نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 27-9-2016
السنة العاشرة
العدد: 3315
حوار مع مولانا النفّرى (203)
من موقف “حق المعرفة”
وقال مولانا النفرى أنه:
أوقفنى فى حقّ المعرفة وقال لى أما الآن ففوق وتحت وكل
ما بدا فهو دنيا وكله وكل ما فيه ينتظر الساعة وعلى كله
وكل ما فيه كتبت الإيمان وحقيقة الإيمان لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
فقلت لمولانا:
لا يوجد يا مولانا فى استقبالى لما قاله لك ما هو أًصعب، فكل أصعب بعده وقبله أصعب، ولم أتوقف من قبل عند مغزى عنوان أى موقف، وهو يتكون عادة من كلمة واحدة أو بضع كلمات، قد يكون الربط بينها وبين ما يأتى تحتها تعسفا.
هذا الموقف من أصعب الصعب يا مولانا، ومنه هذه الفقرة.
فما هو “الآن” الذى بدأ به الحدْس، علما بأننى لم أعد أنتمى فى كدحى إلا إلى “الآن”، لأنه ليس بعد الآن إلا الآن، بدءًا من: “هنا والآن” إلى ما ليس كمثله شىء، كل ما، ومن، لا يبدأ من الآن تركيزا لا تحديدا ينفصل، وكل تركيزٍ سلس يخلـِّـق “آناً” أعمق، إلى “آنٍ” أعمق، ويبدو أن الكادح إذا ما واصل حتى هذا “الآن” الذى وصلنى فى هذا الموقف، يتباطأ الكدح عنده إذْ تتعرى الموجودات، فيتبين أنها كلها “دنيا”، فيحـْتـَدّ الإدراك انتظاراً لساعتِه، وهو لا ينتظر شيئا بالتحديد، فهو الانتظار “مفتوح النهاية” “حاضر اليقين، متباعد الأبعاد” إلى ما ليس كمثله شىء، فهو حقيقة الإيمان كما كتبه عليه: ليس كمثله شىء.