نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 13-9-2014
السنة الثامنة
العدد: 2570
حوار مع مولانا النفّرى (97)
عودة إلى “موقف الوقفة”
وقال مولانا النفرى من “موقف الوقفة”:
وقال لى:
الواقفون أهلى والعارفون أهل معرفتى
فقلت لمولانا:
كنت قد صادقت المعرفة على حساب العلم (علم الحرف أغلبه)، وفتحتَ لى أنت، وما أمارسه، باب كل المعارف على مصراعيه، فوقفت تلميذا أمام علم الإدراك، والعلم المعرفى، والعلم المعرفى العصبى، والعلم المعرفى الكموى، إلى الوعى المعرفى الكموى (1) ووجدت نفسى فى رحاب الوعى البينـشخصى فالوعى الكونى، ورضيت يا مولاى ودعوت لك ولنا، ولم أكن قد تمكنت من التعرف على ما يغنى من أبعاد الوقفة، فلا أحد يلم بها، ولا ينبغى له، (نشرة 19-10-2013 حوار مع مولانا النفّرى “50”)، (نشرة 26-4-2014 حوار مع مولانا النفّرى “77”)، ثم تهتز الآن فرحتى وأنت ترتقى بالوقفة فوق المعرفة ، وبعد المفاجأة أشعر أن هذا هو الطريق، وأنه قد وصلنى قبلا بشكل آخر، وهو يلبس حروفا أخرى.
فالوقفة – إذن يا مولانا – هى الوقفة ، ومن يرتقى إليها يكون من أهله، فما حاجته إلى المعرفة أو العلم ، الوقفة لا تعرف إلا ماهو منها وبها ولها ، وعشت الحيرة الخلاقة المفتوحة النهاية ، وتذكرت ما سبق أن حاورتك فيه حول ما قاله لك من أنه:
فى الوقفة علم ما هو الوقفة، وفى المعرفة علم ما هو المعرفة (2)
أتذكر الآن روعة الحيرة المتصاعدة، والتى سبق أن تناولتها حين استلهمت ما قاله فى تلك النشرة لك قبلا (22-6-2013: “33”).
حار كل شىء فى الواقف
فيا ترى: ما علاقة علم ما هو الوقفة بما أنرت لنا الطريق طول الوقت لنتجرأ وننقد العلم الذى ضده الجهل، ونحذر من العلم الذى يبرق من انعكاس ضىّ زينة الحرف، دون أن يحتوى المعرفة يضيء بها الطريق إلى الوقفة
علم المعرفة هو أقل درجة من علم الوقفة، هذا طيب ومتوقع، فهو علم آخر، ذلك أن العلم الذى ينفصل عن المعرفة، ثم لا يعرف أصلا أنه مجرد سبيل إلى الوقفة هو أقرب إلى الحرف كما علمك لتعلمنا يا مولانا
صحيح أن الدائرة الاوسع تحتوى الدائرة الأصغر، لكن الاحتواء غير الترادف غير خلط الأوراق.
وعلى ذكر الدوائر المتداخلة المتصاعدة معا اسمح لى يا مولانا أن أعيد جزءًا مما سبق أن استلهمته منذ أكثر من عام، فلعل فى الإعادة إفادة، وفى التوضيح إنارة، دون إلغاء فضل الغموض،
قلت فى حوارى معك منذ عام وبضع عام (22-6-2013).حول ما قاله لك من أن:
الوقفة روح المعرفة، والمعرفة روح العلم، والعلم روح الحياة
قلت لك:
“.. فحسب المتعجل أن للمعرفة مستويات منفصلة عن بعضها البعض، وأيضا أنه يتفوق بعضها على البعض، لكن ما وصلنى منك الآن هو أنها دوائر محيطة، ببعضها البعض بحيث: تحيط دائرة الوقفة بدائرة المعرفة، وتحيط دائرة المعرفة بدائرة العلم، لتخدم دائرة العلم مجرى الحياة.
إلى أن قلت:
فمن أين للدائرة الأصغر بالإحاطة بالدائرة الأكبر؟
فتحضرنى الإجابة الآن على هذا السؤال الذى تركته مفتوحا آنذاك، تحضرنى فى التعبير الذى ذكرته حالا عن الدوائر “المتداخلة المتصاعدة معاً”، فالدائرة الأصغر ليست محاطة فقط بالأكبر بل هى “متداخلة متصاعدة معاً”
أعاننا الله يا مولانا
[1] – Quantum Consciousness
[2] – اخترت هذا النص من النسخة م كما وعدت فى النشرة السابقة، أن أرجع إلى النسخ الأخرى وأختار ما يسهل على مهمتى، مع ذكر الوارد فى النص النسخبة الأصلية وقد ورد كما يلى ” للوقفة (وليس فى الوقفة) علم ما هو الوقفة، وللمعرفة علم ما هو المعرفة”، وليس فى الوقفة ، ولا فى المعرفة، (وهكذا تحركت أقل حيرة، بهذا المنهج الجديد)