نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 11-10-2016
السنة العاشرة
العدد: 3329
حوار مع مولانا النفّرى (205)
من موقف المطلع
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى
الباطل يستعير الألسنة ولا يوردها موردها
كالسهم تسعيره ولا تصيب به
فقلت لمولانا:
“الألسنة”!!، هذا مصطلح جديد علىّ يا مولانا، كنت قد أنِسْت لتعرفى رويدا رويدا على ماهية “الحرف”، وكم حذِّرك يا مولانا، فحذَّرتنا، من أن نستسلم للاختناق فيه، أو الرضا به فى ذاته لذاته دون مايتجاوزه أو يشير إليه، أو يتضمنه لننطلق منه، ولعل “الألسنة” هى شكل من أشكال مثل هذا الحرف،
لكننى تعجبت هنا يا مولانا أن الباطل يستعير الألسنة، وكانه بلا لسان، مع أننى كنت أحسب أن لسان الباطل هو أهم أسلحته، وإن كان ليس أمضاها، فيا ترى ما الذى يستعيره الباطل؟ وممن؟
أعتقد أنه يستعير لسان الصدق الذى وهبه ربنا لبعض من رضى عنهم، حين وهبهم من رحمته وجعل لهم”، “..لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً”، فيأخذ هذا اللسان ويحسب أنه إذا ما نطق به فسوف يخدع الغافلين وكأنه يقول الصدق، مادام يتكلم بهذا اللسان المستعار، لكنه أعجز من أن يورده مورده، فالسهم مهما كان مصقولا وماضيا (حتى مثل سهم “الشمّاخ” (1) لا يصيب هدفه إلا إذى استعمله فارس ماهر يعرف قيمته، ويحدد مرماه
ما وصلنى منك يا مولانا الآن هو أنه لكل لسان منبع ومورد، ومن يستعير اللسان من منبع الصدق، ويستعمله لترويج الكذب، فهو لا يورده مورده، وهو مخدوع مهما توهم إصابة الهدف، وأيضا مهما تأخر ذهابه ليتحقق مما إذا كان قد أصاب الهدف أم لا، وهو أول الخاسرين.
[1] – أنظر القوس العذراء : محمود محمد شاكر، قصيدة الشماخ 8-5-2008 وأيضا يمكنك الرجوع إلى مقطع من قصيدة رديارد كبلنج If، وهو المقطع الذى يقول If you can bear to hear the truth you have spoken ……etc نشرة: 6-6-2009 ومعها ترجمتى لها شعرا بالعامية المصرية !!