نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 17-5-2016
السنة التاسعة
العدد: 3182
حوار مع مولانا النفّرى (184)
من موقف الصفح الجميل
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
إن أكلت من يدى لم تطعك جوارحك فى معصيتى
فقلت لمولانا:
أى فضل أن يكون أكلى، ونبض وعْيى، وكل وجودى من يده، وكيف تجرؤ الجوارح بعد هذا الفضل أن تعصيه وقد أكلت من يده، إذا ما تفضل يا مولانا على أحد بهذا الفضل فعليه أن يرتقى، بما ناله، إليه، حتى تصبح جوارحه نعمة ضمن لحن الحمد الدائم، وبالتالى فأى خروج عن هذا اللحن مهما بلغت ضآلته هو ينشزه، المعصية هى النشاز، فكيف تطيعنى جوارحى أن أخرج عن هذا النعم الرائق، إلى نشاز خانق
ثم تلحقنا يا مولانا بالسطر التالى وأنت تبلغنا أنه:
وقال لى:
إنما تطيع كل جارحة من يأكل من يده
فقلت لمولانا:
ها هى ذى الجوارح تطيعه ما دامت قد أكلت من يده، فلا تستطيع أن تعصاه فتخرج عن سيمفونية الحمد والتوحيد.
ما جاء بعد ذلك هو الحركة الثالثة فى السيمفونية لمن أراد أن يعيش اللحن الذى يعايشه، وليس فقط يسمعه، ألم تقل لنا بعد ذلك أنه:
وقال لى: الشاهد الذى به تلبس هو الشاهد الذى به تنزع
وقال لى: الشاهد الذى به تستقر هو الشاهد الذى فيه تستقر
وقال لى: الشاهد الذى به تعلم هو الشاهد الذى به تعمل
فقلت لمولانا:
أستأذنك يا مولانا أن تسمح لى أن أترك هذه المقطوعة تتردد فى وعى من يشاء لمدة أسبوع، دون تـَدَخـُّلٍ منى اليوم، فقط أود أن أسارع بإعلان فرحتى بأنه:
بينما “تلبس” عكس “تنزع”،
وبينما “تستقر” هى هى فى البدء والختام مع تغير حروف الجر قبلهما،
فإن “تعلم” قد انقلبت إلى “تعمل”،
فَتَمّ اللحن دون أن ينتهى.
وإلى الاسبوع القادم.