الوفد: 7-1-1987
دراسة الغش الجماعى وجذوره فى أعماق المجتمع
استجابة لدعوة ضمنية، تلقيتها وأنا أقرأ للكاتب الأستاذ: أحمد بهاء الدين (بأهرام السبت 23-5-1987) حيث كتب … هنا نجد الناس جميعا فيما يتصل بموضوع الغش فى الإمتحانات فى جبهة واحدة متضامنة ضد الدولة:التلميذ والأهل، والمدرس، وهذا حالة نفسية تحتاج الى تحليل .. استجابة لهذه الدعوة ذهبت استقرئ الحدث الأخير المعلن، ومن قبله الأحداث المزمنة المتكررة المماثلة، فوجدت لزاما على ان أمسك القلم بصفة لا أحبها كثيرا ذلك انى عادة لا أكتب بصفتى النفسية، حيث أتحفظ كثيرا ضد هذه الموجة التى تحاول نفسية عالمنا المعاصر بالإفتاء العلمنفسى، و الطبنفسى لكل ظاهرة أيا كانت: من أول ارتفاع الأسعار حتى مفاوضات السلام ( !! ) – ورغم ذلك فإنى اضطررت إزاء هذهالرؤية – الدراسة 0 ان اسجل افكارى وأنا واقف على أرضية تخصصى، أولا: فتوى نفسية تختزل الكارثة برمتها الى تفسير يقول: ان السبب هو نقص حنان الأم، أو عقدة اوديب، أو قراءة الأفكار المستوردة (!!) أو صرور مجلات الماستر … الخ، فقبلت التحدى وأمسكت القلم بصفتى النفسية أساسا، لأكتب هذه الدراسة .
الأسباب:غياب سلطة الإدارة وضياع هيبة السلطة
انهيار المؤسسة الأسرية بمعناها الأخلاقى
حكم العسكر وقهر الفكر وسحق الكرامة
وراء تفشى الغش
مهمتنا تنمية عمق التيار الدينى
حتى يصبح سلوكا فرديا ملزما
وقد رأيت أن أبدأ بهذه المقدمة لأعلن عدة محاذير خطرت ببالى منها أن الجديد فى هذه الظاهرة هو أنها أعلنت هكذا، صراحة فهى ليست طارئة، ولا حديثة.
وثانيا: إن الخطير هى أنها أخفيت طوال هذا الزمن ثم أن محاولة التفسير لا ينبغى أن تختزل الأسباب الى سبب واحد – مهما كان هذا السبب حقيقيا أو هاما (مثل تزوير الإنتخابات) بل ينبغى علينا أن نستقصى ما قبل ذلك، وماواكب ذلك من تزوير وغش وكذب على مختلف المستويات ولا يكفى أن نبحث عن الأسباب فقط، ونحاول إزالتها، لأن الظاهرة – زى ظاهرة – ليست هى نتيجة أسبابها فحسب، بل هى أيضا دليل اتجاهها، أى أنه ينبغى علينا ان نسأل: .. لماذا؟ بنفس القدر الذى نتساءل فيه الى أين ؟ بعد أن نقرأ فى الظاهرة نفسها ماذا تعنى ثم ان الكشف عن حجم هذه الظاهرة، بهذه الدرجة من العلانية، لا ينبغى ان يوقفنا عندها وحدها، وكأنها هى مشكلتنا الآن، وكأنها منفصلة عن بقية تركيبة المجتمع التى أدت اليها، بل إن الأولى بنا ان ننظر اليها بإعتبارها قمة جبل الثلج المخفى جسده وقاعدته تحت غيابه الوعى واستسهال احلول – فالغش الآخطر هو الغش الأخفى فى كل مجال – وإذا كان قد ظهر هكذا فى مجال التعليم المحدود، فهو ممتد الى جوف المقدسات مثل كرسى الفتوى، أو محراب البحث العلمى .
