نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 13-9-2016
السنة العاشرة
العدد: 3301
حوار مع مولانا النفّرى (201)
من موقف “ما يبدو”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى: إن كنتُ ضالتك تهت إلا عنى وحرت إلا معى.
وقال لى: انظر إلى لما جعلتك ضالتى ألم أقبل عليك.
وقال لى: أنت ضالتى وأنا ضالتك وما منا من غاب.
فقلت لمولانا:
احترت يا مولانا كالعادة، وفرحت بحيرتى كالعادة، فمنذ بلغنى تبادل الرضا بيننا وأنا فخور بإنسانيتى، فرح بربوبِيَّتِه، فرحت أروّض نفسى أن أكتشف مبلغ رضاهُ عنى من مدى رضاىَ عنه.
هنا نقلة أخرى تؤكد عظمة ورقى ورحمة العلاقة، أن أكون، وأنا العبد الساعى إليه: ضالته، وأن أتيقن من ذلك حين يصلنى إقباله علىّ،
أما أن يكون هو ضالتى فهذا هو غاية المراد لمن استطاع إليه سبيلا،
وجزاء ذلك: يتناسب مع عظمته، لأنه جزاء أن أتوه إلا عنه، وأن أحتار إلا معه، التوْهُ عنه معرفةٌ به، والحيرة فيه هى يقين بحضوره.
ثم ما كل هذا الفضل حين يدلنى على أنَّ تبادل المسعى بهذا الكرم يجعل الغياب غير وارد أصلا ما دمتُ قد شَرُفْتُ بأن اكون ضالته، وهو ضالتى.
“رضى الله عنهم فرضوا عنه”.