نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 20-9-2016
السنة العاشرة
العدد: 3308
حوار مع مولانا النفّرى (202)
من موقف “محضر القدس الناطق”
وقال مولانا النفرى أنه:
لا يصلح لحضرتى العارف قد بنت سرائره قصورا
فى معرفته، فهو كالملك لا يحبّ أن يزول عن ملكه
فقلت لمولانا:
أهكذا يا مولانا تهز لى، وبى: موقف العارف وقد كنت أتلمس فيه ملاذا يحررنى من قيود الحرف وأصنام العلم، المعرفة المعرفة والعلم المعرفة، ومعرفة الحق، وحدس العارف كلها كانت تطمئننى إلا أنه خَلَقَ لنا قلوبا عقولا تعرف الطريق إليه أفضل وأعمق، فإذا بى الآن أرى أن فى المسألة عمق أعمق، وأن المعرفة الملاذ هى ليست “المعرفة” التى حسبتُها “المعرفة”، فلعلها هى التى بَنَتْهَا سرائرى، فحسبتُ أننى عثرت على الشفره إليه، والآن:
المعرفة التى تبنيها السرائر غير المعرفة التى تستمد نورها من النور، المعرفة التى أعرف أنها معرفة ليست هى المعرفة الملاذ من كل ما يتراءى لى سرا أو علانية دونها، أو غيرها، على أنه المفتاح الذى يفك الشفرة إليه،
المعرفة بعد المعرفة ليست قصرا بنته السرائر، ولا أثبتته الشواهد، وهى ليست مِـْلكا لأحد ولا لصاحبها،
ومن يتمسك بها متخيلا أنه صاحبها ومالكها أو أنها الطريق إليه: لا يصلح لحضرته.
هذه نقله أرجو أن يحتملها كل من يحاول، وأنا أولهم.