نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 30-1-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3804
حوار مع مولانا النفرى (273)
من موقف “حجاب الرؤية”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
رؤيتى لا تأمر ولا تنهى، غيبتى تأمر وتنهى
فقلت لمولانا:
وما حاجتى إلى الأمر والنهى وأنا فى الرؤية، أما فى الغيبة فإن المسافة تتخلق مع تواصل الكدح، الرؤية اقتران مطلق باللحظة وأجزائها فيه إليه معه، فلا موقع للأمر والنهى لأنها تلفظ كل ما عداها: جسما غريبا مهما صغرت اللحظة.
ولكنك توصل لنا يا مولانا، بما بلغك منه، مساحة الغيب وضرورته وروعته وحضوره، وأنا لست متأكدا من علاقة “الغيبة” “بالغيب”، فليس من الضرورى أن يترادفا، لكننى أشعر بأن العلاقة برغم أنها ليست علاقة تماثل، فهى علاقة تكامل.
المساحة والساحة التى يتجلى فيها الغيب يمكن أن تمتلىء بالعلم (طبعا العلم الذى ليس ضده الجهل)
ألم يقل لك قبل هذه الفقرة فى نفس الموقف:
“العلم وما فيه: فى الغيبة لا فى الرؤية “
فالرؤية لا تحتاج لمزيد من خارجها، أما العلم (بالتحديد السابق الذى علمتنا إياه يا مولانا نقلا عنه) فهو يمكن أن يملأ ساحة الغيبة، وربما تتولد الرؤية، ثم ينسحب بصفته، فلا يصل علما متى تخلقت الرؤية فهى ممتلئه بها.