده قوى، لأه، ولاّ يمكن كده
د.يحيى: طيب إنت شايف إيه الفرق بين “غصبن عن اللى يتشدد لك”، وبين “غصبن عن أهلك”
د.محمد صلاح: ما يمكن اللى حايشدد له حد غير أهله
د.يحيى: صحيح، بس زى ما يكون كلمة “أهلك” حاتطلّع بُعْد تانى فى الحدوته، خصوصا مع مقاومتك دى، إيه رأيك يا هيام؟
هيام: حاكلم الدكتورة منى
د.يحيى: بس خلى بالك أهلها صعايدة يموتوكى
د.منى: ربنا يستر،
د.يحيى: خلى بالك إنتى يا هيام انت لعبتيها غصبن عن اللى يشدد لك الأول، وبرضه مع الدكتورة منى، دلوقتى حاتلعبها مع نفس الشخص بس حاتقولى غصبن عن أهلك
هيام: يادكتورا منى انتى بتحبينى غصب عنك وعن أهلك
د.يحيى: شوفتى فرقت أزاى ياعفريتة ، بان الفرق، إيه رأيك يا إبراهيم
إبراهيم: هى قالتها إنما أنا برضه مش حاقولها
د.يحيى: ليه؟
إبراهيم: قررت أن أنا مش حاقولها، يعنى مش حاقولها
د.يحيى: ليه بس؟
إبراهيم: من غير سبب
د.يحيى: أنا مش فاهم اوى يا إبراهيم
إبراهيم: مش فاهم ايه
د.يحيى: مش فاهم سبب رفضك الجامد ده، خصوصاً بعد ما هيام لعبتها وطلعت إن فيه فرق، وغضبها أكثر وأفصح
إبراهيم: هو اللفظ اللفظ فى حد ذاته هو اللى ……
د.يحيى: اللفظ بتاع “أهلك” يعنى
إبراهيم: أيوه، حتى لو كان تمثيل
د.يحيى: إحنا يا إبراهيم بالتمثيل ده، بنحاول نتعرف على حقيقة طبيعتنا اللى إحنا افترضناها، افترضنا إن حبنا لبعض دى خلقة ربنا، والظاهر مَىْ كانت حاسة إن فيه حد أو حاجة من برة هى اللى بتمنع ده، بتشوه الطبيعة دى، فجت كلمة اللى بيتشدد لك تشاور على حاجة عمومية، لكن غصبن عن أهلك حددت التشويه بييجى غالبا منين
إبراهيم: (يلتفت للدكتور محمد، ثم يندفع بصوت مرتفع) يادكتور محمد أنت بتحبنى غصب عنك وعن أهلك
د.يحيى: أخيرا !! دا احنا كنا بنتعتع فى جبل، أنا شاكر يا إبراهيم
إبراهيم: يعنى كده كويس يادكتور يحيى؟ كويس كده؟
د.محمد صلاح: عايز أرد عليه بقى عايز أرد عليه
د.يحيى: …إتوكل
د.محمد صلاح: يا إبراهيم أنت بتحبنى غصب عنك وعن أهلك
إبراهيم: برافوا عليك يا دكتور محمد ، أهو كده
د.يحيى: أيه رأيك يا إبراهيم عملها كويس ؟
أمجد: بس فى فرق يادكتور يحيى
د.يحيى: إيه
أمجد: فيه فرق
د.يحيى: فرق إيه
أمجد: أيوه فيه فرق بين الاتنين
د.يحيى: طبعا فيه فرق، إبراهيم قال لأ مش لاعب، مش عايز ألعب حكاية أهلك دى، واحنا اتكينا عليه، فراح لاعبها، وشاف الفرق مش كده؟
أمجد: آه، طيب وهوه انا لازم ألعبها؟
د.يحيى: لازم
أمجد: مصمم حضرتك؟
د.يحيى: بس تمثيل وإبراهيم بقى اللى حايساعدك يعنى حيقول لك لأه ، أيوه، مثـل أحسن، إدينى كمان
أمجد: محمود انت بتحبنى غصب عنك وعن اللى يتشدد لك
د.مى: خليها أهلك بقى ما دام ثبت إن فيه فرق
أمجد: أقولها تانى ؟
د.يحيى: زى ما انت عايز
أمجد: محمود أنت بتحبنى غصب عنك وعن أهلك
د.يحيى: هى أحسن سنه، إذا كنت عايز تخليها اللى هيه، ممكن تمسكه من قميصه وتهزه وانت بتقولها، ما هو تمثيل أقوى شوية
