نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 3-5-2016
السنة التاسعة
العدد: 3168
حوار مع مولانا النفّرى (182)
من موقف “الوقفة”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
سقط قدر كل شىء فى الوقفة فما هو منها ولا هى منه
فقلت لمولانا:
نحن يا مولانا فى كتاب اسمه “كتاب المواقف”، وتخصيصك، و تخصيصه، موقفا بعنوان “موقف الوقفة” شدّنى وحيّرنى فى نفس الوقت: إذا كان للوقفة موقف مستقل هكذا، فأين أضع سائر المواقف ولكل منها اسم مستقل؟
هذا الموقف: “موقف الوقفة”، ربما هو الأصعب، ولعله الأهم، وقد وصلنى أنه إشارة إلى نَفْى كل ما عدا: ما يحضر فى الوقفة ومن يحضر فيها وهو حاضر أبدا، وهو يملأ كل الوعى، فليسقط قدْر كل شىء غيره إن صحّت الوقفة.
ماذا يبقى فى الوقفة وبالوقفة إذا سقط قدْر كل شىء؟ لا يبقى إلا وجهه يملأ وعى الواقف كله، كما هو يملأ كل الأكوان، حتى لا يصبح لشىٍء قـَدْرٌ أصلا، الوقفة واحدِيـّةُ توحد كل مستويات الوعى فى واحدية لا يفلت منها جزء من ذرةٍ إلا إليه، فيصبح كل شىء ليس شيئا، لا هو منها ولا هى منه، فهى بها، لها، له، دون حاجة إلى غيره، فما لزوم أى شىء، فيسقط كل شىء.
…………
بعد صفحتين كاملتين وأكثر فى نفس الموقف “موقف الوقفة” تأكدت لى عَظَمة النفى الذى هو أثبت من كل إثبات، وذلك حين قلت يا مولانا أنه:
وقال لى:
الوقفة لا تتعلق بسبب ولا يتعلق بها سبب
وهل يمكن أن تتعلق بسبب وهو كلٌّ محيط بكل محيط، وهل يمكن أن يتعلق بها سبب وقد امتلأ الواقف ولم يبق لديه مكان ولا مجال ولا حاجة لأى سبب، وهو واقف فى رحاب أصل الأصل.
وصلنى هذا النفى أروع إثباتا لمن لا يحتاج لإثبات.