نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 26 -1-2013
السنة السادسة
العدد: 1974
حوار مع مولانا النفّرى (12)
موقف الكبرياء
(من) موقف الكبرياء (1)
قال مولانا النفرى:
وقال لى:
وقال لى ما كل عبد يعرف لغتى فتخاطبه، ولا كل عبد يفهم ترجمتى فتحادثه.
فقلت لمولانا النفرى
إذن ما العمل يا مولانا؟
وكيف أميّز أنا هذا من ذاك قبل أن أخاطب أيا منهما؟
وكيف أحرم من أتصور أنا أنه لا يعرف لغته سبحانه، من احتمال أنه يعرفها وأنا لا أعرف هذا العبد الطيب بدرجة كافية، أو لا أعرف عنه ذلك بالذات.
لقد فوجئت يا مولانا أن عباده المترددين على العلاج الجمعى معى، وهم من البسطاء المتواضعى التعليم عادة، فوجئت أننا نجتمع عليه ونفترق عليه، دون أن نذكر حتى أى اسم من أسمائه سبحانه، وهم يعرفون لغته سبحانه وتعالى أكثر كثيرا من الذين يتصورون ذلك وهم على المكاتب أو فى دور الافتاء أو حتى فى الصوامع
ما العمل يا مولانا؟
دعنا نواصل تحسس طريقنا إليه “معا – معاً”، فيعرف الذى يعرف، ويبتعد الذى كان يتصور أنه يعرف، ثم يعود يعرف إذا شاء أن يعرف، ومن لا يفهم ترجمته فقد يدرك حضوره، ومن “يدرك” حضوره لن يحتاج إلى ترجمته والله من ورائنا محيط.
****
(من) موقف الكبرياء (2)
قال مولانا النفرى:
وقال لى:
وقال لى الواقفون بى واقفون فى كل موقف خارجون عن كل موقف.
فقلت لمولانا النفرى
فلماذا اختزلوا المواقف إلى المواقف ؟ حتى مواقفك هذه يا مولانا؟
حين أتوقف عند حرف الباء “بـ ..ى” أنتبه إلى أن الواقف لا يقف بالضرورة – عنده، ولا فقط فى حضرته، ولا فى رحابه، وإنما هو يقف “به“،
فإذا وقف “به” فما حاجته إلى موقف محدد آخر، فهو واقف فى كل موقف، وإذا به وهو كذلك خارج عن كل موقف، لأن موقفه “به” ملأه فاغناه
فما أرحمه وأكرمه
يا مولانا.