نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 18-10-2016
السنة العاشرة
العدد: 3336
حوار مع مولانا النفّرى (206)
من موقف المطلع
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى
إن أردت لى كل شىء علمتك علما لا يستطيعه الكون
وتعرفت إليك معرفة لا يستطيعها الكون
فقلت لمولانا:
ما هذا العلم يا مولانا الذى لا يستطيعه الكون؟ وما هى تلك المعرفة التى لا يستطيعها الكون ؟
ما كل هذا يا مولانا ؟ ما كل هذا ؟ ومن ذا الذي يستأهله، أو يقدر عليه ؟
هذا تكريم للإنسان لم أستطع مجرد تصوره،
إذا علم هذا الكائن البشرى أنه – برحمته وفضله – يمكن أن يعلم كل هذا العلم، ويعرف كل هذه المعرفة، فلا بد أن يصله إلى أنه أرقى منزلة، وأقدر قدرة من كل تصور: من الكون نفسه.
لكن من الذا الذى يستطيع أن يصل إلى هذه المرتبة، وكيف؟
الشرط صعب صعب، والصعوبة – كما علمتنا يا مولانا مِمّا علـّمك – لا تعنى الاستحالة،
على من تصله أن مرتبته عند ربه هى بهذا السمو والتفوق، أن يعرف الطريق إليها :
أن يريد له كل شىء، كل شىء، كل ما يريده لنفسه، وما يريده لغيره، وما يريده لوطنه، وما يريده لنوعه، هو له أولا وأخيرا،
رِدْ ما شئت لمن شئت، لكن ليصل فى النهاية خالصا له مهما اختلفت الوسائل
ثم يزيد الفضل حين لا يقتصر الأمر على مِنحة العلم الذى لا يستطيعه الكون، بل يكتمل بأنه يتجلى إليه : يرضى عنه، بأن يتعرف عليه،
هو الذى يتعرف عليه أولا، ويا لهذه المعرفة التى لا يستطيعها الكون! لكن يستحقها هذا الكائن المكرّم ما دام قد استطاع أن يـُرِدْ له كلَّ شىء، كلَّ شىء،
دون استثناء، نعم، دون استثناء.