حوار مع مولانا النفرى (327) من موقف “الدلالة”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 12-2-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4182
حوار مع مولانا النفرى (327)
من موقف “الدلالة”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
الوقفة نار تأكل المعرفة لأنها تشهدك المعرفة سوى
فقلت لمولانا:
سبق يا مولانا أن حاورتك حول مقطع آخر من نفس الموقف “الدلالة” وكشفت فيه عن فرحتى ودهشتى معاً بتصاعد مستويات الادراك مع تمادى اتساع مستويات الوعى .
مقتطف اليوم يا مولانا هو من نفس الموقف وهو يزيد الأمر وضوحا إذ يعرى تواضع “المعرفة” حتى تراجعت أو كادت لتحل محلها أو تحتويها “الوقفة”.
الآن تتأكد لى الرسالة التى وصلتنى فى 16-1-2018 من أن المعرفة حين تكون طريقا موازيا أو مواكبا أو متناغما مع “وعى الوقفة”، فهى إسهام فى مواصله السعى للكشف أوالرؤية،
أما إذا انقلبت الوسيلة إلى غاية، أى إذا كانت المعرفة هى هى السبيل إلى معرفته بالإثبات والمحاجاة، فإنها هى هى التى قد تكون الوسيلة إلى إنكاره بنفس الاسلوب التعليلى الخطّى المسطح حينئذ تصبح المعرفة “سـِوَى” يتضاءل أمام وعى الوقفة التى تنقلب نارا تأكل هذه المعرفة فتكشفها، أى أنها إن كانت هى غاية المراد، فهى الغاية إلى نفسها، العاجزة عن مواصلة الكدح لرؤيته، فهى ليست إلا “سوى” تبعدنا عنه لا تقربنا إليه.
فأحمـْده أن فتح لى ابواب الادراك، وحال دون أن تستدرجنى حجج الإثبات ومنطق التعليل، الذى يصبح ليس إلا سوى مادام قد أصبح غاية فى ذاته.
2019-02-12