نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 2-8-2014
السنة السابعة
العدد: 2528
حوار مع مولانا النفّرى (91)
من موقف حجاب الرؤية (2)
وقال مولانا النفرى فى “موقف حجاب الرؤية”
وقال لى:
إذا غبت فادعنى، ونادى وسلنى ولا تسأل عنى ، فإنك إن سألت غائبا لم يهدك، وإن سألت عنى رائيا لم يخبرك
****
فقلت لمولانا:
قرأتها إذا غبتَ، (بفتح التاء) وليس إذا غبتُ (بضم التاء) فهو طبعا لا يغيب يا مولانا، لكن ما وصلنى مما قاله لك هو أنه من فرط رحمته، ينبهنا أننا نحن الذين يغيب عنا الوعى الكادح إلى وجهه، فنتصور غيبته، وهو برحمته يخبرنا أنه قريب دائما أبدا لا نحتاج إلا إلى أن ندعوه فيستجيب، نسأله فى أى جزء من ثانية، بل فى كل جزء من ثانية، ما دام حاضرا سرمديا أبدا.
كيف نسأل عن حاضر هكذا إلا أن نكون الذين غبنا عن أنفسنا
الغائب لا يعرفه ولا يعرف الطريق إليه مهما سأل فكيف يهدينى.
والرائى لا يخبر عنه فهو أحضَرُ من أن يُخبر عنه، فإذا صدقت الرؤية فالحكى عنها لسائل حائر أو جاهل لا تفيده من أين لهؤلاء الغائبين الذين يريدون إثباته بمنطقهم المسطح، من أين لهم العلم بغيابه أو بحضوره أصلاً.
أما هؤلاء الذين نعموا بجلال رؤيته، فهم أعمق وأخفى وأطيب وأعجز من أن يوصلوا رؤيته لمن غاب أو غـُـيـِّب.
لا سؤال ولا إثبات ولا حجة ولا أسباب
هو هو هو الله
لا إله إلا هو