نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 30-8-2016
السنة التاسعة
العدد: 3287
حوار مع مولانا النفّرى (199)
من موقف الصفح الجميل
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
رد علىّ فى كل شئ أرد عليك فى كل شئ
وقال لى:
اذكرنى فى كل شئ أذكرك فى كل شئ
فقلت لمولانا:
كل شىء هو كل شىء، فإذا نقص أى شىء مما هو كل شىء، أى شىء مهما بلغت ضآلته فهو لم يَعُدْ كل شىء، وحين يكون “هو” المرجع الذى نرد عليه فى كل شىء، كل شىء، ينتفى الشرك ولو كان كدبيب النملة، فيستحق هذا الذاكر الموحِّد هذه المكافأة وهو أن يرد عليه فى كل شىء، وفرق بين ردودنا وردوده فأن نرد عليه هو أن نرجع إليه ونحتكم له فى كل ما هو نحن، بكل شىء، فى كل شىء. أما أن يَـرُدّ هو علينا فى كل شىء فهو أن يقبل منا إذا صَدَقـْنا نفى الشرك كله، أن نصبح بعض آلات عزف لحن الكون إليه، إذَ يذْكرنا فى كل شىء، وتظل الآلة المنفردة آلة لا قيمة لها إلا مع كل الآلات عازفة معا: كل شىء، ويظل اللحن لحنا ممتدا إلى ما ليس كمثله شىء، ومع ذلك فهو يرحب أن نرد عليه فى كل شىء ويُكَافَأْ بأن يذكرك فى كل شىء.
ومادامت آلة العزف تقوم بدورها فى اللحن الأكبر المتواصل التصعيد، فلا توحُّد ولكن توحيد، ولا حلول ولكن تناغمٌ وتبادل الرد فالذكر المتبادل فى كل شىء وعن كل شىء.
وها أنت يا مولانا تدعمنا بما قاله لك عن الذكر بالرد: فى هذا السطر التالى:
اذكرنى فى كل شئ أذكرك فى كل شئ
فيكمل هذا ذاك،
وما أطيب هذا وذاك
وما أطيب كل شىء.