إن مثول هذه الكارثة فى بؤر اهتمامنا، لابد وان يدفعنا للتساؤل حول علاقة مايسمى بظهور التيار الدينى، جنبا الى جنب مع انحسار التيار الخلقى. ونجدر بنا ونحن نتحدث عن الغش الجماعى أن ننتبه الى انه الثمرة الطبيعية لنوع اخر من الغش نقترح له اسم غش الجماعة وفى ذلك نقول: إن الغش الجماعى هو أن يقوم بعملية السرقة والتزوير جماعة من الناس (الغالبية عادة) بالتعاون والإتفاق (مع درجة من العلانية أما غش الجماعة فهو أن يقوم فرد أومؤسسة، سلطوية فى العادة بعملية غش لعدد كبير من الناس (جماعة أو مجاميع)
والعلاقة بين الظاهرتين علقة وصيقة، لأنه متى تكرر واستشرى غش الجماعة، ومتى اتى من مصدر مفترض فيه الثقة والقدوة، فمن البديهى ان تتبع الرعية راعيها، فهى تحاوره بلغته، وكأن الغش الجماعى هو رد التحية عل يماهو غش الجماعة، وكأن الناس تقول للسلطة – أى سلطة غاشة- تقول لها: ولكم مثلما قلتم .
وهكذا نجد أنفسنا أمام ظاهرة، رسمية شعبية على أدنى مستويات الحوار الإنتقامى (انتقام من الذات موجه للآخر!!!) وقبل ان أدخل الى تفاصيل رؤيتى لموضوع الغش الجماعى أجد من اللئق ان أعرض بعض ملامح الأرضية التى سمحت بترعرع هذه الكارثة، بلك الأرضية التى أطلقت عليها حالا غش الجماعة
الغش يمتد للدول والإعلانات والسياسة
وغش الجماعة ظاهرة عصرية واكبت اغارة تكنولوجيا التعليم والإعلام على الوعى البشرى، ذلك أن سيطرة الدولة ورجال المال قد استعملت هذا التقدم لتأكيد اغتراب الإنسان المعاصر بتزيف المعلومات، وتشويه الخلق، والمعتقدات، والدعاية المتحيزة والأفكار المسطح=ة والمغرضة، وقد امتدت هذه الإغارة على مساحة هائلة مما تستقبله حواسنا، ويدرس فى معاهدنا، ويتعرض له وعينا، فتتشكل به قيمنا، وذلك بالدين، وحتى المقررات الدراسية التافهة والقديمة والمعادة – يجرى هذا كله ليل نهار بلا توقف ولامراجعة .
وعلى المستوى الدولى الرسمى وغير الرسمى، لابد أن نكتشف أن التدليس والغش أصبحا القاعدة فى التعامل (السياسئ والإقتصادى خاصة) بين الدول والمؤسسات العالمية العملاقة اليست هذه القروض المشروطة التى تروج للرفاهية دون دفع الإنتاج هى غش جاعى بكل لغة ؟ اليست تجارة السلاح لبلد فقير، أو مسالم، أو عاججز هو غش صريح ومدبر ومخطط ؟ أليس الترويج لعقار تافه لدرجة غسيل مخ الأطباء فالمرضى هو غش شبه علمى على أرقى مستويات الشطارة التجارية ؟ الا ترد أحيانا بعض الدول الفقيرة نسبيا (تركيا مثلا) بتقليد متقن لماركات صناعية مشهورة دون أدنى تحوير أو اعلان أو اعتذار ؟
غسيل المخ مستمر والمجتمع كله مسئول
كل هذا يجرى أمام وعى الطالب وولى زمره، كل يوم، على كل مستوى، شعوريا ولا شعوريا، وفى نفس الوقت، فان كلا من الطالب وولى الأمر لم تتح لهما أى فرصة للإنفصال عن هذا الجو الردئ، ذلك لأن الوقاية اللازمة من كل هذا تستلزم رؤية دينية صادقة، ووعيا حضاريا متميزا، وتفجيرا لزصل الخير الكامن فى الفطرة المبدعة .. وكل هذا غير متاح لنا أصلا، وحتى القشرة السلوكية الجيدة التى يحتمى وراءها الإنسان الغربى تحت لافتة الإلتزام بتقليد اجتماعى متمدن، حتى هذه القشرة لاتوجد لدينا مثلها حماية (ولو مظهرية)، فالنتيجة الطبيعية لهذا كله هو أنه، ليكن غشا بغش ومن كان منكم غير غشاش فلينظر حوله، أو داخل نفسه، ثم ليثلم حد سكينه حتى لا يجرح نفسه .
