نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 4-10-2016
السنة العاشرة
العدد: 3322
حوار مع مولانا النفّرى (204)
من موقف “ما يبدو”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى
أحدُ لا يفترق، صمدُ لا ينقسم، رحمنٌ هو هو
فقلت لمولانا:
اطمأننت يا مولانا إلى ما وصلنى من حركية الوعى بداخلنا، وفيما بيننا إليه سعيا فى طريق يـَعِـدُ بتآلف بين مستويات وعينا إلى واحدية تبدو ممكنه برغم استحالتها، لأنها خاصة به وحده الواحد الأحد،
الانسان يا مولانا “كثير”، وفى كل نبضةٍ تتداخل وحداتُه الْكُثْرُ فى بعضها البعض جدلا لتصبح وحدات أكبر أقدر، لكنه يظل هو هو “الكثير”، لذلك نحن ننام ونصحو حتى تنال وحداتنا نصيبها من إبداعها وعبادته بالتناوب الخلاّق،
أما هو فلا “تأخذه سنة ولا نوم” “وسع كرسيه السماوات والأرض” “ليس كمثله شئ”، فهو واحد أحد، فرد صمد، أحدٌ لا يفترقْ، صمدٌ لا ينقسمْ.
نحن حين تتناوب ذواتنا السعى إليه كدحا إنْ فى الصحو، وإنْ فى النوم، إنْ فى الحلم، وإنْ فى العلم، نتوجه إلى واحديته فتنشط وحداتنا أكثر لتلاقيه معا، دون حتم الوصول.
ويظل هو ابداً: الأحد، الصمد، الرحمن هو هو: يرحمنا بأن يهدى كل وحدة فينا إلى تبادل السعى إليه فى تـَضـَفُّـرٍ مع زميلاتها.
كل ما نستطيعه إن صدق الكدح والإبداع، هو أن تنمو وحداتنا الاصغر إلى وحدات أكبر فى تبادل نابض مبدع يقربنا نحو واحدية نسبية متنامية لا تتحقق أبدا، فلا نتوقف أبدا.
لا إله إلا الله، واحد أحد، فرد صمد، رحمن هو هو.