حوار مع مولانا النفرى (276) من: موقف “كدت لا أواخذه”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 20-2-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3825
حوار مع مولانا النفرى (276)
من: موقف “كدت لا أواخذه”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
“أنا باد
لا للبدو ولا لنفيه
ولا لأُرى ولا لأن لا أُرى
ولا لما ينعطف عليه لام علة
بادٍ ليس فيه إلا باد”.
فقلت لمولانا:
أنهيت حوارى معك يا مولانا فى لقائنا الأسبوع الماضى عن الوقفة، وأنه حين عـُرج إلى الوقفة تجلـَّـت بنفى ما قد تشغله حتى بالدعاء، كما تجلت بنفى الوقوف فيها أصلا مع أنها هى هى الوقفة ذاتها.
وقد أنهيتُ حوارنا يا مولانا وأنا فى حال يقول:
“إذن فهى هى، ليست لما بعدها، ولا لغيرها، ولا حتى للوعى بها،
هكذا يـُـفتح الباب من جديد لإثبات الحضور بالنفى”.
اليوم يا مولانا يتأكد لى احتمال صحة ما ذهبتُ إليه
فها هو: بادٍ: “لا للبدو”
ثم يأتى نفى النفى
ولا لنفيه (نفى البدو)
ثم ينفى فعل الرؤية، برغم أنه يظل بادٍ
ثم يتواصل نفى النفى ليشمل نفى نفى الرؤية ذاتها،
ويظل “يبدو” لا يحتاج لما “ينعطف عليه” أو يـُبرر علة أنه بادٍ.
وبعد كل هذا النفى، وبكل هذا النفى، يتعمق الحضور بما “هو” كما “هو”:
بادٍ ليس فيه إلا بادٍ
ألم يكن عندى حق يا مولانا فيما وصلنى الأسبوع الماضى حين أعلنت
ما اسميته “إثبات الحضور بالنفى، لا أكثر ولا أقل”.
أليس هذا هو السبيل إلى معايشة الجهل المعرفى.
أليس هذا هو الصراط إلى الإيمان بالغيب.
فليشحذ من يستطيع كل أدوات إدراكه، ومستويات وعيه
وليتحمل أن يصله كيف:
“أنه بادٍ”، “ليس فيه إلا بادٍ”.
2018-02-20