نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 16-11-2013
السنة السابعة
العدد: 2269
حوار مع مولانا النفّرى (54)
من “موقف العهد”
“الوقفة “به” لا تغنى عن ما تدفع إليه”
وقال لمولانا النفرى فى موقف “العهد”
وقال لى:
إذا وقفت بى أعطيتك العلم فكنت أعلم به من العالمين وأعطيتك المعرفة
فكنت أعرف بها من العارفين وأعطيتك الحكم فكنت أقوم به من الحاكمين.
فقلت لمولانا:
مرة أخرى، ليست أخيرة، أتوقف عند وقفتى به، وليس فقط عنده أو معه أو فى رحابه،
أنا لا أريد ولا أستطيع ولا آمن أن أكون أعلم من العالمين ولا أعرف من العارفين ولا أحكم من الحاكمين،
هذا التكريم حتى لو كان نتيجة إخلاصى للوقوف “به” أخاف أن أنخدع فيغنينى عن السعى للعلم وللمعرفة وللحكم حتى لو كان بفضله ورحمته تكريما لصدق وقفتى به،
رجعت أراجع نفسى: ربما لم يصلنى فضل وقفتى به، الذى يجعلنى أهلا لأن يعطينى ما أعطى وهو يضىء لى طريق العلم ولا يعطينى العلم جاهزا، وكذا طريق المعرفة وطريق الحكم، حينئذ أكون أعْلَمُ لأننى أواصل به إليه وأعْرَفُ وأحْكَم بنفس القياس،
أنا لست أعلم ولا أعرف ولا أحكم منهم إلا به، ثم: هل يا ترى العالمون هم غير العلماء؟ وهل العارفون به هم غير العارفين المعرفة؟ وهل الحاكمون هم غير الحكام وغير الحكماء؟
قبل أن أنهى الحوار معك يا مولاى اليوم: انتبهت إلى بداية الفقرة وقد كدت أنسى أن كل ذلك هو حال وقفتى “به” التى سمحت لى بكل هذا الفضل.
كل ذلك إنما يحدث فى الوقفة والوقفة غير المعرفة وغير العلم وغير الحكم فهى قبلهم وبعدهم، فما بالى لو كانت الوقفة “به”!! منها به أنطلق!!؟
والحمد له من قبل ومن بعد.