حوار مع مولانا النفرى (314) من موقف “قلوب العارفين”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 13-11-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4091
حوار مع مولانا النفرى (314)
من موقف “قلوب العارفين”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
الحكمة طلبتك إذا كنت عبدًا عبدًا
فإذا صيـّـرتك عبداً ولياً: كنتُ أنا طلبتك
فقلت لمولانا:
كنت أحسب يا مولانا أن غاية المطلوب منى هو أن أخلص فى أن أكون عبدا عبدا له لا إله إلا هو، كما كنت أفرح بالحكمة التى تضئ لى طريق المعرفة، بذاتها لذاتها، وإذا بى أنتبه اليوم إلى هذا البـُعد الآخر الغائب عنى، فأستعيذ به مما كان فيه شبهة أن أكون قد طلبت الحكمة (1) خاصة من أصدقائى الذين يطلقونها فى طلقات عشوائية، أقول انتبهت إلى أننى إذا طلبت الحكمة لما بها من حكمة فإن الشرك قد يتسحب إلىّ من خلال ذلك مثل دبيب النملة.
الآن أفقت لأنتبه أنى حين أكون عبداً عبداً لا أكثر ولا أقل، فقد يسرقنى انبهارى بالحكمة لذاتها فى ذاتها، وأتوقف عند ذلك فتكون هى غاية طلبى ولا أواصل إليه بها أو بدونها.
أما إذا حظيت برضاه حتى رقـّانى من مرحلة العبد العبد، سواء ركبت لذلك جواد الحكمة كوسيلة أو مشيت فى نور فضله بما صيـّـرنى به عبدًا وليـًّـا ليس لى إلا وجهه، إذا كان ذلك كذلك أصبحت أى حكمة وكل حكمة ليست إلا وسيلة إليه، يستعين بها وليه ليكون عبداً وليـُّـه بفضله، لا أكثر ولا أقل.
[1] – مثلاَ: كما وردت أحيانا فى كتابى: “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، الحكمة رقم 163 ، 166، 819، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net .
2018-11-13