نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 1-3-2014
السنة السابعة
العدد: 2374
حوار مع مولانا النفّرى (69)
من “موقف البحر”
“الآن”: طول وعرض واتساع وعمق
وقال مولانا النفرى فى موقف “موقف البحر”
وقال لى:
الدنيا لمن صرفته عنها وصرفتها عنه،
والآخرة لمن أقبلت بها إليه وأقبلتْ به علىّ.
فقلت لمولانا:
سامحنى يا مولانا فقد زادت درجات الصعوبة، فزاد اضطرارى للانتقاء، احترت اليوم حتى اخترت، وحين اخترت خفت وترددت، فمن أين لى بشجاعتك أو بلاغتك أو حكمتك أو وقفتك؟
حديث “الدنيا” والآخرة من أصعب ما أحاول عدم الخوض فيه، حين يكون الحضور “الآن” هو كل ما يحضرنا الآن، وحين يصلنى أكثر فأكثر وهو يحادثك أن “الآن هو البدء المنتهى الدائم به وإليه: لا “آن” إلا “الآن”، أفرح وأرحب بالطول والعرض والاتساع والعمق،
حين أنجح أن أنصرف عن الدنيا أكتشف أننى لا أنصرف زهدا بل بُعد نظر،
ثم إنى لا أنصرف عنها – بصراحة – إلى الآخرة، وإنما أجتهد أن أنصرف عنها إليه هو لا شريك له، إلى وجهه، لا أقبل على الآخرة بوجه خاص، ليس إنكارا وإنما لأنها تحضرنى بدءًا من الآن، فيصلنى مما قاله لك الآن أنه هو الذى بفضله يقبل بها إلى من يستحقها، وإذا بها هى التى تحملنى إليه، تقبل بى عليه، ياليتنى أصدق نفسى،
حين تصبح الدنيا لى لأنه صرفنى عنها وصرفها عنى لا تعود الدنيا هى الدنيا، لكنها تنقلب هدية رضا،
وحين تحملنى الآخرة إليه لا تعود الآخرة هى الآخرة وهى تُقبل بى عليه: فيتعاظم “الآن”
ويتعمّق الحضور
ولا يسكن الكدح
يرضى
أرضى
وأطمئن
أدعو.
يستجيب