يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 21-6-2016
السنة التاسعة
العدد: 3217
حوار مع مولانا النفّرى (189)
من موقف عهده
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
“إن خرجتُ من قلبك عبد ذلك القلب غيرى”
فقلت لمولانا:
بعد أن تعرفت على القلب فى المخ وعرفت أنه عقلٌ أشملُ وأعمقُ وأدْرَكْ، أصبحت أقرأ حضوره فى القلب أقرب وأرق وأصدق، فإذا خرج من القلب لم يعد القلب هو ذاك العقل الوجدانى الأقدر، وسوف يسلم عهدته إلى العقول الأسطح الممنطقه المصنِّمة الجامدة اللامعة مهما سُمِّيَتْ بأسماء حديثه مزركشه.
ولعلك يا مولانا تشير إلى مثل ذلك فيما قاله لك بعد ذلك فى نفس الموقف:
وقال لى:
“إن خرجتُ من قلبك أنكرنى بعد المعرفة وجحدنى بعد الإقرار”
فقلت لمولانا:
وماذا يتبقى فى القلب إن خرج منه وهو أصله ومنتهاه، هذا القلب بعد أن يخرج منه لا يعود قلبا ولا عقلا أصلا حتى يـُنكِـر أو يَجْحَـد، هو يختفى فاعلا ويصير صدى لما ليس منه، وليس فيه، وليس هو.
الذى ينكره بعد أن يفرغ القلب منه هو عقل آخر، وحَرفٌ آخر، وقلب آخر،
كذلك الذى يجحده، هذا القلب بعد أن يخرج منه ما هو له وبه: يصبح لا معنى له ولا فائده ترجى منه، فيوُلَّى الأمر غَيـْرَه من عقول لا تعرف الطريق إليه فتنكره وتجحده،
ويا لخسارة الجميع.