نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 14-6-2016
السنة التاسعة
العدد: 3210
حوار مع مولانا النفّرى (188)
من موقف ما وراء المواقف
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
“ما كل ما نفى سواى رآنى ومن رآنى فقد نفى ما سواى”
فقلت لمولانا:
أصارحك يا مولانا أن كل ما جاء فى هذا الموقف “الذى هو وراء المواقف”، كان شديد الصعوبة علىّ، وأننى عادة ألوم نفسى حين أترك ما يصعب علىّ، لكننى أحترم قدرتى وأدعو الله أن يعين غيرى عليه فأستعين به، أو أن أعود إليه وأنا أقْدَرُ وأبْصَرْ.
فرِحت يا مولانا أن رؤيته هى القادرة على نفى ما سواه، وأنها لا تأتى بنفى ما سواه، حضوره أوّل، وحضوره أوْجَـب، وحضوره أَجْهز، لمن توجه إليه خالصا لا يشرك به أحدا أو شيئاً.
إن نفى كل شئ سواه، ما لم يكن هو وراءه وأمامه ومعه كدحا إليه، هو ذاته من قبل ومن بعد، لا يؤدى بالضرورة إليه، أما مواصلة السعى إليه فهى السبيل إلى رؤيته، ومن ثابر فيها ولم ينخدع بسواها فهى الوسيلة والغاية معا، وهى التى تنفى تلقائيا ما سواه.
والرؤية يا مولانا هى الطريق إلى الرؤية، وهذا يكفى لنفى ما سواه.
عذرا مولانا، سامحنى.