نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 24-2-2016
السنة التاسعة
العدد: 3099
حوار مع مولانا النفّرى (172)
من موقف “بيته المعمور“
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
إذا رأيتنى ولم تر اسمى فانتسب إلى عبوديتى فأنت عبدى.
وقال لى:
إذا رأيت اسمى ولم ترنى فما عملك بى ولا أنت عبدى.
فقلت لمولانا:
صعّبت علينا المسألة يا مولانا،
التفرقة بين رؤيته ورؤية اسمه ضرورية لكنها صعبة صعبة لدرجة يعرفها من يحاول أن يتبين حقيقة وأبعاد الاستحالة الممكنة التى تكمن وراء وأمام “رؤيته”
علمتنا يا مولانا أن الزعم برؤيته ليست هى رؤيته، وأن رؤيته تظل غاية إلى غاية إلى غاية حتى لو تحققت، أو خيل إلينا أنها تحققت، وأن من يراه لا يعلن ذلك وعادة لا يصدق، ثم أنتقل إلى رؤية اسمه، وهذا يستتبع التذكرة بمستويات وجدوى ترديد أسمائه فيما يسمى “الذكر” أحيانا، التسبيح باسمه غير رؤية اسمه بديلا عنه.
الانتساب إلى عبوديته شرف ورحمة ورضا، وهو كاف خاصة إذا كان هو جزاء الرؤية أو ما نتصور أنه الرؤية.
العبودية مع الرؤية هى أعلى مراتب الحرية التى لا يعرفها من يتشدق بهذا اللفظ دون الوعى بمسئوليته، لكنهم يواصلون ترديده طول الوقت “كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ”، لعل بعض هؤلاء هم الذين يرون الاسم بديلا عن الرؤية الحقيقية أو حتى الرؤية الواعدة الموعودة،
هكذا تعلمنا يا مولانا أن من يكتفى بترديد الاسم فيستغنى به عن رؤية صاحبه هو محبطٌ عمله وحارمٌ نفسه من شرف عبوديته.
لا أريد يا مولانا أن أطيل فى القياس فما وصلنى أكبر من هذا.
وما حملنى ما قاله لك أكبر من التعبير عنه الآن
عذرا يا مولانا وادع لنا أن نظل نحاول.