نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء : 12-4-2016
السنة التاسعة
العدد: 3147
حوار مع مولانا النفّرى (179)
من موقف “الحجاب”(2)
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
اطلبنى فى ابتداء الصلوات.
ما ظهرت قط فى خاتمة صلاة
فقلت لمولانا:
كنت أعجب يا مولانا لإصرار بعض الأئمة على استحضار كل التركيز وكل الانتباه (وكل طبقات الوعى ومستويات الوجود الشخصى، حسب ترجمتى الخاصة لنصائحهم) فى “تكبيرة الإحرام”، فى حين كان بعض أئمة آخرون يُلزمون (أو ينصحون، أو يشيرون على) المصلـِّين بذكر نية الصلاة بالألفاظ بالتفصيل (مثلا: نويت صلاة الظهر حاضرا مستقبلا مقتديا بهذا الإمام… إلى غير ذلك من تفاصيل)، ولكن فريقا ثالثا أطيب وأعمق فى نفس الوقت يؤكدون للمصلين الطيبين أن “النية محلها القلب”، (وكل حركات المأموم فى السر)، وكان ذلك يوصل إلى أن صياغة النية فى كلمات منطوقه تقلل من استحضار الوعى الكلى إليه!
خلصت من كل ذلك إلى أن استحضار النية انطلاقا من القلب إلى الجسد إلى الوعى فكل الوعى هو المطلوب حتى تـَسْهـُلُ النقلة من الوعى الظاهر اللاهث، أو الوعى الخامل الناعس، إلى جـُمّاع مستويات وعينا إليه، هو اجتهاد لازم نبدأ به الصلاة ونحن فى هذا الوعى الحركى التكاملى الخلاق، فتكون صلاة، ويكون خشوع ويكون قرب، وقد يتراجع جماع هذا الوعى قليلا أو كثيرا بعد بداية الصلاة، ولا مانع، فحركات الصلاة تقوم بالواجب، وتقترب منه بنظام إيقاعى بديع، فيلحقها الوعى طوال الصلاة بدرجات متفاوته، وفى كلٍّ خير.
وما دام قد طلبه المصلى فى ابتداء الصلاة هكذا، فهو لن يدعه إلا فى خاتمة الصلاة حين لا يظهر له وقد أنهاها، وكأنه يريد من جديد أن يبلغنا يا مولانا: أن للصلاة – العبادة الوجهية – وعىٌ خاص له بداية وله نهاية، وأن هذه الخصوصية تؤكد اختلاف هذا الوعى نوعيا عن غيره، حتى لا يتسطح منا ونحن ندعيه .
فرحتُ يا مولانا بالجملة الأولى
وملكنى خوف غامض من الجملة الثانية
غفر الله لى ولك.