نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 5-10-2013
السنة السابعة
العدد: 2227
حوار مع مولانا النفّرى (48)
من “موقف الصفح الجميل
نبذة: حروف الجر لو سمحت لها فعل خاص حتى تصل إلى ما يمكن بفضل الله.
وقال لمولانا النفرى فى موقف “الصفح الجميل”
وقال لى:
إن جمعتك الأقوال فلا قرب، وإن جمعتك الأفعال فلا حب.
فقلت لمولانا:
ماذا يتبقى لى، لنا، حين ينبهك أنه لا الأقوال ولا الأفعال تجمعنى، كنت أحسب أن الأفعال هى التى تعطى للأقوال موضوعيتها ومصداقيتها، وأنها تحيل الأقوال إلى أفعال، فتصبح قادرة على أن تجمعنى “إليه”، الآن – حالا- انتبهت إلى إضافتى “إليه” مما لم يرد فى النص!!
الأقوال التى تجمعنى بلا “إليه”: تجمعنى إلى نفسى غالبا أو حتى إلى من هو دونه “فلا قرب”،
والأفعال التى تخلو من “إليه” لها نفس القصور، “فلا حب”،
كنت – ومازلت- فرحا بحرف الجر عَلىَ (عليه): “اجتمعا عليه وافترقا عليه” والآن حضرنى حرف إلى “إليه” فتأكدت لى ضرورة توجه أى جمع أو اجتماع نحوه دون سواه،
ثم يقفز لى حرف جر آخر يكمل الصورة فى نفس الموقف وهو الباء “بـ” به فمولانا قال فى نفس موقف الصفح الجميل أنه:
وقال لى:
اجتمع بى تجتمع بمجتمع كل مجتمع، وتستمع بمستمع كل مستمع، فتحوى سواك فتخبر عنه ولا يحويك سواك فيخبر عنك.
فقلت لمولانا:
فيصلنى يا مولاى أن الطريق إلى القرب، وإلى الحب، حتى فيما بيننا لابد أن يمر به، فإذا بالتوحد والتوحيد يشمل كل ذرات من اجتمع ومن استمع مادام يتم من خلال اجتماعى به ابتداء
شعرت يا مولانا أن اجتماعى به هذا لا يمحو من اجتمعت به من خلاله، ولا من استعمت إليه بفضل اجتماعى به فأصبِحُ يا مولانا بفضله أحتويهم دون التهام، فأخبر عنهم، كما يستحيل أن يحتوينى أحد منهم، مادام قد سمح لى أن اجتمع به ابتداء، فأخبر عن أى منهم حضورا يكملنى إليه، ولا يخبر عنى من عجز أن يحتوينى لأنى ملىء به، ألم يتفضل علىّ أن اجتمع به أولا ودائما فأجتمع بكل مجتمع.