ولقد صورت – من قديم – هذه الصورة شعرا (فى دراسة للسيكوباثولوجي) من واقع تقمصى لمريض من مرضاى ممن يقال لهم سيكوباتى، تقمصته واستعرت دفاعه الذى راح يفسر به سلوكه المضاد للمجتمع بقوله:
وسرقت ! لاتتهمونى ياسادة
لم أفعل إلا مايفعله من تدعون الساسة أو أصحاب المال الكاسح
أو من حذقوا سر المهنة
* * *
وكذبت !! لاتتعجل فى حكمك
ولينظر أى منكم فى أوراقه: فى عقد زواج
أو بحث علمى يترقى به أو ينظر داخل نفسه
إن كان أصيب ببعض الحكمة وليخبرنى هل أنى وحدى الكذاب
(من ديوانى سر اللعبة 1972 )
* * *
وليس معنى كل هذا أنى أشرع للغش الجماعى، أو للسرقة، أو للكذب، بل أنى أعلن ان الكارثة لها جذور عامة وعالمية، كما أن لها أصولا ذاتية غائرة، ولا يصح أن نولول عليها وحدها دون الإنتباه الى الصور الأدعى لليقظة فالثورة، والا فنحن – قياسا – نكرر مع الشاعر:
قتل امرئ فى غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
وبالقياس يكاد لسان حال الناس يقول الآن:
وغش درس تافه فضيحة لها العبر
وغش شعب جائع رأى خبير، أو خبر
ونعود الى موضوعنا المحدد، وأذكر القرئ أنى فى هذه المقدمة لا أتحدث الا عن الأرضية والجذور غش الجماعة (دون صلب الموضوع: الغش الجماعي) ومع أهمية الصور العامة السابقة الا اننى أجد لزاما على أن أعرض بعض الأمصلة المحددة لما هو غش الجماعة فيما يتعلق بالتعليم خاصة، حتى ندخل رويدا رويدا من العام الى الخاص:
وإليكم بعض أمثلة غش الجماعة:
1- فافتتاح جامعة – أو كلية – لا ترقى أن تكون مدرسة اعدادية ارتجالية، هو غش لطلابها واساتذتها على السواء.
2- واعطاء شهادة جامعية لطلبة لا يفكون الخط أصلا (إذ لا يستطيع الواحد منهم أن يكون جملة مفيدة بلسان عربى سليم) هو تزييف أوراق جماعى فاضح نغش به الخريجين بإيهامهم بأنهم ليسوا ماهم حقيقة وفعلا .
3- وتعيين حملة شهادات (بل .. وعمال .. و.. و) لا يعملون فعلا فى متوسط مجموعهم سوى 27 دقيقة يوميا بيان شبه رسمى هو غش بكل مقياس، وحاول أن تتذكر هذا الرقم 27 دقيقة وأنت تستمع الى بيان أوخطبة تتحدث عن حجم القوى العاملة أو اختفاء البطالة … الخ
4- والتلويح لطلبة شهادة عامة بأن الامتحان سهل، هو غش صريح لأن المسألة فى النهاية هى ترتيب اجتهاد وتمييز تنازلى أمام الفرص المتاحة، سواء أكان الرمتحان سهلا أم صعبا – إذن فهذا التلويح بالسهولة هو اعلان خادع ومضلل ولا معنى له – فهو نوع من الغش لا محالة .
جذور الغش الجماعى وخلفيات المجتمع
ان الأرضية العامة فى المجتمع المعاصر، ثم الخلفية الخاصة فى مجال التربية والتعليم عندنا بوجه خاص، تسمحان بظهور هذه الظاهرة بشكل أو بآخر، ولكن ذلك – بداهة – لايعنى فى قليل أو كثير تبريرها، أو الإستسلام لها، أو التهاون ازاءها، بل لعل العكس هو الصحيح، لأن ظاهرة بهذه البشاعة، ناتجة عن اغتراب وخداع الى هذه الدرجة تحتاج الى ثورة كاملة تبدأ منها ولا تتوقف أبدا عندها، بل تواجه جذورها حتى لو اضطرنا الأمر الى مراجعة كل قيم التعليم والإعلام والدعاية والإعلان، تلك القيم التى شابها جميعها الغش بشكل أو بآخر، وهى القيم التى نقول فيما نقول انها مضاعفات انهيار حضارة مادية مغتربة، كما نقول أننا نتهيأ – بتاريخنا وابداعنا معا – لتجاوزها الى ماهو أحسن منها!!، إذن فالمسألة أخطر وأشكل، والمسئولية أكبر وأعم .
