نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 6-9-2014
السنة الثامنة
العدد: 2563
حوار مع مولانا النفّرى (96)
من “موقف لا تفارق اسمى”
عن الكذب والصدق (2)
وقال مولانا النفرى من “موقف لا تفارق اسمى”:
وقال لى:
الكذب كله لغة سواى
والحق الحقيقى لغتى
إن شئت أنطقتُ بها حجراً أو بشراً.
فقلت لمولانا:
الكذب كله لغة سواه
ما زلنا نتعلم أبعادا أخرى للكذب والصدق، طبعا الكذب كله لغة سواه، وهل يمكن أن يكون غير ذلك؟ حين تنطبق نغمات نبض الفطرة مع نغمات نبض الكون لا يكون إلا الصدق، وكل ما عدا ذلك كذب، إلا أن يكون لحنا شاردا فى طريقه إلى التناغم مع الأصل.
ذات مرة يا مولانا تصورت أن المُنِكر الحقيقى (الذى يسمى ملحدا) هو مثل النيزك الساقط لأنه انفصل عن الهارمونية الأكبر، فقد انجذابه إلى الكل فسقط يهوى، هذا نوع مجسد متجمد من الكذب الهاوى إلى الظلمة الكبرى بانفصاله، أسفى عليه: يكذب على فطرته.
أما أن “الحق الحقيقى لغته” فهذا جعلنى يا مولانا أفكر كيف أن هناك حق “غير حقيقى”، فمن أين يا ترى أكتسب هذا الاسم حتى يسمى حقا أصلا؟ إذا اتصف الحق بأنه غير حقيقى فكيف يكون حقا؟
أم أن الحق مراتب ودرجات، فيصل الحق المشروع إلى الحق السعى إلى الحق الحقيقى، فاستَمَعَ أو شَهِدَ أو اطْماَنَّ، بل كل ذلك.
حين يتجلى الحق الحقيقى فى أية فطرة لم تتشوه، وحتى فى الفطرة التى انحرفت ثم اعتدلت بالكدح كدحا: تنطق الفطرة تسبيحا: تماما كما ينطلق المؤمن بلغة اجتهاده سرا وعلانية، وذكرا فيقينا فشهادة.
الجبال تخشع/تسبح،
والبشر يسبحون/يسجدون،
فإذا وصف هذا التلاقى بأنه الحق الحقيقى، فكل ما عدا ذلك ليس كذلك، حتى لو سمى حقا،
فعله برحمته: حقٌّ “نحو” الحقيقى.