نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 6-7-2013
السنة السادسة
العدد: 2136
حوار مع مولانا النفّرى (35)
من موقف “التذكرة”
وقال مولانا النفرى فى موقف “التذكرة”:
وقال لى:
إذا سلمت إلى ما لا تعلم فأنت من أهل القوة عليه إذا أبديت لك علمه،
وإذا سلمت إلى ما علمت كتبتك فيمن أستحى منه.
فقلت لمولانا:
كيف أسلم إلى ما لا أعلم إلا أن يكون هو الإيمان بالغيب اليقين بعد الدخول بإذنه إلى الغيب الغريب المفتوح النهاية.
الغيب اليقين غامض شديد الوضوح، أما أن أعلم بعض جوانبه فأسلم إليه كله فهذه مرتبة لم أتصور فضلها حتى قال لك يا مولانا إنه يستحى ممن يصلها!!!!
فالتسليم اليقينى لما أعلم ولما لا أعلم هو السبيل الهادى إلى مدَى الكدْح، وهو فضل لا مثيل له، وجزاؤه لا كرم بعده،
أبعد كل ذلك يا مولانا نتمادى فى غرورنا بما نعلم، وإنكارنا لما لا نعلم؟!!
وقال مولانا النفرى فى موقف “التذكرة” (أيضا):
وقال لى:
إذا أشهدتك كل كون إشهاداً واحداً فى رؤية واحدة، فلى فى هذا المقام اسم إن علمته فادعنى به وان لم تعلمه فادعنى بوجد هذه الرؤية فى شدائدك.
فقلت لمولانا:
إذن فللرؤية “وجد” ليس له اسم، وهو اسمٌ حاضر فاعل، وهو متاح لأن ندعوه به فى الشدائد، حتى دون أن نسميه، هكذا يا مولانا يتفتح المجال قبل وبعد ومع الاسم.
يبدو أن إشهاد أى “كون” أو كل “كون” إشهادا واحدا فى رؤية واحدة هو كاف، كما أن أسماؤه غير قاصرة على الأسماء الحسنى، بل إن له اسم فى كل كون يشهدنا إياه ولو مرة واحدة، فندعوه به، فيستجيب كما وعد.
يا ترى يا مولانا أى السبيلين يقف بنا أقرب إليه؟ أن ندعوه باسم الكون الذى أشهدنا إياه فى رؤية واحدة، أم أن ندعوه بوجْد الرؤية ما دمنا لم نعلم لها اسم كون بذاته؟
هكذا تُفتح أبواب الرحمة على مصراعيها،
ولكلّ مجتهد نصيب، وفى كلٍّ خير.