نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء : 6-12-2016
السنة العاشرة
العدد: 3385
حوار مع مولانا النفّرى (213)
من موقف “عهده”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
إذا اصطفيت أخاً فكن معه فيما أظهر، ولا تكن معه فيما أسرّ،
فهو له من دونك سرّ، فإن أشار إليه، فأشر إليه،
وإن أفصح فأفصح به.
فقلت لمولانا:
كدت لا أصدق أنه قال لك هذه الوصية، ثم اتهمت نفسى بالعجز عن أن يصلنى منها ما اعتدته منك عنه، وقد اعتدت أن تبلغنا كيف يوصيك بتجاوز السطح إلى العمق، وبتجاوز الحرف إلى ما بعده، وحتى بتجاوز المعرفة إلى الوقفة، فكيف يبلغنى الآن فى هذه التوصية بالتوقف فى الصحبة المصطفاة عند الظاهر، وبأن أكف عن سماع رسائل إدراكية تصلنى من وراء الظاهر، على قنوات متعددة تتجاوزه حتماً.
إن الإدراك وحده يمكن أن يخطئ ويمكن أن يظلم، لكن فى تصورى أنه خطأ وارد قابل للتصحيح بمزيد من الغوص فى طبقات إدراك فإدراك، وبمزيد من تآلف وتكامل قنوات التواصل،
كم عِبْتُ يا مولاننا على علاقات الغربيين حين يبالغون فى الاكتفاء بالظاهر حتى التقديس، حتى أن كثيراً منهم يعتبرون أى تخطى لهذا الظاهر بمثابة اعتداء على حرية الصاحب وغير الصاحب.
لكن وصلنى ما يخفف من جهلى وحذرى وعجبى، وهو ما حواه الجزء الثانى من المقتطف، حين تتطور العلاقة حسب درجة سماح الصاحب المصطفى، شعرت فى هذه الفقرة الأخيرة بدماثة الاقتراب، وباحترام الأعماق التى لا يعلم حقيقتها إلا الله، وبالطمأنة بالسماح، الذى يتيح بأن الصاحب إذا سمح بإشارته أن أشير أشرت، وإذا رأى أن يفصح أفصحت.
لكن ما زلت يا مولانا استشعر فرقا بين هذا المقتطف وما اعتدت أن يصلنى منك عنه.