أمجد: أضربه يعنى؟
د.يحيى: لاّ مش ضرب ، تمثيل بالحركة اصل الحركة بتخلى الحكاية أقوى شوية
أمجد: (وقف أمجد ومسك فى محمود) يا محمود أنت بتحبنى غصب عنك وعن أهلك
د.يحيى: ……. يا أمجد أنا عايزك تلاحظ ازاى اتغلبت على مقاومتك اللى كانت عمالة تزيد تزيد من شوية
أمجد: غصبن عنى
د.يحيى: صح بس عملتها فى الأخر
د.محمد صلاح: ده أنت بهدلتنى ، حد بقى بعدى يلعب،
د.يحيى: تختار مين ؟
د.محمد صلاح: ناهد
د.يحيى: ناهد دى جاهزة دى، إنتى بقى حاتلعبيها يا ناهد مع المسئولة عن اللعبة الهبلة دى، هى اللى آلفتها
ناهد: ألعبها مع الدكتورة مَىْ يعنى
د.يحيى: زى ما انت عايزة
محمود: (مقاطعا) يا أمجد إنت بتحبنى
د.محمد صلاح: قوم أقف
محمود: (وقف محمود ومسك فى قميص أمجد) أنت بتحبنى غصب عنك وعن أهلك
د.يحيى: الكلام طلع كويس، بس وشك مش هنا خالص، وشك ما كانشى فيه أمجد، يعنى أمجد ماكانش فى وعيك وأنت بتقول
محمود: أعمل أيه
د.يحيى: الدكتور محمود حايساعدك
د.محمد: قوم أقف يامحمود تعالى كده خطوة كده
د.يحيى: هيام بصى ياهيام حايعملها صح ولا غلط
محمود: أنت بتحبنى غصب عنك وعن أهلك
د.يحيى: ماتقطعش القميص، يلا يا ناهد الدور عليكى
ناهد: مع مين كله لعب
د.يحيى: لأه مش كله، دورى على حد، أى حد
ناهد: ماشى، ألعب مع مين طيب
د.يحيى: أى حد ينفع
د.منى: أختارى أى حد والعبى معاه
ناهد: مع اللى لعب برضه
د.منى: آه مفيش مشاكل
ناهد: يا مريم إنتى بتحبينى غصب عنك وعن أهلك
د.يحيى: شوفتوا كان ليا حق أضمنها
ناهد: أعيد تانى ولا كفاية
د. يحيى: لا أنت بقيتى عفية فى حاجات كتير ؟
يا ترى فيه حدّ مامثلشى؟
د. مى: لأه
د.يحيى: الحمد لله، احنا بدأنا بيكى ياهيام، قولتى أنا عايزة اموت بسلبية فظيعة جداً وأنعواج، قصدى رقبتك يعنى، وبعدين انا عايزة أتحب، قمنا قلبناها انا بشحت حب، يعنى أنا ترجمتها لكده، طلع اللى بيشحت مابياخدش، ده بالعكس بيجوع اكتر، وبعدين مَىْ جت لها فكرة إن كل واحد يمّد إيدهْ على خلقة ربنا اللى فينا، واللى عاجبه، بصراحة الفكرة دى خطرت لى وأنا بشتغل مع عيانين ساعات، وأنا باكتب أحيانا لاحت لى كده بس مش بالوضوح ده، إحنا هنا فجأة وببساطة لقينا إن احنا ممكن نتعلم منها حاجة جديدة،
يا ترى وصلك يا هيام حاجة غير “أنا مش نافعة، عايزة أموت” وبعدين “عايز حب”، والكلام الخايب ده؟
هيام: حسيت أن أنا بارضى عن الحب بطريقة تانية
د.يحيى: أظن احنا اتعلمنا حاجة تانية هنا ودلوقتى مختلفة عن الشحاتة والموت، احنا عادة ما بنحبش نقول إيه اللى وصل لنا من التمثيل أو اللعب، بس اللى حصل النهاردة محتاج يظهر أكتر، يثبت شوية
هيام: اظهرها أزاى
د.يحيى: ماينفعش لو قولت لكأنا قلت لك، يبقى درس وبتاع ومش عارف أيه
هيام: أظن فيه حاجة أتغيرت، حاجة كده كويسة
