نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 19-4-2016
السنة التاسعة
العدد: 3154
حوار مع مولانا النفّرى (180)
موقف الاختيار
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
أذكرنى كما يذكرنى الطفل
وادعنى كما تدعونى المرأة
فرحت يا مولانا وأنا أطمئن إلى ما وصلنى ويصلنى من إيمان الطفل الرائق الحلو البرئ المضئ، ولكن لم يكن يخطر لى أنه قادر على ذكره بالمعنى الذى نعرفه عن الذكر، اللهم إلا كما يسبح له كل ما فى السماوات وما فى الأرض.
أنا أتكلم يا مولانا عن الطفل ذى العامين أو أقل، طمأنتنى يا مولانا إلى أن كل ما يلحق بعد ذلك بهذا الطفل المؤمن ذاكر ربه من تشويه هو بفعل فاعل، أجاره الله منهم، وغفر لهم.
كيف نزيح عن قلوبنا ما ران عليها بما فعلوه ويفعلونه بنا حتى نذكره كما يذكره هذا الطفل قبل التشويه.
ولكن ما دام قال لك ذلك فهو كذلك.
ثم أن أدعوه كما تدعوه المرأة فهذا أيضا طيَّب خاطرى، لاننى خبرتُ مما أتاحته لى مهنتى واجتهادى أن المرأة أقل تشوها من الرجل، وأن الطفل الذى يكمن بداخلها أو بخارجها هو أيضا قريب إلى هذا الطفل الذى يذكره، فهى بسلامتها وأصالتها، وطيبة حضورها حين تدعوه تكون أكثر عشما وأوثق استجابة.
وحين نقتدى بها كما أرشدك لترشدنا، ربما نكون مثلها فنصبح أكثر عشما وأوثق استجابة.