نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 16-8-2016
السنة التاسعة
العدد:3273
حوار مع مولانا النفّرى (197)
من موقف بين يديه
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
إن خرجت من معناك خرجت من اسمك،
وإن خرجت من اسمك وقعت فى اسمى.
وقال لى:
السوى كله محبوس فى معناه، ومعناه محبوس فى اسمه
فإذا خرجت من اسمك ومعناك لم تكن لمن حبس فى اسمه ومعناه سبيل عليك.
فقلت لمولانا:
اسمح لى يا مولانا اليوم أن أبدأ بالفقرة الثانية قبل الأولى مع أننى لم أفعلها من قبل.
كنت أحسب يا مولانا أن المحبوس هو من أَحَلَّ اسمه محل معناه، أى محل وجوده، وأن “معنى” هذا المحبوس فى اسمه هو جوهر وجوده، لكن بلغنى الآن أنه حتى “المعنى” يمكن أن يكون مَحْبِسًا خانقا، وحين تصورت الخروج من المعنى أيضا رعبت من احتمال الخواء المفزع الذى ينتظر من خرج من كلِّ من “اسمه” و”معناه” معا، صحيح أنه بذلك لم يعد سبيل للسِّوَى إليه لأن السوى محبوس فى اسمه ومعناه طول الوقت، لكن وصلتنى اشراقة بَعْدِيَّهٌ تقول إن الخروج من كلٍّ من “الاسم والمعنى معا” هو السبيل إلى ما هو أعمق وأصدق.
فأرجع إلى الفقرة الأولى فأجد الجواب وأن الخروج من “الاسم ومن المعنى معا” هو السبيل إليه، إذْ “يقع فى اسمه”، وليس فى اسم أو معنى نفسه.
لكن الوقوع فى اسمه ليس تماهيا ولا حلولا
لكنه نورٌ وطريقٌ طول الوقت، طول الأبد.