حوار مع مولانا النفرى (307): من موقف “بين يديه”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 25-9-2018
السنة الثانية عشرة
العدد: 4042
حوار مع مولانا النفرى (307)
من موقف “بين يديه“
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
السوى كله حرف
والحرف كله سوى
فقلت لمولانا:
ثم ماذا يا مولانا؟ ثم ماذا؟ الجرعـَـة أكبر من كل اجتهاد!
لعل هذا يعنى أنه لا وجود لأى وجود إلا إذا كان متصلا بأصل الوجود، ليس فقط علاقة خطية بل جزءًا منه وقائماً به.
حين ينفصل الوجود عن أصله يا مولانا يصبح “سوى” بلا معنى ولا مغزى ولا جدوى، ولا يبقى إلا شكلا أو صوتا أو رسما، وبالمقابل فهو حرف نشاز دائر حول نفسه.
وحين يحضر الحرف مستقلاً عن جذوره وأصله وما وراءه، وما هو إليه: يتأكد الشرك وتـُـشحذ سنون النيزكية فيسقط حرفا هاويا إلى ظلام الغرور والاغتراب فلا يكون إلا حرفاً ناشزاً.
هكذا يمكن القول أن السوى فى ذاته لذاته ليس إلا حرفاً تائهاً.
وأن الحرف فى ذاته لذاته ليس إلا سوى مغترباً.
فليتشوه كل من انفصل عن أصله بالغرور أو النيزكية، أو الشرك، أو الاغتراب.
ولن ينفع الحرف السوى، ولن يثرى السوى الحرف.
ولا حول ولا قوة إلا به جامع كل الوجود إليه.
2018-09-25