نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 7-6-2016
السنة التاسعة
العدد: 3203
حوار مع مولانا النفّرى (187)
من موقف “اسمع عهد ولايتك”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
كيف تنظر إلى السماء والأرض
وكيف تنظر إلى الشمس والقمر
وكيف تنظر إلى كل شيءٍ كان منظوراً لعينك أو كان منظوراً لقلبك
وذاك أن تنظر إليه بادياً منى
وهو أن تنظر إلى حقائق معارفه التى تسبح بحمدى وتقول: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فقلت لمولانا:
إلى هذا المدى يا مولانا يكون التنبيه على واحدية التوحيد، ونفى الشرك كله، كله!!
قرأت “كيف” ليس باعتبارها أداة استفهام، وإنما بأنها درس فى كيفية النظر.
ثم قرأت السماء والأرض والليل والنهار وهى تمثل الأكوان، لكن حين عمّ التنبيه، الى كل شىء، كل شئ، جَمَع فأوعى، لأن كل شىء هو كل شىء يمكن النظر فيه بالعينين أو بالقلب، أو بغيرهما.
كل الأشياء التى تشمل كل الأشياء وغير الأشياء يا مولانا لا تكون هى هى إلا إذا بدت منه إليه.
ثم ينبهك يا مولانا اليوم، أو أنتبه أنا من خلال حدسك، إلى أن التفرقة لم تعد تقتصر على التفرقة بين “الحرف” و”العلم” و”المعرفة” و”الوقفة”، بل تجاوزت إلى ما هو: “حقائق معارف الأشياء”، فنحن نعرف الأشياء أما حقائقها فيبدو أنها أعمق من كل ذلك.
لا أخفى عليك يامولانا أننى وأنا منشغل بالإيقاعحيوى هذه الأيام أتعرف من خلاله على الفطرة البشرية لعلى أحسن قراءتها فـَنـَقدْها فمُواكبتها إليه، لا أخفى عليك أننى مددت فروضى عن الإيقاع الحيوى إلا كل المخلوقات والأكوان بما فيها ما يسمى اللاحياة، وذلك من خلال استلهام أن السماوات والأرض وما بينهما والجبال والطير وكل شىء، يسبحون بحمده، فتجلى لى كيف السبيل إلى تصعيد هذا الوعى المتسق، إلى مداه الذى ليس له مدى، وأفرح وأجدنى أمام: ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ “، “وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ”.
وإذا بى فى محيط “الغَيب إليه”، وهو السميع البصير
فرحت يا مولانا وتشجعت أن أواصل مسيرتى، وضاعفت من دعواتى أن يلهمنى الصبر، ويشدد أزرى، ويشرح لى صدرى: طالما دخلت هذا الامتحان الرائع الواعد الصعب.