ثم أرجع حتما الى الإلتزام بالنظر فى هذهذ الظاهذة المحدودة الطافية عل السطح
* عن المعنى والدلالة (والإنذار المتأخر)
* عن التيار الدينى ….والتيار الخلقى .
* عن الصور الأخفى .
* عن ضرب المبررات … ومؤشرات نحو الحل .
بدايات الغش وسلبيات الإستهانة بالمواجهة
منذ عدة سنوات، روعنا بخبر الإنتحر الجماعى الذى قاده القس جيم جونس فى غابة جوايانا، بعد أن خاف على جماعته الرافضة للمجتمع المادى المعاصر (الأمريكى خاصة) من تدخلات لجنة الكونجرس لتقصى الحقائق، حينذاك كتبت انبه الى معنى هذا الإنذار المبكر، وقلت انه خليق ان ينبهنا الى مسئوليتنا حتى لا يلهينا شجب انسحاب اليائسين هكذا عن النظر فى بواعث مخطهم ومعنى انتحارهم. ولكننا نواجه اليوم – وفى قثر دارنا – بظاهرة جماعية أخرى لا شك انها أكثر ازعاجا وأشد ايلاما وأصعب تناولا وأخطر دلالة، ذلك أنه بدا لى أن هذا الغش الجماعى هو انذار متزخر ولست متأكدا اذا ماكانت ثمة فرصة مازالت قائمة لدرجة تسمح بتدارك الأمر أم لا، نهم، هو انذار متأمخر، لأن الظاهرة قديمة وشائعة ومتكررة، وقد بدأت منذ أن اتجه رجال التربية والتعليم (والسياسة) الى رشوة الطلبة وأولياء الأمور بالإمتحانات المباشرة جدا جدا، ثم الإعتذار – حتى الإلغاء – عن أى جزئية تحتاج الى فهم أعمق، أو تأتى مما سمى خارج المقرر، أقول:منذ ذلك الحين هبطت على أبنائنا فجأة أعراض عبقرية حادة !!! حيث ارتفعت المجاميع – والعياذ بالله – الى مافوق المائة فى المائة، ونسينا فى زحمة الإرضاء والتملق والتسهيل .. نسينا أن ماهو من خارج المقرر مما هو فى مستوى متناول اطلاع الطالب: هو جزء لا يتجزأ من واجبات تحصيل الطالب، كما نسينا أن المسألة كلها نسبية، بمعنى أن التمييز بين المتقدمين هو الهدف النهائى بغض النظر عن صعوبة الإمتحان أو سهولته، وبالتالى فإن أول الثانوية العامة – مثلا – يمكن أن يحصل على 80% بلا غضاضة، ولا عيب تربويا منذ ذلك الحين، ومعنى الإمتحان يضيع، وقدسيته تلوث، واحترامه يضمحل، حتى شاعت الإستهانة به فى كل مكان (من أول ما يجرى فى سفارة فى الخارج لأبناء الدبلوماسين والمغتربين – حتى مايملى فى قرية مجهولة بالوادى الجديد) وعلى كل مستوى: من أول استاذ الجامعة الذى يوصى على ابنه الى شيخ الخفراء الذى يسهر سهرة لطيفة مع الأفندى ليلة الإمتحان خاصة .
وأمام ظاهرة بهذا الحجم، وهذا التاريخ، لا ينبغى أن نتوقف عند البحث عن الأسباب، أو تشديد العقوبة، ولكن علينا أن ننظر فى الدلالة والمعنى: ولا زخفى انى فرحت لهذا الإهتمام المفاجئ من جانب الصحف الحكومية خاصة، وفى نفس الوقت توقفت عنذ الفتور الشعبى الذى يقول صخ النوم ما احنا عارفين، ورغم ان الصحف لم تتوان فى النشر والشجب حتى ذكرتنى ريشة مصطفى حسين وقلم أحمد رجب بنكات هزيمة 1967 (!!)، رغم ذلك فقد خفت أن يؤدى تكرار النشر هكذا، بلا ثورة شاملة، أو فى القليل بلا هزة سياسية (كانت خليقة أن تسقط وزارة بأكملها) خفت أن يؤدى ذلك – مع الفتور الشعبى – الى مزيد من الشعور بالألفة فالتعود. حتى تصبح أخبار الغش مثل زمخبارالجو، أو حظك اليوم بمعنى أن كثرة النشر بلا موقف مجرد اجراء تعليمي) كل ذلك قد يضر ولا ينفع فى نهاية النهاية .
