نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء : 5-4-2016
السنة التاسعة
العدد: 3140
حوار مع مولانا النفّرى (178)
من موقف “الحجاب”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
من حجبته بخَلُقى برزت له،
ومن حجبته بنفسى لم أبرز له، ولم يرنى
فقلت لمولانا:
تـُرجعنى يا مولانا إلى “فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”، “فِى عِبَادِى” يا مولانا وليس “مع عبادى” كما قلت لك ذات حوار، يبدو أنه لا سبيل إلى الله إلا عبر خلق الله، حين يكون الحجاب هم خلقه، كما خلقهم، تتخلق بينهم وحدة نامية رائدة مبدعة إليه، يسميها العلماء الطيبون وعيا جماعيا، هذا حجاب كاشف لا يحجب إلا الشخوص النيازك السابحون فى فراغ ذواتهم المنغلقه، أما الذين يلتحمون بعامة خلق الله فهم يحتجبون عن أنفسهم مع أنفسهم وسط خلق الله فى رحاب هذا الذى يتخلق من جماعاتهم معا، فيبرز لهم، فيراه كلّ منهم وهو واحدٌ إليه.
أما الذى يتصور أنه حظِىَ برؤيته أو بوصله أو بزعم معرفته فهو لا يبرز له، ويحتجب عنه ليدعه فى وهـْلِهِ بما تصوره، فهو لم يره لأنه لم يحتجب بخلقه.