نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 1-2-2014
السنة السابعة
العدد: 2346
حوار مع مولانا النفّرى (65)
من موقف “الأدب”
وقال لمولانا النفرى فى موقف “الأدب”
وقال لى:
أنت ابن الحال التى تأكل فيها طعامك وتشرب فيها شرابك.
وقال لى:
آليت لا أقبلك وأنت ذو سبب أو نسب.
فقلت لمولانا:
لم أعرف يا مولانا قيمة “هنا والآن” التى نمارسها فى العلاج الجمعى بهذا القدر إلا الآن، إذن فأنا ابن الحال “الآن” “هنا” لا أكثر ولا أقل، وحين أكون ابن الحال الآن “جدا” فقط” استغرق – نستغرق – فى جزء الثانية، فتكبر بنا، ونكبر فيها، حتى تكون هى كل الدهر ونكونه، ركزت على “ابن الحال” ولم أشغل نفسى أية حال ولم أنظر فى ما آكل وما أشرب فليس هذا هو المراد بقدر ما وصلنى أنه “التركيز على اللحظة” إلى الدرجة التى فسرتْ لى معنى أجزاء الثوانى التى وصلتنى من هذا العلاج، والتى لم أدرجها بحقها فى منظومتى القديمة عن الزمن.
حين لا يصبح لديك غير هذه اللحظة التى ربما تكون هى هى التى التقطها جاستون باشلار فى حدْس اللحظة، وكانت منطلقى إلى أطروحتى عن الزمن، تصبح لحظة بلا أول ولا آخر، وتصبح أنت (أنا) “ابن الحال”: لا أكثر ولا أقل.
حين لا يصبح لديك غير هذه اللحظة التى ربما تكون هى هى التى التقطها جاستون باشلار فى حدْس اللحظة، وكانت منطلقى إلى أطروحتى عن الزمن، تصبح لحظة بلا أول ولا آخر، وتصبح أنت (أنا) “ابن الحال”: لا أكثر ولا أقل.
إذا انقطعتَ عن النسب، انقطعتَ عن الماضى وتلاشتْ الثانية السابقة (أو أجزاؤها) وإذا انقطعتَ عن ان تكون “الحال الآنى” سببا لما بعدها أو ما يخرج منها، اختفتْ الثانية التالية فتصبح أنت (أنا) خالصا له جاهزا أن يقبلك دون ذرة من شركٍ، لتصبح أهلا ليقبلك خالصا له.
لم يصلنى من هذا الانقطاع أى سكون محتمل أصلا، فالأرجح أنه إذا قَبِلَنَاَ بهذا النقاء من شرك السبب والنسب، امتلأ الوجود من خلال هذا القبول المحيط بحركة لا مثيل لها، وإن بدت كالسكون المنفصل، فهو دوام متجدد.
ثم تتخلق اللحظة التالية لتكون انت “ابن حالها” أيضا وينتفى الشرك من جديد وهكذا.
ولعل هذا ما وصلنى من فقرة سابقة فى نفس الموقف مما قاله لمولانا:
إن انتسبتَ فأنت لما انتسبتَ إليه، لا لى،
وان كنت لسببٍ فأنت للسبب، لا لى.
فتأكد لى أن “هنا والآن” هكذا: هى مطلق نفى الشرك بفضله.
هل يا ترى هذا هو الذى وصلنى من هذا العلاج الجمعى إذا ما نجح التركيز المتناهى فى “هنا والآن” بما يتيح تشكيل الوعى الجمعى التصعيدى المتنامى الجدلى إلى مطلق الوجود مع السماح – فى نفس الوقت – للوعى الفردى بالدخول والخروج ليتزود بما يعين.
ربما
والحمد لله