* * *
ومع احترامى لكل التفسيرات والتبريرات، ومع رفضى لأغلب التوصيات والإجراءات، جعلت أقلب الأمر على وجوهه الأخرى، بحثا عن دلالاته فرحت أقرأهذه المعانى:
* انه لايوجد عندنا سلطة (حكومة /ادارة / .. الخ) لها هيبة كلفية، بحيث تمثل قيمة ما ينبغى أن يتميز به ولى الأمر من القوة والشرف معا، فقد تضاءلت صفات الحاكم والقائد حتى أصبحنا نهلل لصفات مثل الطيبة أو الدقة المكتبية أو الصمت، مع أن القائد السياسئ خاصة، ليس موظفا مجتهدا ولا هو عالم أكاديمى أو مندود فوق العادة وأنما هو: حضور، وقيادة، وهيبة الى غير ذلك من صفات الولاية الرائدة، فلما خفتت هذه الصفات حلت محلها صفقات الإرضاء والتفويت والطبطبة والتقريب فضاعت الهيبة واهتزت القدوة حتما .
* ان المؤسسة الأسرية – بالمعنى الأخلاقى خاصة – قد انهارت، فقديما كان والدنا يضربنا اذا تعمدنا التزويغ من كمسارى الأتوبيس، بل انه كان يلزمنا أن نحشر أنفسنا بحثا عنه حتى لو كان ركوبنا بجوار الباب لمحطة أو اثنتين .. أما الآن فالشطارة كل الشطارة هى كيف نفعل العكس على كل المستويات .. ويبدأ تعليم هذه الشطارة فى المنزل، ثم فى المدرسة حتى نهاية سلم الحداقة و النصاحة فى مجالات السياسة والمؤتمرات .. إلخ .
* سيب وأنا أسيب .
= خفف الرقابة والإنضباط، وأنا أفوت لك كرسى السلطة .
* على قد فوله كيلوله .
= شهادة بلا قيمة ولا جهد، هى الأكثر تناسبا مع وظيفة بلا عمل .
* اللى ييجى منه شهادة أحسن منه علام أى كلام .
* شعرة شهادة من ذقت الخنزير السلطة. إلخ .. إلخ ..
أما بين الناس وبعضهم فقد صار العقد الإجتماعى يقول:
* يابخت من نفع .. واستنفع .
= نتعاون معا أولياء الأمور مثلا ضد من يضحكون علينا بتعليم مثل قلته ..
* حانلاقيها منين، ولا منين .
= أولادنا (الغلابا) حايلاقوها منين (تعليم بال علم أو خبرة) ولا منين (مواطنة لا مشاركة) – فلنعط أولادنا هذه النصبيرة (بورقة مختومة) حتى تأتى الوظيفة الصورية، وكله محصل بعضه .
* شيلنى وأنا أشيلك .
= غششنى وأنا أغششك .
* قرأت أيضا – م التحفظ – مانشرته صحف المعارضة من علاقة وثيقة بين هذا الغش الجماعى، وبين تزوير الرنتخابات، وكأن المعارضة تستشهد بقول الشاعر:
إذا كان رب الدار بالدف عازفا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
وقياسا (رديئا) يقول لسان حالهم:
رأيت ولى الأمر للصوت ناهبا فرجحت أن الغش جمعا هو الدرب
ومع ذلك، فإنى أرجح انهما ظاهرتان خبيثتان تتبعان من نفس المصدر القبيح (حكم العسكر، وقهر الفكر، وسحق الكرامة) وبالتالى فلم تسبب أحداهما الأخرى .
5- وأخيرا، فإن هذه الظاهرة تعلن – بصفة عامة – انحسار التيار الأخلاقى، فى نفس الوقت الذى نزعم فيه بيقظة التيار الدينى، فكيف يمكن التوفيق بين هذا التناقض الصريح .