د.يحيى: شوفى أما أقول لك: ربنا حايسألك على النعمة اللى اداها لك دلوقتى، لو رفضتيها أو فعصتيها، مش كويس، أنا باكلمك جد، كل ده اتعمل من خلال اللى احنا بدأنا بيه النهاردة، إذا كان وصلك حاجة يابنتى تحافظى عليها، بس حاجة مختلفة وقوية، لكن هى بسيطة ممكن تبتدى بسيطة وتكبر هى كانت تبان صعبة جداً واحنا بنمثل وأنتى بتمثلى، لكن هوب هوب هوب بقيتى تعدلى راسك من غير ما تبذلى جهد ده عشان الكلام والتمثيل وصل حاجة تحمدى ربنا عليها، حاجة مش ضرورى تقوليها ولا تفسريها، بس احمدى ربنا عليها
هيام: الحمد لله
د.يحيى: بأقولك إيه: الحمد يعنى حمد، تحمديه من جوه جوه واحنا معاكى
هيام: الحمد لله
د.يحيى: حاتنسى ده ازاى بقى؟ “الحمد لله” طالعة من جوّا جواكى، تيجى الجمعة الجاية تيجى تقولى عايزة أموت وعايزة أتحب؟ حاتنسى بذمتك دى أزاى؟ إنتى حمدتى ربنا على حاجة وصلت فعلاً حاتنسيها إزاى؟ بالذمة (ثم يلتفت للجميع)
حد وصله اللى وصل لهيام، هيام أصعب وأصعب بس مجرد أن هى توصل وتحمد ربنا بالشكل ده، يبقى الصعوبة خفت شوية
د.مى عبد السميع: أنا وصلنى
د.يحيى: مفهوم، من حقك، ما أنتى صاحبة اقتراح التمثيلية المهببة دى، فيه حد وصله حاجة سوا وهو بيمثل سوا وزمايله بيمثلوا سواً عن نفسه أو عن غيره
د.منى: أنا وصلنى
د.يحيى: يعنى أنتى ومَىْ دكاترة، طب يا ترى اللى مش دكاترة، يعنى والباقيين؟
ناهد: وصلنى، أنا وصلنى
د.يحيى: حاجة ماكنتيش تعرفيها قبل كده؟ هه؟! حد وصله حاجة زى اللى وصل لناهد أو لهيام أو لمَىْ أو لمنى أو ليا أنا شخصيا بصراحة أنا وصلنى
أمجد: أكيد وصلنى
د.يحيى: اكيد وصلك، الله نوّر، طب وانتى يا مريم وصلك حاجة؟ حاجة عن حكاية الشحاتة والخطف، والسرقة، قصاد الحق اللى بنمد إيدنا وناخده من غير إذن
مريم: مش فاهمة، كل ده عن الحب
د. يحيى : أيوه
مريم: شوية، بس مش واضحة الحكاية
د.يحيى: (يلتفت لهالة التى بدت بعيدة وغير منتبهة)، زى ما يكون يا هالة أنتى بدأت تدقى من دلوقتى بايد الهون على اللى حصل، أيوه يا إبراهيم، وانت؟
إبراهيم: أيوه وصلنى وصلنى حاجة
د.يحيى: لك وعنك، ولاّ عننا
إبراهيم: مش واضح قوى
د.يحيى: (يلتفت إلى هيام من جديد) عرفتى يا هيام يعنى أيه تدقى بأيد الهون؟ يعنى بتحاولى تلغى كل اللى حصل، بتبططيه
هيام: مش قادرة أكمل
د.يحيى: ماشى، واحدة واحدة، لكن حاتروحى منه فين، اللى وصل وصل، طب تقدرى توصلى حاجة طيبة لحد هنا ودلوقتى؟
هيام: (تلتفت إلى ابراهيم)، أنا سعيدة أنك موجود معانا
د.يحيى: مصدقها يا إبراهيم
إبراهيم: آه
د.يحيى: انا كلمة سعيدة دى ماباحبهاش أوى، بس أنا مصدقها دلوقتى، مش ملاحظين
المسافات قرّبت إزاى من غير إذن!!
….
….
….
وبعد
الأسبوع القادم، (وربما امتدادا لما بعده) نأمل أن نعرض كلا من:
- المناقشة التى تمت بعد هذه الجلسة مباشرة بشأن هذه التجربة
- جانبا من استكمال آثار التمثيل وكيف تناولناه فى الأسبوع التالى
- الفرض الذى سوف نعرضه متكاملا
ثم نعود إلى المتن الشعرى “أغوار النفس”، وعرض الحالات